بين تفاؤل مشوب بالحذر وتشاؤم مليء بالرفض والقسوة من رئيس الفيفا ، يتطلع الجمهور والرياضيون العراقيون إلى مدينة زيورخ السويسرية وفي دواخلهم تعتمل اشتقاقات أمل جديد بأن يقرر الاتحاد الدولي رفع الحظر عن الملاعب العراقية ، وان لا يتصلب بلاتر إزاء هذا الأمر فتشتد قسوته ويلتزم بعناده ليبقي اللاعبين العراقيين يلعبون بكراتهم خارج أرضهم ،وفي أنفسهم تتأجج نيران الغربة وتشتاق أرواحهم إلى هتافات جمهورهم ، حيث سيجتمع يوم الجمعة وفد الاتحاد العراقي بكرة القدم برئيس الفيفا وهو يحمل أفكارا جديدة من اجل هذه الرغبة العراقية .


بغداد : الصورة الماثلة أمام الجميع هو الرهان على عدة معطيات لرفع الحظر مقرونة بوجود النجم البرازيلي زيكو (مدرب المنتخب الوطني العراقي) ورغبة تبناها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني لإقناع الفيفا برفع الحظر المفروض على إقامة المباريات الدولية في العراق بعد أن تمت مفاتحته من قبل (زيكو) عسى أن تكون لكلمتهما حضور مؤثر في حضرة رئيس الفيفا بعد مناقشة الأحوال الجديدة للواقع العراقي المتعلق بالأمن قبل اي شيء والذي بسببه اصدر الفيفا قراره بمنع المنتخبات العراقية والأندية من اللعب على أراضيها ضمن التصفيات الدولية ولا استضافة المنتخبات التي ترغب في اللعب ببغداد ،بعد الأحداث التي رافقت مباراة منتخبنا الوطني مع شقيقه الأردني على ملعب فرانسو حريري بداية أيلول الماضي.
ومع كل التمنيات فهناك تحوم شكوك حول مرونة الفيفا في هذا المجال من خلال الاعتراف أن الفيفا لا ينظر إلى الأمور بمنظر المتعاطف ولا إلى (الوساطة) التي يقوم بها زيكو وبلاتر ومن وراءها زعيمة حزب الخضر الألماني التي وعدت الاتحاد العراقي بالمساعدة في إقناع الفيفا ، فضلا عن أن هناك رؤية للبعض باتجاه رئيس الفيفا بلاتر بنظرة تتسم بعدم تعاونه في هذا المجال وإصراره المقصود على عدم رفع الحظر لأسباب غير معروفة تماما .
وفد اتحاد الكرة برئاسة ناجح حمود رئيس الاتحاد وعضوية نائبه عبد الخالق مسعود ومستشاره وليد طبرة والبرازيلي زيكو مدرب المنتخب والمترجم سلام العبيدي ، وقد وصل الوفد يوم الأربعاء إلى مدينة زيوريخ السويسرية قادماً من العاصمة الأردنية ، وقد حمل الوفد معه العديد من الوثائق والأشرطة الفيديوية لمباريات دوري النخبة التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا في العاصمة بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية وإقليم كردستان وخاصة أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وافق على إقامة مباريات فريق اربيل على ملعب فرانسو حريري ونادي الزوراء على ملعب نادي دهوك ضمن بطولة كاس الاتحاد الآسيوي 2012 فضلا عن رغبة العديد من المنتخبات العربية والآسيوية والعالمية بخوض مباريات ودية في العراق بشرط موافقة (فيفا) عليها .

