الباركور... رياضةمبتكرة يمارسها الشباب العراقي عن طريق تنسيق مفاصل الجسد مع حركات شاقة ومعقدة تفضي في بعض الأحيان الى نتائج لا تحمد عقباها في الإضرار بأعضاء الجسد وربما أدت إلى العوق أيضاً.

_______________________________________________________________________________________

شباب العراق يُقبل على رياضة الباركور

يقول الفتى استبرق عباس ان هذه رياضة الباكور مفيدة رغم احتوائها على بعض الحركات الخطرة العنيفة ، فهي تشجع الشباب على الصبر في التعلم وتحمل المواقف الصعبة اضافة الى تعويد الجسد على حركات رياضية مستمرة .

ورياضة الباركور تعتبر من الرياضاتالمبتكرة التي يمارسها الشباب العراقي عن طريق تنسيق مفاصل الجسد مع حركات شاقة ومعقدة تفضي في بعض الأحيان الى نتائج لا تحمد عقباها في الإضرار بأعضاء الجسد وربما أدت إلى العوق أيضا . ورغم هذه المخاطر يجهد شباب عراقي متحمس لهذه الرياضة في ممارستها في الشوارع والمتنزهات طالما توفرت الفرصة وتهيأ المكان للقيام بذلك .

ومنذ نحو سنتين، يمارس أحمد حسين (17 سنة ) هذه الرياضة عبر العروض الجسدية ، بعدما تمكن عبر التمرين المستمر من القيام بحركات انسيابية تتخطى العوائق بسرعة وخفة .

وبحسب محمد كامل المتابع لشؤون الرياضة في العراق فان رياضة الباركور طارئة على العراق ، ووصلت إلى الخليج قبل ذلك ، حيث نالت اهتمام الشباب .
ويضيف : البعض لا يحبذ وصفها بالرياضة بل ألعاب بهلوانية بسبب المخاطر الجمة التي تتخللها.

ويقترح كامل توفير أن يتم الاهتمام بهذه الممارسة ، وتهيئة مناهج تدريسها وتوفير القاعات المناسبة لممارستها بدلا من جعل الشباب يمارسونها في الاماكن العشوائية ما يعرضهم لمخاطر كثيرة . ويقترح كامل الاستعانة بخبرات الدول الأخرى في هذا المجال لاسيما توظيف محترفين لهذه اللعبة .

لكن الفتى استبرق عباس (19 سنة) ، يرى أن هذه الرياضة مفيدة رغم احتوائها على بعض الحركات الخطرة العنيفة ، فهي تشجع الشباب على الصبر في التعلم وتحمل المواقف الصعبة اضافة الى تعويد الجسد على حركات رياضية مستمرة.

ويشير عباس الى انه تعلم هذا الفن الرياضي المتميز بالنشاط العالي والأداء الحركي المميز من خلال بعض الأفلام مثل فيلم ( دي هارد 4 و بي 13 ).

كما يشير عباس أيضاً إلى ان بعض الاطفال يمارس هذه الرياضة ايضا حيث تعودهم منذ الصغر على اللياقة .

وتُظهر موسوعة ويكيبيديا الى ان اصول هذه الرياضة تعود الى فرنسا، منذ عام 1902 حين ثار بركان في المنطقة ساهم quot;جورجس هيبرتquot; مع بعض الفرق في إنقاذ مئات الاشخاص خلال الكارثة ، حين ادرك هبيرت ان اللياقة و السرعة و الخفة ضرورية لتفادي مثل هذه المواقف، فقام بابتكار هذا الفن.

لكن هذه الرياضة شهدت الانتشار الواسع في اوروبا منذ نحو عقدين فقط حيث أدخلت في المناهج الدراسية لبعض المدارس وتأسست النوادي والجمعيات الخاصة بها ، كما نصبت ( الزلاقات ) والمسارح والمناضد التي تتطلب تصميمات وانحناءات خاصة في الساحات والأماكن العامة .

