إذا كان غير قادراً على القيام بذلك أمام جماهيره، فهل سيستطيع بنفيكا من الفوز على تشلسي في ستامفورد بريدج مساء الأربعاء على رغم أن بعضهم لفت الانتباه إلى أن النادي البرتغالي كان يلعب بشق الأنفس على أرضه الأسبوع الماضي؟

بدأ عمالقة لشبونة مباراتهم الأولى من دون أي لاعب برتغالي واحد في تشكيلته الأساسية، مع مجموعة استثنائية مع 9 لاعبين من أميركا الجنوبية فيها، بالإضافة إلى آخر على مقاعد البدلاء (جنباً إلى جنب مع اسباني برازيلي المولد)، ولاعباً آخر استبعد بسبب إصابته.

وهذه ليست إلا نصف الحقيقة، فلدى بنفيكا أكثر من 17 لاعباً في أميركا الجنوبية يلعبون في أندية مختلفة على سبيل الإعارة.

ومن الأندية الأربع الكبرى في مدينة ريو، لدى ثلاثة منهم لاعب خط وسط مسجل في سجلات بنفيكا: إيرتون في فلامنغو وفيليبي مينيزيس في بوتافوغو وفيليبي باستوس في فاسكو دي غاما، الذي لديه أيضاً المهاجم لويس إيدير.

وتفسر العلاقة الاستعمارية القديمة واللغة لماذا البرازيل هي المكان المفضل لتسويق بنفيكا، فخمسة من اللاعبين الأساسيين الذين شاركوا في مباراة خسارة بنفيكا صفر -1 أما تشلسي الأسبوع الماضي كانوا من بلد أميركا الجنوبية العملاق، بالإضافة إلى 10 آخرين هم على سبيل الإعارة.

ولكن صاحب المركز الثاني في quot;سوبر ليغquot; يتطلع أيضاً إلى لاعبين موهوبين من كل أنحاء القارة، ويقبل على شراء لاعبين من أوروغواي وباراغواي والأرجنتين.

ويعود بنفيكا من مبيعات أميركا الجنوبية مع عدد كبير من اللاعبين أكثر بكثير من الذين يمكن استخدامهم من أي وقت. وببساطة فإن العديد منهم لا يحصل على فرصة المشاركة، وهذا يمكن أن يحدث حتى مع اللاعبين الكبار.

إنزو بيريز هو لاعب أرجنتيني دولي أساسي. وهو لاعب طليق الحركة في الجهة اليمنى والوسط الذي كان أساسياً في حملة استوديانتس عندما فاز بكأس ليبرتادوريس (بطولة دوري أبطال أندية أميركا الجنوبية) في 2009.

شعر بيريز بالإحباط لعدم مشاركته مع بنفيكا سوى في ثلاث مباريات، وبعد أشهر قليلة تمت إعارته إلى لابلاتا، ويتطلع الآن لعودته إلى استوديانتس مرة أخرى.

ولكن بنفيكا لن يكن قلقاً للغاية إذا كان لديه بعض لاعبين آخرين في وضع مماثل لبيريز، حيث يقضون فترة عقودهم كاملة على سبيل الإعارة، حتى يحين الوقت ليصبحوا وكلاء أحرار، عندها قد يمكن لمثل بيريز من العودة إلى الانتصارات مرتدياً القميص الأحمر.

ولكن ماذا لو لم يحصل ذلك، أو لم يستطع بنفيكا من الاستفادة من خدماته؟ فعند ذلك يمكن شطبه كتكلفة عمل مقبولة. فإذا كان بنفيكا قد وقع عقوداً مع الكثير من لاعبي أميركا الجنوبية، فلا محالة لإثبات أن بعضهم فائض عن الحاجة.

ولكن هناك مجموعتين اخريتين اللتين يمكن أن تكونا مفيدتان للغاية.

واحدة منها تتكون من لاعب من النوع الذي يقدم أداء جيداً على المدى الطويل وخدمة صلبة، كظهير أيمن أوروغواي النشط ماكسي بيريرا الذي هو مثال واحد على ذلك. ولكن ربما الأفضل هو البرازيلي كابتن بنفيكا لويزاو.

وعلى رغم أن قلب الدفاع الصلب نادراً ما يكون الخيار الأول للبرازيل، إلى أن مدربو المنتخب الوطني يقفون واحداً تلو الآخر في طابور ليضعوا اسمه في قائمة الفريق. فقط كان ضمن تشكيلة منتخب البرازيل في نهائيات كأس العالم الأخيرتين. وبما أنه يبلغ الـ31 عاماً، فإنه يأمل بأن يكون واحداً من اللاعبين الكبار في السن في تشكيلة منتخب البرازيل الأولمبي المشاركة في أولمبياد لندن 2012.

