دخل الدوري العراقي لكرة القدم موسوعة غينيس للارقام القياسية وان لم يتقدم احد الى اصحاب الموسوعة لتسجيل هذا الانجاز !! ،ويمكن ان نشير بوضوح الى ذلك بعد ان وصل عدد المدربين الذين تم تغييرهم ولمرحلة واحدة الى (21) مدربا لـ (16) فريقا من بين (20) فريقا يضمهم دوري النخبة العراقي للموسم الحالي الذي يقام على مرحلتين ، اي ان التغييرات كانت ضمن (19) جولة.

وجاءت اقالة مدرب الزوراء يحيى علوان لتسجل الرقم (21) ضمن هذه التغييرات وقبل انطلاق المرحلة الثانية ، وهو ما يدعو الى وضع علامات استفهام كثيرة وراء ما يحدث من اشياء تمثل عجائب من عجائب الكرة ، والتي تدل دلالة واضحة على تذبذب المستوى الفني العام للكرة العراقية وعدم استطاعة الاندية دراسة واختيار المدرب الجيد لفريقها ، حيث يؤكد الكثيرون ان ظاهرة تغيير المدربين في الدوري العراقي للموسم الحالي لم يشهد لها مثيل بين دول العالم.

ومن الغريب ان الاقالات والاستقالات تتحرك وفق اسباب عديدة تتمثل بأدارة النادي او المدرب ، ولكن على الاغلب يكون المدرب هو الضحية على الرغم من ان الجميع يتحمل هذه المسؤولية ابتداء من الادارة وانتهاء بالجمهور مرورا باللاعبين والمدرب ، والظريف في هذه التغييرات ان اغلب المدربين الذين تتم اقالتهم او استقالتهم سرعان ما يتعاقدون مع اندية اخرى !!.

ولم يسلم من هذه الظاهرة الا اربعة مدربين هم: باسم قاسم مدرب الشرطة وجمال علي مدرب الطلبة وقحطان جثير مدرب الصناعة وعادل نعمة مدرب الحدود !!

ويرى مدرب (طلب عدم ذكر اسمه) ان اغلب الفرق العراقية تفكر في الحصول على لقب درع الدوري، وهذا حق مشروع لها، ولكن هذه الادارات لا تنظر الى واقعها والى حال لاعبيها ، فتختار مدربا يمتلك اسما له وقع جميل في نفوس الجمهور لانه كان لاعبا مميزا او انه حقق مع فريق ما نتائج جيدة وبذلك تختاره دون دراسة وهذا يؤدي مع مرور الوقت الى ارباك في الفريق ، اما لعدم قدرة المدرب على التجاوب مع اللاعبين او عدم قدرة اللاعبين تنفيذ ما يطلبه ، فضلا عن وجود ادارات تحب التدخل في شؤون المدرب ، كما حدث مع صالح راضي حينما كان يدرب القوة الجوية واستطاع ان يقطع مسافات جيدة بتحقيق نتائج مميزة ، كما اضرب لك مثلا فريق الزوراء بعد ان تركه مدربه راضي شنيشل ذاهبا الى المنتخب الاولمبي فتأذى الفريق بعد ان ارتأت الادارة ان تسلم المهمة الى كريم صدام كونه لاعبا زورائيا سابقا فلم يتأقلم معه اللاعبون وكانت الخسائر ، وحين اختارت الادارة المدرب يحيى علوان كانت مضطرة الى ذلك لعدم وجود البديل الذي يتلاءم مع الفريق ، وعلى الرغم من ان يحيى ادى ما عليه الا ان مصيره كان الاقالة حينما تفرغ راضي شنيشل من تدريب المنتخب الاولمبي ، وهذا يعني ان هناك ارتباك في عمل الادارة هذه او الادارات ، وانا استغرب ان يكون دورينا على هذه الشاكلة ، فالتغييرات كثيرة ولا اعتقد انها صحية بل تشير الى اخطاء وعلل كثيرة .