وفي بغداد يستطيع احمد كامل (16 سنة ) من اجتياز الحواجز بالقفز الخفيف عبر تحريك جسمه بطريقة حادة وملتوية .

وينتمي كامل الى مجموعة من الفتيان يمارسون القفز عبر جدران البيوت في حي المنصور في بغداد ، كما يقصدون حديقة الزوراء يوما من كل اسبوع حيث يمكنهم القيام بحركاتهم السريعة الملفتة بحرية اسرع .

لكن كامل يشير الى حوادث كثيرة تعرض لها بعض اعضاء المجموعة منها تعرض صديقه رحيم جميل الى كسر في اليد ، كما سقط زميل آخر على ذراعه مما تسبب في رضوض حادة في كفه .

ويشير ليث جاسم (60) سنة الى تعرض ابنه الى المساءلة القانونية لدى مراكز الشرطة بعدما اثار غضب احد نزلاء الحي من حركاته المثيرة ، بعدما قفز من الشارع الى حديقة المنزل .

ويشير الباحث الاجتماعي كاظم حسين في مركز شباب النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) بايجابية ، الى هذه الرياضة التي يعتبرها تفريغا لطاقة الشباب في فترة المراهقة ولاسيما ان المجتمع العراقي شهد الكثير من الأعمال العنفية .

ويشير حسين الى ان هذا الفن يساهم ايضا في تعزيز روح العمل الجمعي ويبعد الشباب عن الكسل والاهتمامات السلبية مثل المخدرات والتدخين .

وبحسب حسين فإن بعض الشبان الذين يمارسون هذا الفن تعرضوا الى مساءلة رجال الشرطة الذين وجدوا في ممارستها في الأماكن العامة إخلالا بالنظام، وخطرا على الشبان أنفسهم .

وما يلفت الانتباه الى ان هذه الرياضة دخلت بقوة الى كل مدن العراق حتى المحافظة منها مثل النجف و كربلاء (108 كم جنوب غرب بغداد) والكاظمية ( منطقة في بغداد).

ويدعو سعيد حسن (18) سنة ويشرف على مجموعة تمارس الباكور مؤلفة من خمسة فتيان ، يدعو السلطات الى توفير الساحات المناسبة والقاعات لممارسة هذه الرياضة التي تنتشر بسرعة بين وساط الشباب .

لكن ممارسي هذا الفن يتعرضون الى الكثير من الاتهامات منها إدمان المخدرات والخروج على التقاليد وارتداء ملابس غريبة و الميوعة .

ويستنكر حسن تلك الاتهامات ويقول ان اغلب شباب هذا الفن من المتفوقين في الدراسة وغير الكسالى ، اضافة الى ابتعادهم عن الحياة الناعمة التي يتصف فيها بعض الفتيان.

ويتابع : قول المناهضين لممارسة اللعبة غير صائب اذا ما عرفت ان هذا الفن يتضمن تمارين متواصلة من دون توقف يومياً لمدة شهرين او ثلاثة . وتشمل حركات الباركور حوالى خمسين حركة أساسية تشمل تمارين الظهر و البطن وتمارين الفخذين و الكعب و جميع المفاصل .

وبحسب حسن فان مراقبة الشرطة لهؤلاء الشباب يعود الى دوافع سياسية ودينية لان بعض المسؤولين يعتبر هذه اللعبة ، ممارسة غربية يتوجب على الشباب الابتعاد عنها .
ويتابع .. اسمعني احد المسؤولين اننا نمثل صورة غريبة للشاب العراقي ينفر منها المجتمع .وهي تقليد اعمى للحياة الغربية الفاحشة .

لكن حسن يجيب : ممارسة هذا الفن الجميل وانواع الرياضات الاخرى أفضل بكثير من الانخراط في الميليشيات و التحزبات التي ضجر الناس منها .