كل هذا يدل على نوعيته كلاعب، سعيد ليضع مصلحة فريقه قبل مصلحته، وهو الكابتن المثالي للفريق. علماً أن لويزاو وصل إلى بنفيكا في 2003 مسجلاً 20 هدفاً في 201 مباراة.

أما بالنسبة إلى اللاعبين الأكثر بريقاً، فإنهم غالباً ما يشاركون مع بنفيكا لمدة سنتين أو ثلاث ثم يرحلون. وللنادي البرتغالي ما يكفي من تذاكر يانصيب الجنوب الأميركي ليربح الجائزة الكبرى مرة تلو الأخرى، ويبيع لاعباً ما ليجني أرباحاً ضخمة.

وهذا بالطبع يحتاج إلى فرق كشفية جيدة، فديفيد لويس، على سبيل المثال، تم انتقاؤه وهو خاماً صغيراً. واكتسب راميريز تماماً كما كان على وشك اقتحام تشكيلة منتخب البرازيل، وبعد ذلك تم بيعهما بمبلغ كبير لتشلسي منافس بنفيكا في مباراة الأربعاء.

وهناك مجموعة ثالثة من لاعبي أميركا الجنوبية، النجوم المحتملين، الذين تم تمويل مشاريعهم بأكمله. فعلى مدى القصير سيكونوا طرفاً في تحقيق التوازن على أرض الملعب، أما على المدى الطويل فإنهم سيعززون الموارد المالية للنادي.

أما اللاعب القادم على طول الخط فبالتأكيد سيكون نيكولا غايتان من الأرجنتين، الذي تم توقيعه من بوكا جونيورز في 2010 والذي من المحتمل أن يكون هدفاً لأندية أوروبية عملاقة في فترة الانتقالات المقبلة.

وفي الأصل تم إعداد غايتان كصانع ألعاب نتيجة للهاجس الأرجنتيني مع الأسلوب القديم للاعب الذي يحمل الرقم الـ10. وحدث شيء مماثل مع كارلوس تيفيز في بوكا قبل بضع سنوات.

وعندما تم بيع خوان رومان ريكيلمي لبرشلونة، بذلت محاولات لإجبار تيفيز الشاب على سد فجوة ريكيلمي، وحتى حملة كأس ليبرتادوريس 2003 كان تيفيز يوضح أنه قدم أفضل أداء أمام مرمى الخصوم.

وعاد ريكيلمي إلى بوكا في الوقت الذي كان غايتان يقدم أداء مذهلاً. وكان يُنظر إلى هذا المراهق على أنه إما سيحل محل ريكيلمي أو سيكون شريكاً له ويلعب على الجهة اليسرى من خط الوسط. ولكن كان واضحاً أن غايتان كان أكثر فعالية عندما اقتحم خط الهجوم، وحوله المدرب المخضرم ألفيو باسيلي إلى لاعب يلعب خلف قلب الهجوم.

وقدم غايتان أفضل أداء في كرة القدم لبوكا على الجانب الأيمن لخط الهجوم، خصوصاً عندما ركل الكرة بقدمه اليسرى لمسافة طويلة التي كان لها مساراً مثالياً ليلتقطها قلب الهجوم مارتن باليرمو ويضعها في مرمى الخصم عند القائم البعيد.

ولكن في بنفيكا فهو طليق الحركة ويمكن أن يسبب دماراً من الكرات العالية من أي من الجناحين، ولكنه هو أكثر بكثير من أن يكون لاعباً في مركز الجناح.

إنه يحتفظ برؤية اللاعب الرقم الـ10 باختراق خط الدفاع ولديه أيضاً القدرة لينقض بحركة سريعة إلى داخل خط الجزاء لتسجيل الأهداف.

وكان كل هذا معروضاً يوم السبت الماضي عندما استطاع أن يمرر الكرة بطريقة ذكية ليسجل برونو سيزار هدف الفوز ضد براغا في الوقت المحتسب بدل الضائع.

وأن طلاقة حركته وموهبته في الهجوم جعلتا من غايتان لاعباً مثيراً للإهتمام.

وإذا استطاع بنفيكا من تحقيق مفاجأة ضد تشلسي، فإنه من المرجح أن يكون غايتان وراء ذلك.

ولكن أياً كان ما سيحدث مساء الأربعاء فإن وقت غايتان مع بنفيكا قد يكون اقترب من نهايته!