بدأت دوريات العالم موسمها الجديد 2012 ndash; 2013 في الوقت الذي أسدل الستار عن ختام الدوري العراقي لموسم 2011 -2012 في التاسع عشر من أغسطس الجاري بعد يوم من إنطلاق الليغا الإسبانية في نسختها الجديدة.


مر 290 يوما على انطلاق الدوري العراقي بكرة القدم الذي يطلق عليه تسمية (دوري النخبة) الذي يضم 20 فريقا ، فعاش الفصول الاربعة وارتجف اللاعبون من شتاء بارد واصابهم الاعياء من صيف ساخن ولعبوا وهم صيام لحلول شهر رمضان ، بعد ان لعبوا 380 مباراة جرت في ظروف مختلفة ، ما بين تأجيلات وبين مكثفة ، ومع عيد الفطر.

اختتم هذا الدوري ، على الرغم من ان اعلان الفائز كان قبل ايام من هذا التاريخ وتم تتويج فريق اربيل بطلا في احتفالية متقدمة في ملعب فرانسو حريري ،للمرة الرابعة في تاريخه ، حيث لم يخسر الفريق الا مباراة واحدة متأخرة جدا امام فريق كربلاء ، فيما اعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم ان موعد انطلاق وانتهاء دوري النخبة والذي يضم18 فريقا، سيكون في الحادي عشر من تشرين الاول/ اكتوبر المقبل موعدا لانطلاق دوري النخبة، كما حدد الاتحاد الرابع عشر من حزيران/يونيو من العام المقبل 2013 موعدا لانتهاء الدوري، مع التأكيد على رفض تأجيل اي مباراة وتحت اي مسمى ماعدا مباريات الأندية التي تتواجد ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي ، وان جميع المباريات ستجري يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع .

الدوري العراقي... الاطول والأغرب

اي ان نحو عشرة اشهر قطع قطار الدوري من نقطة انطلاقه التي شهدها ملعب فرنسو حريري باربيل حيث جرت مباراة الافتتاح بين فريقي اربيل وفريق الطلبة في يوم السبت 29/10/2011 ، الى نقطه ختامه يوم 19 / 8 / 2012 ، وهذا وقت طويل جدا ، يؤكد بما لا يقبل الشك انه اطول دوريات العالم ، بل يمكن القول انه اغرب دوري كروي في العالم، وكان اتحاد الكرة العراقي قد اعاد العمل بنظام الدوري العام من مرحلتين بعد ثمانية مواسم على اقامة منافسات الدوري وفقا لتوزيع الفرق الجغرافي وعلى اساس المجموعات، وتشارك في النسخة الجديدة لمسابقة الدوري العراقي 20 فريقاً تلعب فيما بينها وفقا لنظام الدوري من دورين ذهاباً وإياباً، حيث سيخوض كل فريق 38 مباراة موزعة بواقع 19 لكل مرحلة، وشاركت في منافسات الدوري فرق أندية (الزوراء والقوة الجوية والطلبة والشرطة والصناعة والكهرباء وبغداد والكرخ والمصافي والتاجي (الضيف الجديد على الدوري) والحدود والنفط من العاصمة بغداد والنجف وكربلاء والميناء من منطقتي الفرات الاوسط والجنوبية واربيل ودهوك وزاخو وكركوك والشرقاط من منطقتي اقليم كوردستان والشمالية) على ان تهبط اربعة فرق الى الدرجلة الاولى بمقابل تأهل فريقين من دوري الدرجة الاولى الى الدوري الممتاز للموسم 2012/ 2013.. الذي سيصبح العدد فيه 18 ناديا، حيث صعد فريقا نفط الجنوب والسليمانية، وهبطت فرق الكرخ والتاجي والشرقاط والحدود .

