في الوقت الذي ستدفع زيارة بنفيكا لمانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء للحنين إلى الماضي، ولكنها ستسلط الأضواء على واحداً من النجوم المشرقة في النادي البرتغالي.

وكان مانشستر يونايتد قد فاز على بنفيكا 4-1 في نهائي كأس أوروبا عام 1968، المباراة التي اقيمت على استاد ويمبلي مع تسجيل السير بوبي تشارلتون هدفين في مرمى نادي مدينة لشبونة، إلا أن بنفيكا كان قد رفع كأس أوروبا مرتين في وقت مبكر من ذلك العقد.

وكان بنفيكا يتفاخر في ذلك الوقت لإمتلاكه من أمثال الاسطورة أوزيبيو، ولكن في هذه المرة فإن كل الأنظار ستتجه إلى نيكولاس غايتان.إذ يعتبر الأرجنتيني البالغ 23 عاماً من المدخرات الأكثر مكسباً لبنفيكا، فهو اللاعب الذي يتناسب تماماً مع تقاليد النادي من الموهبة، وسرعان ما أصبح واحداً من لاعبي خط الوسط الأكثرتألقاً في أوروبا.

وفي الشهر الماضي منح النادي البرتغالي عقداً لصانع ألعابه لمدة خمس سنوات مع وضع 38.5 مليون جنيه استرليني شرطاً للإفراج عنه.وبالإضافة إلى أن التجديد كان بمثابة انذاراً لأمثال مانشستر يونايتد وانتر ميلان وباريس سان جيرمان، إلا أن توقيع العقد كان اعترافاً للخطوات الهائلة التي حققها غايتان في عام 2011.

وكان بنفيكا قد اشترى الأرجنتيني من بوكا جونيورز في صيف عام 2010 بصفقة قدرت بـ7.2 مليون استرليني. واعتبر في البداية بديلاً لمواطنه أنخيل دي ماريا المتجه إلى ريال مدريد، ما أدى إلى بعض الارتباك المبكر بشأن كيفية استخدامه على أفضل وجه.

فبعدما كان يميل إلى اللعب في الوسط لبوكا جونيورز، شارك غايتان مع بنفيكا في البداية في مركز جناح اليسار، حيث تألق مواطنه في تشكيلة المدرب خورخي خيسوس.

وبعد ذلك، بمجرد أن بدأ بالاستقرار في quot;استاد دا لوشquot; ونجح في التألق بشكل مميز، فقد تم طرده في مباراة حاسمة ضد ليون في دوري أبطال أوروبا في تشرين الأول الماضي.

ولكنه استطاع في النهاية من تسجيل تسعة أهداف في هذا الموسم، وساعد زملاءه في التسجيل الكثير من الأهداف في كل المسابقات. وتمت تسميته بـquot;وحي وإلهام 2010/2011quot; عند حفل توزيع الجوائز في نهاية ذلك الموسم.

وعلى رغم هذا النجاح الأولي، إلا أن نموه تسارع في هذا الموسم بفضل التغيير التكتيكي في النادي الذي أعطى غايتان منصة لعرض مواهبه، إذ يلعب حالياً في خط وسط من خمسة لاعبين بدلاً من 4-4-2. وأُعطيت الحرية للأرجنتيني للانحراف نحو اليمين في الوسط أو حتى وراء المهاجم الوحيد. وقادت مجموعات غير عادية من تمريراته ناديه إلى صدارة الدوري البرتغالي.

وكان أداءه مثيراً للإعجاب للغاية في دوري أبطال أوروبا عندما تعادل بنفيكا 1-1 مع مانشستر يونايتد في quot;دا لوشquot;، فقد كان مذهلاً في تمريراته الطويلة التي جاء منها هدف الافتتاح لأوسكار كاردوزو.

وفي الواقع، كثّف غايتان من هذه التمريرات عندما تطلب الأمر ذلك في هذا الموسم، بالإضافة إلى أنه يتقدم إلى منطقة جزاء الخصم لمساعدة رأس الحربة، فيما سجل هدف التعادل الأول عندما تعادل بنفيكا 2-2 خارج أرضه مع غريمه التقليدي بورتو، بينما هدفه بركلة جميلة بقدمه اليسرى جلبت النصر لناديه ضد طرابزون سبور في الجولة الثالثة من التصفيات في دوري أبطال أوروبا.

وعلى رغم تألقه هذا، إلا أنه يبدو أن هناك احتمال ضئيل، حتى الآن، من أن يكون له مكاناً في التشكيلة الأساسية للأرجنتين. ولكن هذا ليس تجاهلاً لميزته وجودته.

فقد كان غايتان ومواطنه خافيير باستوري، نجم باريس سان جيرمان الذي اشتراه بـ38 مليون استرليني، جالسين جنباً إلى جنب على مقاعد البدلاء في الآونة الأخيرة في تصفيات أميركا الجنوبية لنهائيات كأس العالم 2014 ضد بوليفيا وكولومبيا، ما يدل على وجود ثروة من لاعبي خط الوسط تحت تصرف منتخب الأرجنتين.

وتماماً كما تكيّف باستوري في طبيعة الدوري الفرنسي، فإنه لا يوجد أي سبب لعدم افتراض أن بنية غايتان النحيلة قد لا تكون سبباً للتخويف في توسيع خطاه إذا لعب في الدوري الممتاز الانكليزي في المستقبل القريب.

فتأثير الكبير للاعبين المحترفين القصارى القامة في خط الوسط مؤخراً مثل لوكا مودريتش (توتنهام) وديفيد سيلفا (مانشستر سيتي) قد أظهرا تقنياً أنهما يمكنهما أن يفوزا في انكلترا ndash; وغايتان يملك تلك البراعة الفنية بوفرة.

وبما أن بنفيكا يعامله بشكل جيد للغاية ويشعر الأرجنتيني براحة شديدة معه، فقد أكد غايتان عندما وقع على عقده الجديد في تشرين الثاني على أنه يأمل ويتوقع أن يبقى في النادي البرتغالي لحين انتهاء مدة عقده.

ولكن إذا استمر على مساره الحالي، فإن الأمر قد يخرج من يديه، لأن هناك أندية أوروبية كبرى تراقبه عن كثب في كل مباراة يشارك فيها.ولدى غايتان الآن فرصة لإظهار ما لديه من الموهبة مساء اليوم لتشويق الجماهير الموجودة في أولد ترافورد.