أعرب المدرب العراقي انور جسام عن أمله ان يتكاتف لاعبو المنتخب الوطني العراقي من اجل الخروج من مباراتهم امام المنتخب الياباني بنتيجة طيبة ، مشددا على صعوبة المباراة وعدم وجود أي حظوظ وافرة للعراق للفوز .

وعللجسامذلك للاستعداد القصير وعدم تواجد المدرب خلال هذه الفترة، وأكد انور جسام ، الذي يعد من خيرة مدربي العراق، انه تفرغ لرابطة المدربين المحترفين العراقيين من اجل خدمة كرة القدم العراقية من خلال تقديم الارشاد والنصح وتأشير الملاحظات وتقديمها للمعنيين، مشيرا الى انه وزملائه في الرابطة اشروا العديد من الملاحظات حول دوري النخبة العراقي في موسمه الاخيرة ومواسمه السابقة من اجل خدمة اللعبة .

بين ابتعاده عن التدريب لاسباب يراها موضوعية ، وبين حماسه الكبير لخدمة الكرة العراقية ، وجد الكابتن انور جسام ان كرة القدم صاحبة فضل عليه في ما هو عليه الان من شهرة ، وانه ترؤسه لرابطة المدربين المحترفين من الممكن ان يكون لها صوت للاسهام في تطوير الرياضة معربا عن امله في مساندة الصحافة لهم .

المدرب العراقي أنور جاسم في حوار مع إيلاف

* هل تعبت من التدريب؟

- نعم .. تعبت في هذه الظروف الصعبة ، نعم تعبت ، ولا استطيع ان اشتغل ، لانني عشت في اجواء تختلف عن هذه الاجواء ، عشت مع لاعبين يختلفون عن هؤلاء اللاعبين ، عشت في واقع غير هذا الواقع ، فلا يمكن لي ان اعمل في واقع انا لا استطيع ان اشتغل فيه .

* هل تلقيت عروضا معينة مثلا؟

- جاءتني الكثير من العروض من الداخل ومن الخارج ولكنني رفضتها كلها ، لانني احببت ان اتفرغ لرابطة المدربين المحترفين، ولكن .. لا حياة لمن تنادي .. بصراحة ، ولكننا نريد ان نقوم بتفعيل هذه الرابطة ونعطيها دورها لانها تضم خيرة مدربي العراق وهؤلاء لهم تاريخ وبصمة ولهم سمعة طيبة ومن خلالهم نستمد قوتنا ونوصل صوتنا الى المعنيين عسى ولعل ان نفلح في توجيه النصح والارشاد للمعنيين ليأخذوا بها خدمة للكرة العراقية وخدمة للعراق .

* كيف تنظر الى مباراة منتخب العراق الوطني المرتقبة مع المنتخب الياباني؟

- نظرا للاستعداد القصير وعدم تواجد المدرب خلال هذه الفترة، اعتقد انه من الصعوبة ان يكون لدينا حظوظ وافرة او واضحة في هذه المباراة ، فنحن نعرف ان الفريق الياباني جيد وله تاريخه وسمعته وعنده لاعبون محترفون بحدود 18 لاعبا يلعبون في الدوريات الاوربية ، ونحن نعرف ان المنتخبات الوطنية لا توجد لديها فترة اعداد وانما يعتمدون على اللاعب الجاهز الذي يمثلهم في الدوريات المختلفة ، فهنالك يستدعون اللاعب قبل اسبوع او عشرة ايام في معسكر بسيط ويلعبون مباراة او اثنتين حتى يستوعب اللاعبون الخطة وتوجيهات المدرب ومن ثم الدخول في المباراة ، الا اننا مشكلتنا صعبة جدا ، فعندنا لاعبون خرجوا توا من بطولة الدوري الطويل المرهق والمتعب ، واخذوا فترة راحة قصيرة ثم الان فترة اعداد المنتخب وهي صعبة لانها في فترة قصيرة لا تتجاوز الاثني عشر يوما ، وهنا سيزداد التحميل عليهم ، حيث ستكون هناك وحدتان تدريبيتان في اليوم ، ومن الممكن ان تكون هناك اصابات او ارهاق ، وحسب ما عرفت ليست هنالك مباراة تجريبية ، ولكن اتمنى ، مجرد تمنيات وليس واقع حال، ان يحاول لاعبونا التكاتف مع بعضهم البعض ويتعاونون في سبيل ان يلعبوا مباراة وان كانت صعبة بالنسبة لهم ، اتمنى ان يتوفقوا ونحن نبقى نساندهم بالدعوات ومن الله التوفيق .

