المغربي عبدالعاطي إيكيدير صاحب ذهبية سباق 1500م

ملت المشاركة المغربية في أولمبياد لندن عنوان quot;السقوطquot; في جميع الأنواع الرياضية، قبل أن توجه quot;ضربة موجعةquot; لتاريخ ألعاب القوى بسبب فضائح المنشطات التي سجلت في صفوف عداءين كانت أسمائهما واردة في لائحة المشاركين في هذه التظاهرة.

وعاد الوفد المغربي بميدالية نحاسية وحيدة جاءت عبر العداء عبد العاطي إيكيدير في مسافة 1500 متر.

وتموقع المغرب في الرتبة الـ79 إلى جوار الوفد الأفغاني، رغم أنه شارك بوفد هو الأكبر في تاريخ مشاركاته الأولمبية، قوامه 70 رياضيا ورياضية.

تراجع المغرب في أم الألعاب

قال عزيز داودة، المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، إن quot;نتائج المغرب في الأولمبياد تميزت بالتذبذب والتراجع إلى الوراء، بالمقارنة مع نتائج الدورات السابقةquot;، مبرزا أن quot;المملكة لم تحصل، منذ سنة 1984، على أي نتيجة أقل من هذه. وهذا مؤسف لأنه قبل هذه الدورة بذلت مجهودات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالجانب المادي، إذ خصصت للمؤسسات المشرفة على الرياضيين ميزانيات مهمة، وبالتالي لم تعد مسألة نقص الإمكانيات مطروحة، بل بالعكس كان هناك فائضquot;.

وأوضح عزيز داودة، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الميدالية الوحيدة التي حصلنا عليها هي في الواقع أغلى ميدالية يحصل عليها المغرب في تاريخيهquot;.

من جهته، أكد إبراهيم بولامي، العداء السابق وصاحب الرقم القياسي العالمي لسباق 3000م موانع، أن quot;ما حدث في أولمبياد لندن كان منتظراquot;، مشيرا إلى أن quot;النتائج لم تكن في مستوى عال، بل كانت متوسطة، بالمقارنة مع دورات سابقة، كما هو الحال في 2000 و2004، سواء فيما يخص العدائين الذين وصلوا إلى النهائيات أو أحرزوا ميدالياتquot;.

وأضاف إبراهيم بولامي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;النتائج لم تكن بالشكل المرغوب فيه، لكن ذلك كان منتظرا، على اعتبار أن النتائج في بطولة العالم، في سنتي 2009 و2011، لم تكن في المستوى، وبالتالي فإنه لا يمكن تكوين عدائين يحصدون ميداليات أو يحققوا نتائج جيدة، في ظرف سنة، خاصة بالنسبة للموعد الأولمبيquot;.

أما آدم سعيد كرمالي، بطل سابق في ألعاب القوى ووكيل أعمال عدائين، فوصف المشاركة المغربية بـ quot;الضعيفة جداquot;، مبرزا أنها وصلت quot;إلى مستوى لم يسبق تسجيله في تاريخ ألعاب القوى الوطنيةquot;.

لعنة المنشطات تصل إلى القضاء

مريم العلوي السلسلوي

أمين لعلو

بدأ المغرب مسار طرد لعنة المنشطات التي حلت بألعاب القوى المغربية وقدمت بخصوصها صورة quot;غير مشرفةquot; في أولمبياد لندن، بتوجيه الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى شكاية إلى وكيل الملك بابتدائية الرباط، تطلب من خلالها فتح تحقيق عاجل لكشف المسؤولين عن توريط أم الألعاب المغربية في فضائح متتالية للمنشطات.

وجاء هذا الإجراء بعد تبوث تناول عدائين مشاركين في الأولمبياد المنشطات، ويتعلق الأمر بكل من أمين لعلو، ومريم العلوي السلسلوي.

وفي تعليق على هذا الموضوع، قال عزيز داودة quot;هناك من تفاجأ وهناك من لم يتفاجأ، لكن ما حصل يدخل في السيرورة التي يوجد فيها المغرب منذ سنوات، والمتمثلة في الغياب عن منصات التتويجquot;.

وذكر المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى أن ما وقع quot;ناتج عن عدم اتخاذ إجراءات صارمة ومجدية في الوقت الذي ظهرت فيه أول حالاتquot;، مبرزا أنه quot;في السابق كانت تظهر حالات، كما هو الأمر في العالم بأسره، لكنها لم تكن تصل حتى صفوف الفريق الوطني أو لدى العدائين الكبار، الذين يمثلون المملكة في التظاهرات الكبرىquot;، وزاد موضحا quot;هذه المسألة دخلت حجرة ألعاب القوى من باب المنتخب الوطني، وهذا شيء مؤسف لأن الخامات والمؤهلات التي لدينا ليست في حاجة إلى تناول المنشطات لأنه لدينا تاريخquot;.

وأكد عزيز داودة أن quot;الوضعية حاليا هي على الشكل الذي رآه عليها الجميع. والمنتظر هو اتخاذ إجراءات صارمة. فالمشكل وقع لدينا في المغرب، وهذا أمر عادي، لكننا يجب أن نظهر للعالم أننا اتخذنا الإجراءات التي يمكن أن تحد من هذه المشكلةquot;.

وأشار إلى أن هناك العديد من الحالات التي سجلت، في الشهور الثلاثة الأخيرة، وهو ما يفسر غياب عدد كبير من عدائي المنتخب الوطني، الذين لم نشاهدهم هذه السنة.

من جانبه، أوضح إبراهيم بولامي أن quot;هذه الظاهرة عالمية وهي لا تخصنا لوحدنا، لكن المشكل الذي سقط فيه المغرب هو غياب عدائين وتسجيل الحالتين المذكورتين مع اقتراب الألعاب الأولمبية، وهو الشيء الذي أعطى صورة سلبية وغير إيجابية عن العدائين المغاربةquot;.

وأضاف أحد عناصر الجيل الذهبي لألعاب القوى الوطنية quot;أتمنى أن تأخذ الأمور بجدية على مستوى الوزارة الوصية والجامعة الملكية لألعاب القوىquot;، مشيرا إلى أن quot;ناقوس الخطر يدق الآن. يجب أن تأخذ الدولة بزمام الأمور، وتحاول اتخاذ إجراءات قصد ضبط هذه المواد، كما ويجب إخضاع الرياضيين عامة لكشوفات حتى لا نسقط في مثل هذه المشاكل، والاستماع إليهم. فمن خلال تشخيص هذه الحالات يمكن أن نتوصل إلى حلول تفيدنا وتبعد عدائينا عن هذا المسار في المستقبلquot;.

وأكد إبراهيم بولامي أن quot;العقاب ليس هو الحل، ولم يكن دائما كذلك، بل هو يدخل في إطار مسطرة دولية لتعاطي المواد المحظورةquot;.

من جانبه، حمل آدم سعيد كرمالي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، مسؤولية هذه الفضائح إلى الدولة، مؤكدا أنها quot;تهاونت بخصوص هذا المشكلquot;، وزاد مفسرا quot;الدولة هي التي تتحمل المسؤولية، إذ أنها يجب أن تأخذ بزمام الأمور، كما يجب على السلطة أن تشدد المراقبة، وتتخذ إجراءات في حق كل من ضبطت بحوزته مواد محظورةquot;.