يواجه السير اليكس فيرغسون في عامه السبعين التحدي الأكثر بروزاً في حياته المهنية بعد خروج فريقه خالي الوفاض من المسابقات المحلية والقارية كافة.

فبعدما فاز مانشستر سيتي لقب البريمير ليغ للمرة الأولى منذ 44 عاماً، فإنه ينبغي على المدير الفني لمانشستر يونايتد التوصل إلى أكبر خطة رئيسية لسنواته الـ25 في أولد ترافورد فقط لإبقاء السيتزين تحت راداره.

والفشل في القيام بذلك، فإن نظيره روبرتو مانشيني سيكون قد وصل إلى منتصف الطريق نحو بناء سلالة مقبلة لكرة القدم في استاد الاتحاد.

وفي الوقت الذي استثمر الشيخ منصور بليون جنيه استرليني في مانشستر سيتي، أخذت عائلة غليزر نصف بليون استرليني فقط لخدمة قرضهم الأصلي 156 بليوناً لشراء مانشستر يونايتد في 2005.

وكشفت أحدث الحسابات السنوية لأولد ترافورد نمو الإيرادات إلى مستوى قياسي 331 مليون استرليني، فيما بلغت الأرباح التشغيلية 110 مليوناً.

وما يقرب نصف هذه المبالغ انفقت حتى الآن على دفع فوائد الديون، في الوقت الذي أتاحت العائلة الأميركية 50 مليوناً في الصيف الماضي لفيرغسون لشراء ديفيد دي خيا وفيل جونز وآشلي يونغ.

ولكن المدير الفني للشياطين الحمر سيحتاج إلى ما يقرب ضعف هذا المبلغ لجلب لاعبين جدد لدعم النادي الذي أكمل حملته لموسم كامل من دون لقب للمرة الأولى منذ سبع سنوات.

وحتى يحين ذلك الوقت، كما كان الحال مع سمير نصري في الصيف الماضي وكما يحدث الآن مع صانع ألعاب ليل الرائع إيدن هازارد، فإن اللاعبين الذي يرغب الاسكتلندي بضمهم إلى فريقه قد يختارون جاره الصاخب ويرمون قبعاتهم تحية للأجور الأسبوعية البالغة 200 ألف استرليني، بدلاً من الذهاب إلى أولد ترافورد.

وكان رصيد يونايتد الـ89 نقطة هذا الموسم، هو ثالث أفضل رصيد من أي وقت مضى، وتحقق رغم غياب نيمانيا فيديتش لمعظم الموسم الحالي، المدافع الحيوي والرائع كما فينسنت كومباني بالنسبة إلى مانشستر سيتي.

ولكن الدلالة الأكثر هي تراجع مستوى المنافسين في البريمير ليغ، إذ أن تشلسي وارسنال وتوتنهام لم يجدوا تحدياً معقولاً من أي نوع لقطبا مدينة مانشستر، في حين تمركز الناديان المتأهلان حديثاً إلى الدوري الممتاز سوانزي ونوريتش سيتي في منتصف ترتيب الجدول.

وفي الوقت الذي بدا السيتزين كأنه يسير في اتجاه واحد فقط، لم يكن الشياطين الحمر متناسقاً. والتشكيلة الأساسية للأول التي فازت على الثاني 1- صفر في استاد الاتحاد الأسبوع الماضي كانت من الفئة العمرية 24-29، حيث يفترض أن يكون اللاعبين في أفضل حالاتهم، وكان لمانشستر يونايتد لاعبين فقط من هذه الفئة العمرية، واين روني وناني.

ويكمن التحدي الرئيسي لفيرغسون في تصحيح هذا الاختلال في التوازن بين لاعبين شباب واعدين ومخضرمين مثل رايان غيغز وبول سكولز وريو فرديناند.

وينبغي عليه أن يكون قاسياً مع الاستغناء عن خدمات ديميتار برباتوف ومايكل أوين وجي سونغ بارك. بالإضافة إلى أندرسون، الذي لم يتطور أبداً وكان عرضة للإصابة في معظم الأوقات. في حين أصبح ناني لغزاً.

أما باتريك إيفرا فقد تم فضحه مرة أخرى في مباراة دربي مانشستر عندما استطاع نصري الحد من خطورته بشكل لا يصدق، في الوقت الذي يجري ارسال فابيو إلى بنفيكا على سبيل الإعارة.