هل سيرفع الحظر عن الملاعب العراقية ؟

وقد أوضح أمين سر الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وكالة طارق احمد قائلا : أن الاجتماع بين الوفد العراقي والفيفا سيتناول العديد من القضايا التي تخص مسيرة الكرة العراقية خلال المرحلة المقبلة ومن أبرزها الحصول على زيادة الدعم المادي له الذي يتم منحه سنويا من قبل (فيفا) إلى الاتحادات الأهلية المنضوية تحت لوائه سنوياً والبالغة 400 ألف دولار وكذلك إكمال المرحلة الرابعة والخامسة من مشروع الهدف الذي يتحمل تكاليف إنشائه (فيفا) بالتعاون مع مكتبه في منطقة غربي آسيا، معربا عن أمله أن يسهم تواجد زيكو وبلاتينيبشكل كبير في التأثير على قرار الفيفا بما يؤكد أحقية العرق بإجراء مبارياته على أرضه ، قائلا : أننا متفائلون بأن يخرج اجتماع وفد اتحاد الكرة مع بلاتر بنتائج تصب في صالح الكرة العراقية
وكانت رئيسة حزب الخضر ورئيسة اللجنة الرياضية في البرلمان الألماني، كلوديا روث، قد أبدت استعدادها للتدخل لدى الاتحاد الدولي (الفيفا) وحضه على رفع الحظر المفروض على إقامة مباريات المنتخبات العراقية على أرضها، وذلك أثناء زيارة قامت لبغداد والتقت خلالها رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم .
من جهته قال عضو الاتحاد قادر شمخي : نعرف أن الاتحاد الدولي له نظرته الخاصة وهو دقيق في عمله إلى درجة كبيرة لاسيما في ما يتعلق باتخاذه القرارات المهمة التي تخص الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه، وهو لايتعامل بالعاطفة أو العلاقات والوساطة وإنما لديه معطيات يدرسها بشكل فائق ومن ثم يقرر ، ولكن وفد الاتحاد سيبذل قصارى جهده لإقناع المسؤولين في الفيفا لرفع الحظر عن الملاعب العراقية ، مشيرا إلى انه quot;بغض النظر عن نتائج الزيارة فإن الاتحاد سجل خطوة مهمة على طريق توطيد العلاقات الخارجية والتقرب من الفيفا فضلا على انه أكد قيامه بالواجب الذي يضطلع به !!.
من ذلك يقول الزميل الصحفي ضياء حسين : سفر رئيس الاتحاد والنائب الأول برفقة مدرب المنتخب البرازيلي زيكو إلى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في سويسرا، نتمنى أن لا يكون في إطار عملية الاستهلاك المحلي، ومحاولة التستر على ما يحصل من إخفاقات داخلية وخارجية، عبر توجيه انظار الشارع الرياضي إلى مسألة رفع الحظر الرياضي عن إقامة المباريات في العراق، بما يحمله من أهمية معنوية، وهو أمر يجب أن يتحقق إذا كانت فعلا الدعوة قد وجهت إلى الاتحاد من دون أن تسبقها عشرات الرسائل من مقره في بغداد تطلب استضافة الوفد العراقي في سويسرا.! .
وأضاف : مصداقية الاتحاد في هذه المسألة ستكون على المحك حيث يتوجب أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج ملموسة، بقدر فوائدها العملية في عودة العراق للعب على أرضه، فإن الأهم أنها ستكون نقطة تحسب لصالح الاتحاد الحالي، وعلينا أن ننتظر الأيام القليلة المقبلة، فهي الكفيلة وحدها فقط بتأكيد مصداقية الفيفا والاتحاد من عدمها، وستكون هي الفيصل في تحديد ما يمكن أن تتخذ من خطوات عملية أخرى في هذا الإطار، لأن فشل الزيارة يجب أن لا يكون ذريعة لعدم تكرار المحاولة بإسلوب جديد يعتمد على الحقائق أكثر من اعتماده على (وساطة) من مدرب أجنبي أو صور وأفلام وثائقية.
ويفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يفرض حظراً على إقامة اللقاءات الودية والرسمية للمنتخبات العراقية في العاصمة بغداد، وسمح بإقامتها في اربيل، بيد أن الاتحاد العراقي أعلن في الـ26 من شهر أيلول الماضي، عن تلقيه إشعارا من الفيفا يفيد بعدم السماح بإقامة مباريات المنتخبات العراقية بعد على ملعب فرانسوا حريري في مدينة اربيل ونقلها إلى خارج البلاد .