استعرض الاميركي كارل لويس موهبته quot;حتى الثمالةquot; في الكوليزيوم واستحق ميدالياته الذهبيات الاربع في دورة لوس انجليس.

واستعاد الجميع ذكريات جيسي اوينز (برلين 1936)، اذ حصد لويس مثله 4 ذهبيات في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م والوثب الطويل، وكانت بداية مسلسل جمعه الميداليات الاولمبية التي بلغت 9 ذهبيات حتى دورة اتلانتا 1996.

الفصل الاول من الاستعراض حققه لويس في سباق 100 م. ولا تزال ماثلة في الاذهان صورة بول تراكور الذي كان جالسا في الصف الثاني من القسم 27 في المدرجات وبجانبه ابنه (12 عاما). فما ان اجتاز لويس خط النهاية مسجلا 99ر9 ثوان متقدما على مواطنه سام غرادي (19ر10ث) والكندي بن جونسون (22ر10ث)، حتى اخرج تراكور القادم من نيو اورليانز علما اميركيا حمله في حقيبة، وراح يلوح به. وشاهده لويس خلال جولة حول حول المضمار محييا المتفرجين، فعاد ادراجه واتجه نحوه، واخذ العلم من تراكور وراح يحتفل على طريقته والجميع يشاركه فرحته رقصا.

كان لويس يوصف بquot;مايكل جاكسون العاب القوىquot;، ويعتبر صاحب اسلوب في سباق 100 م قريبا من الكمال.

ولما انتهى لويس من احتفاله توجه الى حيث يجلس جون كارلوس quot;الكبيرquot; صاحب برونزية 200 م في دورة مكسيكو عام 1968، فارتمى بين ذراعيه. وكارلوس هو احد ابطال quot;القبضات السودquot; في quot;مكسيكو 1968quot; مناهضة للتمييز العنصري في الولايات المتحدة. وحين شارك في الاولمبياد كان لويس في السابعة من عمره يقيم في نيوجرسي وتابع سباق كارلوس وquot;حركتهquot; عبر الشاشة الصغيرة، وحلم بان يخوض الالعاب الاولمبية يوما ويعتلي منصة التتويج.

واصدر لويس بعد ساعات من حصده ذهبية 100 م بيانا ذكر فيه انه حقق 60 في المئة من برنامجه باعتبار هذا السباق quot;اصعب مسافة والمفاجآت واردة دائماquot;. واوضح quot;انه كان متأثرا جدا عند الفوزquot;، مضيفا quot;انا اؤمن بقدراتي، وطريقة ادائي في الامتار الاخيرة تخولني النجاح. لما بلغت 80 م ادركت ان الانتصار في متناولي لكني بقيت حذراquot;.

تقدم لويس على غرادي بفارق 20 جزءا من الثانية وهو الاكبر منذ فوز مواطنهما بوب هايز في دورة طوكيو عام 1964.

كان غرادي يردد ان لويس في متناوله، وعلل خسارته السباق الاولمبي بان منافسه كان في افضل حالاته يومها. وفي رده اعتبر البطل الاولمبي ان كل ما يستشفه من تصريحات لمنافسيه وابدائهم الرغبة في الفوز عليه، يزيده تصميما ويقوي عزيمته، مؤكدا انه يصعب عليهم تحقيق هذه الامنية في المدى القريب.

عقب تتويجه بالذهبية الرابعة بعد مساهمته بتحقيق المركز الاول في سباق التتابع (مع رون براون وغرادي وكالفن سميث)، عنونت صحف: رهان quot;جيسي لويسquot; تحقق. وهي قصدت مقارنة كارل لويس بجيسي اوينز.

لكن quot;البطل الاستثنائيquot; رفض هذه المقارنة، لان: quot;اوينز اسطورة لكنه انسان، وانا فخور بمعادلتي انجازه. لكن لا تجوز المقارنة مطلقا. هو يبقى جيسي اوينز وانا كارل لويس، فنحن من عصرين مختلفينquot;.

سجل لويس 54ر8 م في الوثب الطويل و80ر19 ث في سباق 200 م، وكان العداء الرابع في سباق التتابع وانهى المسافة بزمن 62ر37 ث، فحمل بالونا على شكل قلب وطاف به المضمار شاكرا المتفرجين كما شكر عائلته واصدقاءه وكل من دعمه وآمن بموهبته، خصوصا مدربه توم تيليز ومدير اعماله جو دوغلاس (مؤسس فريق quot;سانتا مونيكا تراكسquot; الذي ضم لويس).

وقال: quot;انا سعيد لكني متعب. هذا الفوز ثمرة وحدتنا. كنا خمسة في سباق التتابع. قوة الله وارادته ونحن العدائين الاربعة. اشكر الله الذي منحني القوة لاركض واسابق وافوز ب4 ذهبيات لا تقدر بثمنquot;.

وجاء اختيار فريديريك كارلتون ماكينلي لويس quot;كارل لويسquot; المولود في الاول من تموز/يوليو 1961 والابن الثالث لعائلة رياضية من اربعة افراد، افضل عداء في القرن ال20 في رياضة quot;ام الالعابquot; عن جدارة.

وكان اوينز القدوة والمثل الاعلى للويس الذي لم يتحمل الجهود البدنية المكثفة لكنه ادرك بعد ذلك ضرورتها لبلوغ النجومية.

ولم تكن ارقام كارل لويس في الوثب الطويل تنبىء ببروز بطل، لكن كل شيء تغير عام 1978 وكان عمره انذاك 16 عاما حيث توج بطلا لمنطقته بقفزه 76ر7 م.

وبمجرد شيوع الخبر بدأت مجموعة الجامعات تبدي اهتمامها بكارل وقدمت له عروضا مغرية، لكنه واتباعا لنصائح والديه رفضها كلها وفضل الانضمام الى جامعة هيوستن حيث اشرف على تدريبه المدرب تيليز.

كان اختيار كارل موفقا اذ نجح في تخطي حاجز 8 امتار، واضطر مدربه الى تكثيف تمارينه والاعتماد على الجانب البدني لتحسين بنيته الكبيرة 88ر1 م. ورأى ضرورة امتلاكه سرعة هائلة لتجاوز حاجز 8 امتار، فكانت المفاجأة في احدى الحصص التدربية عندما تفوق على مواطنه ستيف وليامس في سباق 100 م. ومنذ ذلك الوقت تنبأ تيليز بان يكون كارل احد اقوى العدائين في سباقات السرعة، على رغم تفضيل هذه quot;الموهبةquot; مسابقات الوثب الطويل.