تودع الرياضة المغربية سنة 2012 بأمل عدم تكرار تلك التجارب المريرة التي مرت منها، والتي كانت بعضها كفيلة بتعكير تاريخ وطني مليء بالألقاب والإنجازات لرياضيين قدموا صورة مشرفة لبلدهم.


أيمن بن التهامي - إيلاف :فـ quot;السقطة القويةquot; لألعاب القوى في أولمبياد لندن، فتحت أعين المغاربة، سواء الرياضيين أو السياسيين أو غيرهم، على المستوى الذي وصلت إليه أم الألعاب في هذا البلد، الذي كان عداءوه سباقين للصعود إلى منصات التتويج.

فإلى جانب عودة الوفد المغربي من لندن بميدالية نحاسية وحيدة جاءت عبر العداء عبد العاطي إيكيدير في مسافة 1500 متر، تلقت أم الألعاب في هذا البلد صفعة قوية، بعد ثبوت تعاطي عدائين مشاركين في الأولمبياد للمنشطات، ويتعلق الأمر بكل من أمين لعلو، ومريم العلوي السلسلوي.
وفي محاولة للخروج من هذه الوضعية الصعبة، عمدت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى إلى توجيه شكاية إلى وكيل الملك بابتدائية الرباط، تطلب من خلالها فتح تحقيق عاجل لكشف المسؤولين عن توريط أم الألعاب المغربية في فضائح متتالية للمنشطات.
ولم تكن أم الألعاب وحدها من عاشت على إيقاع quot;النكباتquot;، فأسود الأطلس، ورغم التعاقد مع البلجيكي إيريك غريتيس، بأجر كبير، فشلوا في quot;العودة إلى السكة الصحيحةquot;، وحصدوا هزائم على أيدي منتخبات مغمورة.
فبعد الخروج المبكر وغير المشرف للمنتخب الوطني من الدور الأول للدورة الـ 28 لكأس إفريقيا للأمم٬ التي أقيمت نهائياتها بالغابون وغينيا الاستوائية، حجز أسود الأطلس بطاقة التأهل لدورة جنوب إفريقيا بصعوبة، وذلك بعد إقالة البلجيكي إيريك غيريتس والتعاقد مع الإطار الوطني رشيد الطاوسي.
وكان إيريك غيريتس نجم السنة في المغرب، حيث استأثر رابته باهتمام الرأي العام، إذ تحول أجره الشهري إلى مطلب شعبي، قبل أن تجري إقالته.
وتبقى نقطة الضوء في هذه السنة هي الروح القتالية التي بدأ يظهر عليها المنتخب، بعد الاستعانة بخدمات اللاعبين المحليين، الذين جرى اختيار ثمانية منهم للمشاركة في كأس إفريقيا التي ستقام بجنوب إفريقيا.
كما أن الأكثر القضايا الرياضية التي استأثرت بالاهتمام هذه السنة، هي دخول لاعبين مخافر الشرطة، على خلفية التحقيقات في quot;تزوير أعمارهم في أفق التوقيع لفرق بالمغرب والخليج ليتمكنوا من اللعب للفئات الصغرىquot;.
وقادت التحريات إلى اتهام عدة لاعبين، وإلقاء القبض واستنطاق لاعب حسنية أكادير الحالي خالد لبهيج، الذي كان يلعب في السابق لفرق الوداد البيضاوي والفتح الرباطي.
وأطلقت السلطات الأمنية بأكادير سراح اللاعب وطالبته بالمثول أمام الشرطة القضائية لمدينة مكناس للإدلاء بشهادته في الفضيحة، وهو ما قبله اللاعب وعبر عن استعداده للتعاون، نافيا أن يكون زور عمره قبل اللعب للفئات الصغرى للوداد البيضاوي.
ومن المنتظر أن تطال هذه الفضيحة عددا من الأندية، من بينها الدفاع الحسني الجديدي، والمغرب الفاسي، والجيش الملكي، وحسنية أكادير، وفرق أخرى.
وكانت 2012 سنة استثنائية بالنسبة للمغرب التطواني، الذي دخل التاريخ من بابه الواسع، عندما أحرز لقب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم لموسم 2011- 2012، للمرة الأولى في مساره الكروي.