يتفاجأ الكثير من الناس أنه رغم نجاح الهند في لعبة الكريكيت، إلا أنهكيف لهذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه حوالي 1.2 مليار نسمةأن يفشل في الفوز بميدالية ذهبية واحدة على الأقل في أولمبياد لندن 2012، أو أن يحتل فريقه الوطني لكرة القدم المرتبة الـ169 في تصفيف الفيفا.


روميو روفائيلndash;إيلاف:جذب الاقتصاد المتزايد في الهند الضخمة التي معظم سكانها من الشباب وزيادة فرص مشاركة وسائل الإعلام، حرص منظمات رياضية كبرى للاستثمار في عروضالشغفوالإمكانيات .

وكان ستيف بيليس، الذي يعمل مع ليفربول في برنامجه الانمائي الخارجي وهو الذي سافر إلى ما يصل عشرات المرات سنوياً إلى البلد، على حين غرة ،قد أكد في حديثه لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية أنه عندما قام بزيارته الأولى للهند اعتقد أن الجميع على وشك ممارسة الكريكيت، ولكنه شاهد في الفترة الأخيرة أطفالاً يلعبون كر ة القدم في كل مكان، في الحقول والشوارع وعلى شواطئ مومباي... وهكذا بدأت الرياضة في الظهور على السطح وأصبح لها سوق ضخمة ،حيث كان البريمير ليغ الإنكليزي يلفت انتباهاً كبيراً ويبث على نطاق واسع على شاشات التلفزيون.
ويعتبر نادي ليفربول وهو أحد الأندية الأوروبية الكبرى التي تريد أن يكون لها وجود في الهند، وقد سبق لمنافسه مانشستر يونايتد أن فتح سلسلة من المتاجر الصغيرة في المدن الهندية الكبرى، حتى أنه قام بتعيين مديرٍ هندي في مجلس إدارته.
ويعتقد بيليس أن على الأندية أن تكون صبورة وأن يكون أسلوب تعاملها بالنهج الطويل، ولا يؤمن أنه من السهل جداً الحصول على الاستثمارات.
ورغم أن العديد من الأندية فتحت ما يسمونه الأكاديميات، إلا أنها في الواقع هي مدارس لكرة القدم التي تدرس أطفالا يتحمل أولياء أمورهم نفقاتهم، التي لا تعتمد على القدرة والكفاءة، وتحاول الأندية استخدام أرباحها من مدارسها داخل بلدانها لتمويل تلك الأكاديميات.
وهناك أسباب اقتصادية سليمة لاستثمار الأموال في التنمية، فكلما كان هناك أطفال كُثر يمارسون كرة القدم، زادت المصلحة العامة في هذه الرياضة، وتدريس الشباب الهنود عن التسوق والطب الرياضي والجوانب المهمة الأخرى من الصناعة، يمكن أيضاً أن تجني المكافآت للمستثمرين الأجانب في نهاية المطاف.
ورغم حالة الإحباط من ممارسة الأعمال التجارية في الهند مثل الاتصالات والبيروقراطية، إلا أن بيليس يرى أن هناك فرصاً للعثور على الشركاء المناسبين، لأن الهند مليئة بالموهوبين.
اللاعبون يصبحون مشجعين
عكاش جاين (37 عاماً) من مدينة ديترويت الأميركية الذي يدير الشؤون التجارية لكرة السلة للرابطة الوطنية في الهند، هو واحد من العديد من الهنود الأميركيين الذين عادوا إلى بلد آبائهم بعد مغادرتهم الهند قبل سنوات عدة.
ويؤمن جاين أنه يستحق مكافأة لدوره الرئيس في تطوير الرياضة التي يحبها في البلد الذي له علاقة شخصية قوية به وهو يتمتع بوجوده في مومباي ويخطط للبقاء فيها لسنوات قليلة مقبلة.
والدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين هو الدوري العالمي الوحيد المستمر الدائم في الهند، الذي وقع مؤخراً على صفقة رئيسة وضخمة للبث التلفزيوني لفسح المجال لمزيد من الانتشار لهذه الرياضة، وما يمكن لعشاق الهند أن يكونوا قادرين على مشاهدة حوالى 100 مباراة تبث مباشرة في موسم واحد، بالإضافة إلى برامج عن كرة السلة.
ولكن بالنسبة إلى جاين فإن المسألة ليست فقط حول مشاهدي التلفزيون، لأن كرة السلة هي لعبة من صميم رؤية الرابطة الأميركية لكرة السلة انتشارها العالمي حيث تشجع المشاركة، ويعتقد أنه من المرجح أن يتحول اللاعبون إلى مشجعين.
وهناك 5 ملايين شخص يلعبون كرة السلة في الهند بانتظام، وشهدت اللعبة ارتفاعاً بنسبة 50 في المئة من المشاركة في برامج على مستوى القاعدة للرابطة الأميركية على المدى العامين الماضيين التي تنطوي على 1000 فريق في كل أنحاء الهند.
ورغم أن كرة السلة لعبة غير معقدة، مثل كرة القدم، حيث يفهم الذين يمارسونها تعقيداتها التكتيكية بشكل أفضل، إلا أن الأرقام التي ذكرها جاين قد تخلق نوعاً من المعرفة ومشجعين عاطفيين التي تحتاجها كل الرياضات من أجل كسب الأموال.
إلى جانب ذلك، فإن الهند هي المكان المناسب تماماً لكرة السلة، فما عدا ممارسة اللعبة ، فإنها لا تحتاج إلى الكثير من المعدات، ويمكن أن تمارس في مساحات حضرية مكثفة.
لا مشروع تجاري سهل
وفي حين ترسل أندية كرة القدم الكبرى والبطولات العالمية مثل الدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين مسؤوليها إلى الهند، فإن الهنود الذين عملوا ودرسوا في الخارج يعودون أيضاً إلى وطنهم للانخراط في صناعة الرياضة المتنامية.
وبهذا الصدد قال فيفيك سيثيا (32 عاماً) المولود في دلهي وهو خريج جامعة كورنيل الذي أمضى ثلاث سنوات يعمل في شركة استثمارات رائدة في نيويورك، لهيئة الإذاعة البريطانية، إنه دائماً كان من محبي الرياضة.
وألهم بطل التزحلق للصغار في الهند الذي كان يشارك في منافسات هذه الرياضة مع القليل من التمويل، على المشاركة في تنمية الرياضة في بلاده.
وعندما يتعلق الأمر بتطوير الرياضة وتعزيزها في الهند، فإن سيثيا لا يمانع باستثمار الملايين من الدولارات لو كان يملك مثل هذا المبلغ. وبدلاً من ذلك، يستخدم مهاراته التجارية التي اكتسبها من دراسته في quot;الدوري الجامعيquot; (مؤتمر رياضي يتألف من فرق رياضية لثماني مؤسسات خاصة للتعليم العالي في شمال شرقي الولايات المتحدة)، لتقديم المشورة لمستثمرين آخرين يحصلون على عائدات، في الوقت نفسه تستفيد الرياضة من التمويل.
والرياضة ليست من الأعمال التجارية السهلة لكسب المال، فتقريباً كل أندية كرة القدم الكبرى في العالم تناضل من أجل تحقيق أرباح.
والهند بدورها تعرض تحديات معقدة كبيرة، وقد يكون السبيل الوحيد للنجاح على المدى الطويل هي استراتيجية التنمية التي ينادي بها أمثال ليفربول ورابطة كرة السلة الأميركية، خصوصاً أن صناعة الرياضة في الهند لا تقدم عوائد كبيرة مثل سوق العقارات، ولابد أن تكون لأي شخص يقوم بالاستثمار في الهند مصلحة حقيقية في مجال الرياضة لأنهم لا يقومون بفعل ذلك لو كانت استثماراتهم حول تحقيق الأرباح فقط.