والمدربون المقالون او المستقيلون حسب قائمة ترتيب الاندية في المرحلة الاولى ، هم :

1- اربيل : اقال ايوب أوديشو ليخلفه السوري نزار محروس الذي تطارده حاليا شائعات الاقالة.
2-القوة الجوية : اقال لدكتور صالح راضي، وحل محله ايوب اوديشو .
3-الطلبة : جمال علي (لم يتغير)
4-دهوك : اقال أكرم سلمان وتعاقد مع السوري ايمن الحكيم الذي اقيل وحل محله الدكتور صالح راضي .
5-زاخو : استقال مدربه ناظم شاكر، ليحل بدلا عنه السوري محمد قويض .
6-النجف : استقال عبد الغني شهد وجاء هاتف شمران بدلا عنه
7-الشرطة : باسم قاسم (لم يتغير)
8-الصناعة : قحطان جثير (لم يتغير)
9-الميناء : استقال يونس جاسم القطان وحل بدلا عنه رحيم حميد .
10- الزوراء : استقال مدربه كريم صدام وخلفه يحيى علوان قبل ان تتم اقالته بالتراضي وتسلم راضي شنيشل
11- الكرخ : استقال عصام حمد ، وجرت تسمية علي وهاب بديلا عنه .
12- بغداد : أقال مدربه كريم كردي وتعاقد مع اللاعب الدولي السابق حسن فرحان الذي استقالهو الاخر ليتعاقد الفريق مع المدرب ثائر احمد .
13 - كربلاء : استقال منه سالم عودة، وحل محله نبيل زكي لكنه استقال ليحل محله عبد الغني شهد .
14- النفط : اقال مدرب الفريق علي وهاب ليكون بديله صباح عبد الجليل الذي استقال هو الاخر ليحل محله ناظم شاكر .
15- كركوك: اقال عماد قادر وتسلم المهمة أسامة نوري .
16 - الكهرباء : استقال شاكر محمود ليحل محله حسن احمد.
17 -الشرقاط : استقال عادل خضير وجاء بديلا عنه كريم صدام
18- المصافي: استقال نزار اشرف وحل محله كريم جاسم الشهير بجومبي .
19- التاجي : استقال زهير عبد الرضا وحل محله المدرب كريم حسين (قنبل) .
20- الحدود : عادل نعمة (لم يتغير)

يقول كاظم محمد سلطان، امين سر نادي النفط : انا اعتقد النتائج السيئة هي التي تطيح بالمدربين ، مثلما هي تجبر ادارات الاندية على تغيير المدربين ،لان الادارات لا تتقبل الخسارات المتتالية وترى ان السبب يتحمله المدرب ،لاسيما اذا كانت هذه الاندية تتبع مؤسسات حكومية ، فهناك تكون متابعة من قبل المسؤولين الذين يريدون تحقيق نتائج جيدة وهذا الحال ينطبق على نادي النفط.

ويرى كريم جومبي مدرب المصافي ان استفحال ظاهرة تبديل المدربين غريبة في ملاهبنا ولها تأثيرها على اداء اللاعبين الذين يحتاجون الى الاستقرار في المستوى والنهج التدريبي الذي يطرحه المدرب ، واعتقد ان السبب وراء الاقالات والاستقالات هو البحث الدائم لادارات الاندية عن الفوز اولا ، وثانيا قلة مبلغ الشرط الجزائي للمدرب اذا ما تمت اقالته .

أما المدرب والاكاديمي الدكتور كاظم الربيعي فقال: نعم برزت هذه الظاهرة بشكل لافت للانتباه خلال الموسمين الاخيرين ، وصرنا نسمع في كل دور عن حدوث اقالة او استقالة ، واصبحنا نسمع شعارا جديد وهو ان (المدرب يبحث عن فريق) على عكس ما كان يحدث في السابق من أن الادارة هي التي تبحث عن المدرب، واعتقد ان هذا يشكل حالة عدم استقرار في التدريب وهو ما يؤدي في النتيجة الى الى تذبذب في المستوى الفني العام للفرق ، وربما تتحمل ادارات الاندية المسؤولية في كونها لم تختار الملاك التدريبي الجيد الذي يناسب لاعبيها ، لانني ارى إن الادارات الجيدة هي التي تأتي بالمدربين الجيدين، فيما تختار الادارات الضعيفة مدربين غير كفوئين ويسمحون لاي كان بالتدخل في شؤونهم الفنية .