وكم مرة استطاع مايكل كاريك من إلحاق الضرر بالمنافسين؟ قد يكون لعب أساسياً 36 مرة هذا الموسم ولكنه لم يقدم سوى أربع تمريرات ناجحة!

وكان يمكن أن يتغير الحال في أولد ترافورد في الصيف الماضي إذا كان فيرغسون قد نجح في جلب ويسلي شنايدر ومنحه أجراً مثل التي يدفعها جاره والتي كان يطالب بها الهولندي. ويبدو أن هناك أمل ضئيل في إحياء هذه الصفقة هذا الصيف.

وكم من الطاقة بقيت في خزانة غيغز (38 عاماً) وسكولز (37) اللذين قدما خدمة رائعة في أولد ترافورد؟

نعم، لقد كانت الوجوه الجديدة، المتمثلة بديفيد دي خيا وجونز وداني ويلبيك وانطونيو فالنسيا وكريس سمالينج وتوم كليفيرلي وخافيير هرنانديز، مشرفة، على رغم أن جونز كافح في بعض الأحيان وتراجع أداء هرنانديز بعد موسمه الأول مع النادي.

ومع تقدير تقريبي فإن فيرغسون ربما يحتاج إلى مدافعين اثنين إضافيين ولاعب خط وسط مهاجم وهداف. حيث أنه، بخلاف روني، فقط هرنانديز سجل أرقاماً مزدوجة من الأهداف، في حين أن ويلبيك، على رغم قدرته، لا يبدو إلى حد بعيد أنه اللاعب الذي يستطيع أن يسجل 25 هدفاً على الأقل في موسم واحد.

ثم هناك روني، التعيس الذي لم يكن سعيداً باللعب مهاجماً وحيداً عندما أشرك فيرغسون فريقاً مختلفاً بالكامل ضد مانشستر سيتي في استاد الاتحاد بغية إدراك التعادل.

وكان مهاجم الشياطين الحمر وكأنه محارب يتساءل من أين سيأتي الفرسان، واللاعب الذي كان قبل مواسم عدة قلقاً للغاية من عدم جلب أسماء كبيرة من اللاعبين إلى أولد ترافورد حتى أنه بدأ يفكر بترك النادي.

ومع حصوله على المركز الثاني مع أعلى ثالث رصيد له، فإن مانشستر يونايتد أبعد ما يكون عن أزمة شاملة التي يدلي أنصاره بشهاداتهم.
ولكن، مرة أخرى، هذا الفريق هو في مرحلة انتقالية.

لم يحصل عدم فوز مانشستر يونايتد بأي لقب لثلاثة مواسم منذ 2003-2006 قبل توديعه للتحدي المتمثل بكل من تشلسي وارسنال، ليفوز بلقب الدوري الممتاز أربعة مرات من أصل خمسة مواسم ماضية ويتأهل ثلاث مرات إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

وفي هذه المرة، خصوصاً بعد الكوارث التوأم في أوروبا، فإنه يبدو أن المشاكل أعمق من ذلك. وأكبرها هي في عقر داره.

وفوز مانشستر سيتي على كوينز بارك رينجرز في ختام الموسم الحالي في مباراة مثيرة للغاية أعطته كل الزخم الذي يحتاجه لحمله على مكافآت أكبر في دوري أبطال أوروبا.

ومثل ليفربول، والشياطين الحمر قبلهم، فإن السيتزين سيستمر في quot;اختيار الكرزquot; أفضل المواهب من الداخل والخارج، والعثور على المزيد من الطرق للالتفاف على نظام اللعب المالي النظيف ليويفا ليكون النادي الأكبر في أوروبا والأكثر جرأة.

وأبلغ فيرغسون عائلة غليزر أنه هناك قيمة ضئيلة أو معدومة في سوق الانتقالات، بل ذهب بعيداً عندما أدعى أن السوق أصبحت مجنونة - بالإشارة إلى ارتفاع أسعار اللاعبين وأجورهم - وأن مانشستر سيتي هو المسؤول الأكبر عن هذا الجنون.

وإذا كان فيرغسون لايزال يرغب في التنافس ndash; مع ذكر أن تشلسي سوف لن يكون خامداً ndash; فعليه أن ينضم إلى هذا الجنون وسيكون مجنوناً إذا لم يفعل ذلك!