كشف تقرير حول البحوث الاحصائية الجديدة عن الحجم الحقيقي للتلاعب بنتائج المباريات والإهانات العنصرية والعنف في كرة القدم الأوروبية.

فقد بيّن مسح أجراه اتحاد اللاعبين المحترفين لكرة القدم على الآلاف من اللاعبين في شرق أوروبا وجنوبها، أن ما يقرب من ربع اللاعبين (23.6 في المئة) على بيّنة من التلاعب بنتائج مباريات الدوري الخاص بهم.

في الوقت ذاته، أثارت الاحصائيات الكثير من القلق في روسيا، التي ستستضيف نهائيات كأس العالم في عام 2018، حيث كانت النسبة مرتفعة إلى 43.5 في المئة.وأشار quot;الكتاب الأسودquot;، الذي اطلعت هيئة الإذاعة البريطانية على نسخة منه، أنه قد طُلب من 11.9 في المئة من لاعبي كرة القدم بالنظر في مسألة التلاعب بالنتائج، مع أن هذه النسبة وصلت في اليونان إلى 30.3 في المئة.

ووجدت الأبحاث أن هناك صلة واضحة بين عدم تسلم اللاعب لراتبه وبين تحديد نتيجة المباراة.وبما أنه لا تدفع أجور ما يصل إلى 41.1 في المئة من اللاعبين في الوقت المحدد، فإنه تم مفاتحة أكثر قليلاً من نصفهم للنظر في مسألة التلاعب بنتائج المباريات.

وقال المدير التنفيذي في اتحاد اللاعبين المحترفين انتوني هيغنز للموقع الرياضي للهيئة البريطانية إن quot;هذه النتائج مثيرة للقلق جداً، وانها دعوة واسعة لاستيقاظ كرة القدم بما في ذلك في أوروبا الغربيةquot;.وأضاف: quot;يكتشف اللاعبون في الشرق (أوروبا) أن أنديتهم لا تدفع أجورهم بانتظام، فيتم استهدافهم من قبل ذوات التأثير الفاسد. لذا فهم معرضون للخطرquot;.

وتخوض تركيا حالياً معركة في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي تورطت بها بعض الأندية الكبرى في البلاد.وفي العام الماضي اعترف بيار كورنو، محامي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المكلف بمكافحة الفساد في اللعبة، أنه لا يمكن محو التلاعب بالنتائج كلياً.

على رغم ذلك، فقد وضع الفيفا نظاماً للانذار المبكر للكشف عن أنماط المراهنات المشبوهة، فيما أعلن يويفا مؤخراً أنه ارتبط مع الانتربول لتضييق الخناق على عملية التلاعب.

في غضون ذلك، ذكر 9.6 في المئة من المشاركين في تقرير الذي نشر في quot;الكتاب الأسودquot; أن نماذج عن العنصرية أو غيرها من أشكال التمييز تنجم أساساً من قبل أنصار الفرق (65.3 في المئة).

وذكر أن لاعباً من كل 9 يكون ضحية لعمل من أعمال العنف (11.7 في المئة)، وقد يتسبب هذا من قبل المشجعين (55.8 في المئة) أو إدارة النادي (13.3 في المئة) أو حتى المدرب (8.3 في المئة).

ويدعي اتحاد اللاعبين المحترفين أن أبحاثه أثبتت أن نظام الفيفا الحالي لمنح التراخيص للأندية، الذي يهدف إلى تحسين الطريقة التي تدار بها وإدارة نظام الترخيص للجمعيات الوطنية، قد فشل.

ومن المفروض أن هذا النظام سيحدد المعايير التي يجب أن تلتزم الأندية بها من أجل السماح لها للحصول على ترخيص والمشاركة في المنافسات الدولية.

يذكر أن الفيفا كان قد رفض منح الترخيص لمئة نادٍ في أوروبا في الموسم الماضي، في الوقت الذي أبدى مخاوفه من التلاعب بنتائج المباريات التي قد تؤدي إلى وفاة لاعب، محذراً من أن اللاعب قد يدفع quot;الثمن النهائيquot;. وطالب الحكومات أن تكون حذرة من وجود منظمات اجرامية لتحديد نتائج المباريات وكمية المبالغ quot;المذهلةquot; التي تنطوي عليها.

وسبق لرئيس الأمن في الفيفا كريس إيتون أن ذكر أن المنظمة قلقة للغاية بشأن سلامة اللاعبين والمسؤولين. وادعى أن هناك quot;أدلة على قتل بعض اللاعبينquot;. وأضاف: quot;التلاعب بنتائج المباريات هو كل شيء عن سرقة المال وتدمير حياة وأعمال الكثير من الناس، لذا يتعين على الحكومات أن تهتم بذلك للغاية، لأن المبالغ التي تنفق مذهلة حقاًquot;.

وفتح الفيفا مطلع هذا الشهر خطاً ساخناً للمخبرين، وعرض عفواً مؤقتاً على اللاعبين الذين سيعترفون بقيامهم بالتلاعب بالنتائج وتقديم أدلة.
جاء ذلك بعد أن تم القبض على ما يقرب من 50 لاعباً في العام الماضي ارتبطوا بأسوأ فضيحة في دوري الكوري الجنوبي الذي احتفل بالذكرى الـ28 لتأسيسه، مما دفع الحكومة التهديد بحله. في حين تم العثور في تشرين الأول الماضي على جثة سانجمو فينيكس المدرب السابق لكوريا الجنوبية، الذي يعتقد بأنه أقدم على الانتحار بعد ثلاثة أشهر من توجيه اتهامات ضده كجزء من التحقيقات.

وذكر إيتون أن لدى الفيفا أدلة على أن لاعبين في كوريا الجنوبية قد انتحروا بسبب الخجل من التلاعب بالنتائج. وأضاف أن هناك لاعبين دفعوا quot;الثمن النهائيquot; للمقاومة أو العار بسبب أعمالهم هذه.

وتأكد تعرض بعض اللاعبين في أجزاء العالم إلى تهديدات بعدما كشفوا الحقائق، خصوصاً في تركيا وايطاليا حيث كانت هناك قضايا بارزة.

وقال إيتون إنه لا يتصور أن هناك خطر على حياة المدافع سيموني فارينا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الايطالي بسبب ملف اللاعب العالي الجودة. فقد عرض الفيفا فارينا كمثال على ذلك بعدما رفض 200 ألف يورو في مقابل قيامه بتلاعب بنتيجة مباراة في كأس ايطاليا بين تشيزينا وناديه جوبيو في تشرين الثاني الماضي، إذ أصبح نموذجاً لسلوك اللاعبين الشباب، الذي قاوم المال لتحديد نتيجة المباراة، التي قد يعتبر العديد من اللاعبين أن سلوكه كان غير مهماً أساساً في مباراة بين ناديين صغيرين.