دخل السجن في سنغافورة، وأُعلن عن وفاته على أرض الملعب، ووقع صفقة مع 25 نادياً مختلفاً في 13 بلداً، ومايزال اللاعب المحترف الوحيد الذي لعب في quot;قارات الفيفا الستquot;.
فالحياة الكروية للوتز بفننستيل ليس لها مثيل.
خلال حياته المهنية انتقل حارس المرمى الألماني (38 عاماً الآن) من فريق الشباب لبايرن ميونيخ إلى البرازيل وأوتاجو يونايتد النيوزيلندي وفانكوفر وايت كابس الأميركي وإلى أندية في ماليزيا وفنلندا وجنوب افريقيا والبانيا وناميبيا وأرمينا ومالطا عبر نوتنغهام فوريست الانكليزي وتشكيلة نادي ويمبلدون التي كان يطلق عليه اسم quot;العصابة المجنونةquot;.
ويقوم بفننستيل الآن برحلات حول العالم مرة أخرى مبعوثاً كشفياً للمواهب الجديدة لنادي هوفنهايم من البوندسليغا.
في البداية، كانت حياته المهنية عادية حيث لعب لمنتخب المانيا للشباب، ولكن بما أنه قليل الصبر فقد ترك بلاده وهو في الـ19 عاماً وذهب إلى ماليزيا، الذي اعتبره النقاد شيئاً غريباً أن يقوم به أي لاعب خصوصاً عندما يكون لديه عرضاً مغرياً من بايرن ميونيخ. وفي نهاية المطاف لعب لنادي ولاية بينانج الذي كان يشارك في دوري جنوب شرقي آسيا.
ولم يكن بفننستيل قد خطط للعب لأندية عدة، إلا أن الظروف قادته إلى ذلك. فبعدما تمت إقالة المدرب، أعلن النادي افلاسه. ثم حدثت أشياء كثيرة في مسيرته التي لم تكن جميلة للغاية. وكانت أسوأ لحظة في حياته هي الفترة التي قضاها في سنغافورة عندما أُتهم بالتلاعب بنتائج المباريات وأمضى مئة يوماً ويوم في السجن.
ولا يعتقد بفننستيل بأن هناك عدد كبير جداً من السجون في العالم أسوأ مما شاهده. فبعدما كان يعتبر شخصية كبيرة في سنغافورة، حيث كان يقدم عروضاً إعلانية لأرماني وكان لديه برنامجاً خاصاً في التلفزيون ويقدم عروضاً جيدة على أرض الملعب، وجد نفسه فجأة في زنزانة صغيرة صلبة، وأصبحت حياته فوضى التي صدمته كثيراً.
وتعتبر منطقة جنوب شرقي آسيا التي لعب فيها بفننستيل عاصمة التلاعب بنتائج المباريات. وسبب القبض عليه كان غريباً، لأنه أُتهم بأن أداءه كان جيداً للغاية بعدما اختير أفضل لاعب في فريقه عندما فاز في مباراتين وتعادل في أخرى. والأغرب هو أن أحد القضاة في المحكمة اتهمه بالتلاعب بنتائج المباريات بحجة أنه لعب بشكل أفضل مما يقدمه عادة!
وبعد تلك الأيام في السجن تم اطلاق سراحه لعدم ثبوت الأدلة وحيث لم تكن هناك أموالاً متداولة أيضاً.
ولم يمض وقتاً طويلاً لنضالته لتبرئة ساحته، حتى كان بفننستيل يصارع الموت بعدما توقفت نبضات قلبه عندما وصل إلى انكلترا فيفترته الثانية معاراً من النادي النيوزيلندي لبرادفورد في الموسم 2001/2002 بعدما اصطدم بخصمه بعد 30 دقيقة من المباراة فشعر بضعف خفقان الرئتين وتوقف نبض قلبه ثم تم الإعلان ثلاث مرات عن وفاته على أرض الملعب ولكنه استيقظ في المستشفى بعد 3 ساعات من الوصول إليه.
وكانت فترته الأولى في كرة القدم الانكليزية حافلة بالأحداث على حد سواء.
في عام 1994 وقع عقداً مع ويمبلدون واكتسب خبرة من اسطورة وكابتن النادي لاعب خط الوسط فيني جونز (200 مباراة للنادي بين 1986 و1998) ومن quot;عصابته المجنونةquot;.
ويستعرض بفننستيل أول أيامه في ويمبلدون في حديث مطول لبرنامج quot;وورلد فوتبولquot; بقوله: quot;بعد يومين أو ثلاثة من وصولي إلى النادي ذهبنا للتدريب والجري في حديقة عامة، وفجأة أعطى أحدهم بعض الأوامر، أمسكو بي ونزعوا كل ملابسي حتى أصبحت عارياً تماماً في البرد القارص من أيام تشرين الثاني، وأخذوا كل ملابسي وحذائي وتركوني وحدي. كنت ملقياً في حفرة ولم أكن متأكدأ بما يجب القيام به، وكان عليّ أن اركض ثلاثة أميال أخرى للعودة إلى النادي أمام أنظار الكثير من السيدات... إنه لأمر مضحك الآن، ولكن لم يكن مضحكاً في ذلك الوقتquot;.
وقد تكون أيام لعب بفننستيل قد انتهت، ولكن شغفه للقضايا البيئية تتخذ من مسيرته الآن منحاً آخر لا يمكن التنبؤ به.
ففي شباط الماضي حجز نفسه لمدة خمس ليالٍ وخمسة أيام في quot;كوخ للاسكيموquot; في منتجع الماني للتزلج، وكل شيء كان يفعله كان يبث على الانترنت مباشرة مثل برنامج quot;الأخ الكبيرquot; مصغر.
وسيذهب في العام المقبل إلى منطقة الأمازون للعيش في أعالي الأشجار لمدة أسبوع. إذ قرر حارس المرمى السابق أن يقوم مرة واحدة في كل سنة بعمل من الأعمال المروعة لرفع مستوى الوعي حول تغير المناخ، خصوصاً أن بعض من أكبر الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم يدعم قضيته.
فهو يريد استخدام اللعبة الجميلة على اعتبارها محركاً لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ويعتقد بأن دور لاعبي كرة القدم مايزال كبيراً جداً في كل أنحاء العالم. لأنه يؤمن أنه إذا كان هناك شخص ما يمكن أن يقنع الشباب أو أي رجل عادي في الشارع فهو لاعب كرة القدم.
ويقود بفننستيل quot;نادي كرة القدم العالمية المتحدquot;، هو أول نادٍ لا يهدف الربح ويلتزم الاستدامة وحماية المناخ الاجتماعي ومكافحة الآثار المدمرة لتغير المناخ على نحو متزايد مع دعم سياق الاندماج الاجتماعي والتثقيف البيئي، ويضم أكثر من 400 لاعب من النخبة من بينهم بافل نيدفيد وزين الدين زيدان وجورج وياه ولوثر ماثيوس.
وهكذا، فبعدما علق قفازاته، فإن اللاعب المعروف باسم quot;حارس مرمى العالمquot; لايزال واحداً من أكثر الشخصيات التي لا يمكن التنبؤ بها وغريبة الأطوار في كرة القدم.
التعليقات