ولابد من الاشارة الى اغرب ما شهده الدوري العراقي وهو اقالة المدربين واستقالاتهم التي اصبحت حالة عادية جدا ، واغلب الفرق غيرت مدربيها لاسباب مختلفة ، وهناك اندية غير اكثر من مدرب ، ولم يسلم من هذه الظاهرة الا مدربان اثنان، وبالارقام هناك 28 تغييرا للمدربين حدث في 18 فريقا ، فيما بقي جمال علي مدرب الطلبة وقحطان جثير مدرب الصناعة صامدين .

وحسب مقارنة للزميل احمد وهاب ، اكد ان صورة العديد من فرق الدوري قد تغيرت مابين المرحلتين فلم يستقر اي فريق في نفس المركز باسثناء الحدود الذي قبع في ذيل الترتيب في المرحلتين حيث حققت بعض الفرق تقدما كبيرا فيما تراجعت فرق اخرى بشكل كبير ، موضحا انه في ضوء المقارنة بين ترتيب الفرق في المرحلتين نلاحظ ان الفرق التي تراجعت في نتائجها كانت 11 فريقا فيما بلغ عدد الفرق التي صعدت الى مراكز اعلى ثمانية فرق فيما لم يتغير مركز فريق الحدود.

ويعد فريق كركوك الاكثر صعودا حيث قفز 12 مركزا بين المرحلتين فبعد ان كان في المركز السادس عشر في المرحلة الاولى وصل الى المركز الرابع في المرحلة الثانية يليه فريق بغداد الذي صعد 11 مركزا حيث تصدر فرق المرحلة الثانية بعد ان كان في المركز الثاني عشر في ختام المرحة الثانية وبعدهما ياتي فريق النفط الذي قفز عشرة مراكز حيث قفز من المركز الرابع عشر الى المركز الخامس وبعد ذلك ياتي فريق الكهرباء الذي صعد 7 مراكز من المركز الخامس عشر الى المركز الثامن ثم ياتي فريق التاجي الذي قفز خمسة مراكز وان كان ذلك لم يؤثر على هبوطه لفرق الدوري الممتاز ومن الفرق الاخرى التي صعدت الى مراكز اعلى هي فرق دهوك والميناء ومصافي الوسط .

وفي الجانب الاخرى تراجع 11 فريقا من بينها مجموعة من الفرق الكبيرة ابرزها اربيل وان كان بامكانه استعادة مركزه ليكون اولا في المرحلتين فيما لو تغلب في مباراته المؤجلة على القوة الجوية وكذك الطلبة والشرطة والقوة الجوية والزوراء والنجف ولكن فريق الصناعة كان الاكثر تراجعا حيث هبط ثمانية مراكز فبعد ان كان في المرحلة الاولى في المركز التاسع وقف في المركز السابع عشر في المرحلة الثانية ثم تأتي فرق الطلبة والكرخ التي تراجعت 7 مراكز لكل منها فالطلبة على سبيل المثال تراجع من المركز الثالث الى العاشر والنجف من السابع الى الثالث عشر والكرخ من الحادي عشر الى الثامن عشر،اما بقية الفرق التي هبطت الى مراكز ادني فكانت الشرطة وتراجع 5 مراكز والقوة الجوية وتراجع4مراكز والزوراء تراجع 3 مراكز وكذلك فرق زاخو وكربلاء والشرقاط.

يقول عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم نعيم صدام : إن الاتحاد الحالي منذ تشكيله بعد انتخابات اتحاد الكرة تسلم تركة ثقيلة، وكانت هناك معاناة كبيرة في عمله بعد ثمان سنوات من الظروف غير الطبيعية في العراق ، ولكن الاتحاد وضع في مفكرته ضرورة النهوض بمستوى مسابقة الدوري المحلي لكونها المرآة العاكسة للكرة العراقية ، ومن جملة ذلك بدأ الاتحاد بخطوات العمل بتقليص فرق الدوري من 36 فريقا إلى 28 ومن ومن ثم إلى 20 فريقا وهو ما شهده الموسم الحالي ومن ثم 18 فريقا ، وهو ما سيشهده الموسم المقبل .

