بعد غياب دام 20 عاماً، تعود مصر للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن في الصيف المقبل بمنتخب كروي صاعد يحمل على عاتقه احلام شعب يأمل في التحليق بعيداًبالتتويج بميدالية أوليمبية طال انتظارها.

وسيتكفل بالمهمة هذه المرة المدرب الشاب هاني رمزي الذي سعى جاهدا لصبغ أداء منتخب بلاده بالطابع الأوروبي، وخاصة بفنون المدرسة الألمانية بعد أن خاض تجربة احترافية ناجحة لفترة طويلة مع فيردر بريمن وكايزرسلاوترن في عقد التسعينيات.

وبدأت لمسات رمزي الأوروبية تؤتي ثماره في التجارب الودية التي خاضها الفراعنة الصغار في الآونة الاخيرة، وخاصة امام منتخب إسبانيا، فكان المنتخب المصري ندا قويا على أرض الماتادور، فأحرجه بين جماهيره وكاد يحقق نتيجة إيجابية لولا هفوات دفاعية كبدته الخسارة 1-3.

وقدم رمزي عددا من لاعبي فريقه للمنتخب الأول مع انطلاقة تصفيات كأس العالم، ولكنه كلف بالمشاركة في كأس العرب فكانت النتيجة مثيرة للقلق بالخروج من الدور الأول.

ومن المتوقع أن يستعين رمزي بخبرة ثلاثة عناصر من المنتخب الأول للاستفادة من خبرتهم أبرزهم نجم الأهلي محمد أبو تريكة (33 عاما) والذي استعاد شبابه مؤخرا وعرف طريق الشباك وصناعة الأهداف بعد فترة اختلال في المستوى.

واستدعى رمزي أيضا هداف الأهلي عماد متعب لمرافقة مروان محسن في الهجوم، فضلا عن quot;الجوكرquot; أحمد فتحي الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز ويملك أكثر من مهارة تساعده على حسم المباريات.

وتعود مشاركات الفراعنة في منافسات كرة القدم الأوليمبية إلى دورة أنتويرب عام 1920 لتكون مصر أول دولة عربية وأفريقية تحقق هذا الإنجاز.

وفي النسخة التالية من البطولة والتي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس، حقق المنتخب المصري أول فوز للعرب في الأوليمبياد وجاء وقتها على حساب منتخب المجر بثلاثية نظيفة.

أما في عام 1928 في أمستردام فقد دخلت مصر بقوة في غمار بطولة كرة القدم في الأولمبياد، ووصلت إلى الدور نصف النهائي بفوزين في الدور الأول على تركيا 7/1 والبرتغال 2/1 ، إلا أنها خسرت في نصف النهائي أمام الأرجنتين بسداسية نظيفة، وأضاعت فرصة اعتلاء منصات التتويج بميداليات في البطولة بعد الهزيمة أمام إيطاليا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع 11/3.

وشارك الفراعنة في نسختي 1934 و1952، ولكن دون تحقيق فوز في الأولى، بينما استطاع الفريق الخروج بفوز قيصري أمام تشيلي 5/ 4 في المناسبة الثانية، قبل أن تغيب عن بطولة ملبورن 1956، بسبب حرب السويس.

وعادت مصر للمشاركة في بطولة عام 1960 بروما ولكن النتيجة الوحيدة في تلك البطولة كانت التعادل أمام تركيا بهدف لكل منهما.

وحصدت مصر المركز الرابع مرة أخرى في بطولة عام 1964 وحققت في تلك البطولة نتائج رائعة، حيث تعادلت مع البرازيل بطلة العام وقتها وفازت على كوريا الجنوبية 10/0 وغانا بخماسية نظيفة.

وكانت آخر مشاراكات مصر في الأولمبياد في بطولة برشلونة عام 1992 ، وحققت فوزا واحدا أمام كولومبيا 4/3 وخسرت أمام قطر وإسبانيا.

أما في نسخة العام الجاري فقد تأهل المنتخب المصري بعد حصوله على المركز الثالث في بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 23 عاما في بطولة شهدت تألق مجموعة من الشباب الذين يبشرون بمستقبل واعد.

ومن ضمن اللاعبين الذين ينتظرهم أداء واعد في البطولة يبرز مروان محسن مهاجم بتروجيت والذي يعول عليه رمزي كثيرا في هز شباك المنافسين، بدعم من خط الوسط المدجج بمجموعة من اللاعبين الذين اكتسبوا خبرات مختلفة من المشاركة مع فرقهم في بطولات محلية وقارية ومنهم عمر جابر ومحمد صلاح وشهاب الدين أحمد.

أما في الخطوط الخلفية، فوجود الحارس المتألق أحمد الشناوي في عرين الفراعنة، سيبعث بالطمائنينة في قلوب الجهاز الفني واللاعبين والجماهير، خاصة مع التطور الملحوظ في مستواه في الآونة الأخيرة، وهو ما دفع الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب المصري الأول، لضمه إلى معسكرات وتجمعات اللاعبين الأخيرة، وإشراكه في بعض المباريات الهامة.

وسيشعر الشناوي بالهدوء في وجود quot;صخرة الدفاعquot; أحمد حجازي لاعب الإسماعيلي، وهو من أفضل مدافعي مصر في الوقت الحالي، وكان على أعتاب الانتقال إلى نادي فيورنتينا الإيطالي، قبل تعثر الصفقة.

بهذه الكتيبة المتوازنة بين الخبرة والشباب، سيتعين على رمزي وكتيبته حفظ كرامة الكرة المصرية في المحفل الرياضي العالمي رغم الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من عدم استقرار سياسي ورياضي، ولكن سقف طموحهم لا يجب أن يقتصر على التمثيل المشرف، فهم ليسوا أسوأ حال من نسور نيجيريا أو أسود الكاميرون، وكلاهما حقق المستحيل بنيل الميدالية الذهبية في أتلانتا 1996 وسيدني 2000.