واضاف : اعتقد ان دوري الموسم الحالي سجل نجاحا ملموسا على الرغم تأخر مواعيد انطلاقه واختتامه، لكنني اؤكد ان دوري الموسم المقبل سيكون نموذجيا وسيتم تحديد مواعيد بدء المسابقة وانتهائها وفق ما خطط له الاتحاد للدوري .

يذكر أن اتحاد الكرة اعتمد نظام المجموعات والمناطق في تنظيم مسابقة الدوري بدء من عام 2003، حتى الموسم الحالي الذي شهد تغيير آلية الدوري والعودة إلى الدوري العام حيث شارك فيه 20 فريقا.

ويمكن عد الدوري العراقي من اكثر دوريات العالم مللا وتعبا وبذلا للجهد من اللاعبين الى المدربين ووصولا الى المحكمين والاداريين وانتهاء بالجمهور الرياضي ، وهذا الملل لا بد ان يتولد خلال الاشهر العشرة التي تسبقها تحضيرات واستعدادات وانتقالات للاعبين ما بين الفرق ، وهذه جهود مضنية تحتاج الى نوع من الاستقرار النفسي والجسدي ، لذلك نجد اللاعبين يشكون من طول مدته ومن الملل الذي يصيبهم والتعب الذي ينتابهم لاسيما ان اغلب المباريات تشهد سفرا ما بين المحافظات ، ومن ذلك يؤكد اهل الكرة هذا الملل والتعب ، اذ يقول الحكم الدولي مهند قاسم : الدوري العراقي في الموسم الحالي متعب وطويل واعتقد هذا يؤثر على اداء اللاعبين وبالتالي لايعود بالفائدة الفنية الكبيرة عليهم لان وقت المباريات مضغوط والمباريات تقام في اوقات حارة جدا تؤثر على الاداء الفني لجميع الفرق فضلا عن رداءة الملاعب التي تجري عليها المباريات ولكن بعض المباريات كان مستواها عالياً وجيدة وامتعتنا.

فيما يقول اللاعب هشام محمد كابتن فريق الزوراء : الدوري العراقي ممل ومتعب للغاية ، بحيث لانعرف متى يبدا ومتى ينتهي، ثم وصلنا الى الصيف الساخن ومن ثم شهر رمضان الذي اقيمت فيه المباريات ومعظم اللاعبين صائمون ، كنا نتمنى ان ينتهي الدوري قبل هذا الوقت لكن التخطيط غير السليم جعله يستمر الى ما لانهاية.

وقال كابتن فريق نادي دهوك خالد مشير: الدوري الكروي العراقي بشكل عام متعب بسبب طول المدة التي يستمر فيها، كنا نتمنى ان ينتهي الدوري في وقت محدد لكن على ما يبدو ان التخطيط كان غير صحيح فضلا عن التاجيلات التي رافقت الدوري وساهمت في تاخيره، نتمنى ان يكون دوري الموسم الحالي درسا لكي لاتعاد الاخطاء ويصبح دورينا منتظماً كما هو الحال في دوريات العالم نتمنى ذلك.

أما لاعب فريق الطلبة امجد وليد فقال: معظم دوريات العالم الكروية انتهت وبدات الاعداد لموسم كروي جديد بينما في دورينا مازالت الفرق العراقية تلعب وتتواصل حتى في شهر رمضان ، حقيقة اللعب في رمضان وبعد الافطار يرهق اللاعبين حتى وان كان الوقت متاخرا، المهم ان اللاعب يبذل جهدا كبيرا في ظل حرارة كبيرة خاصة اننا نلعب في شهر اب الحارق.

أما لاعب فريق نادي الصناعة عقيل محمد فقال: دوري هذا الموسم ممل ومتعب في نفس الوقت فقد استنزف طاقات اللاعبين وحتى ادارات الاندية باتت في حالة غير جيدة نتيجة المصروفات التي ارهقت كاهلها لاسيما لعب المباريات التي طالما تكون في المحافظات وتكلف الادارات المبالغ الكبيرة فضلا عن الارهاق الذي يصيب اللاعبين .