* هل يمكن ان تقيّم عمل زيكو خلال الاشهر الاخيرة؟

- في المرحلة الثانية لعمل زيكو مع المنتخب .. لعب مباراتين ضمن تصفيات كأس العالم وشارك في بطولتين هما الدورة العربية وكأس العرب ، وما كان له اي دور ، ولم تكن لنا حظوظ في البطولتين ، وخرجنا من الادوار الاولية ،كذلك مباراتانا مع الاردن وعمان ، تعادلنا فيهما ، لذلك تكاد لا تكون لديه اي بصمة واضحة على المنتخب العراقي ، لا من حيث النتيجة ولا من حيث الاداء ، وعليه ان زيكو لم يفعل شيئا .

* وماذا تقول عن سلوكياته في الغياب والحضور والتصريحات؟

- لو كان هنالك عقد ينظم وجود المدرب لكان من الممكن ان يلزمه الاتحاد المدرب بوجوده مع المنتخب ، ونحن نعرف ان الاتحاد حين يوقع عقدا مع مدرب لابد ان يلزمه بالتواجد مع المنتخب في تدريباته وفي سفره وفي ترحاله ، ونحن لا نعرف بأية طريقة تمت صياغة العقد وبأي اسلوب ، بصراحة لا نعرف .

* هل يعجبك المستوى الفني للدوري في العراق؟

- لالا ، لا يعجبني طبعا، لا انا شخصيا ولا نحن كرابطة مدربين ولا انتم كصحافة كما انه لا يعجب الجماهير ، وما كنا نتصور في يوم من الايام ان يصل الى هذا المستوى ، ولكن الان نتمنى ، بعد ان تم تقليص عدد الفرق الى 18 ناديا ، ان يخدم بشكل صحيح لان هناك ستكون نوعية ، وهذه النوعية من الممكن ان تخلق نوعا من المنافسة والتكافؤ ، وهذا يمكن ان يخدم اللعبة ويطورها ويطور المنتخب .

* هل من ملاحظات تم تأشيرها على الدوري او اقتراحات له؟

- يجب تحديد بداية ونهاية الدوري ، يجب ان يعرف المدرب متى يبدأ الدوري ومتى ينتهي ، وهذا فيه خدمة للمدرب واللاعب وللنادي، فالمدرب حين يجمع اللاعبين ويصل الى موعد المباراة ثم يفاجأ ان المباراة ستؤجل ، فأن هذا سيؤثر عليه وعلى برنامجه وحتى على اللاعب ، يجب ان يصدر كراس بمباريات الاندية وتواريخ معلومة للجميع ،فالدوري في كل العالم توقف في الشهر الخامس بينما نحن قبل ايام انتهى لدينا ، وهذه فترة طويلة لاسيما ان الجو لدينا حار ولا يمكن الاستمرار في جو درجة حرارته 50 او اكثر ، فاللاعب انسان ولا يمكنه ان يتقبل هذا ، هناك ايضا ملاحظة حول تحديد عقد اللاعب ، فلدينا اللاعب ينتقل كل موسم الى نادي ، وهذا لا يخدم العملية التدريبية ولا اللاعب ولا النادي ، فكلما كان هناك استقرار للاعب في النادي كلما ازدادت خدمته للنادي وللمدرب ، لذلك اقترحنا في الرابطة ان تحدد مدة عقد اللاعب بسنتين على الاقل ، حيث سيكون هناك تأقلم واستمراية وتطبع على المدرب كذلك المدرب سيعرف اللاعبين بشكل جيد ، وكذلك بالنسبة لللاعب الذي سيتعود اللعب موسمين على الاقل في النادي، ونحن نعرف ان كل مدرب له فكر وستراتيج وعمل يختلف عن المدرب الاخر ، هناك نقطة مهمة نعاني منها كمدربين وهي عدم صلاحية الملاعب ، فمن وجهة نظرنا كمدربين يجب ان تحدد ستة ملاعب في بغداد جيدة وتتم ادامتها والاشراف عليها من قبل لجنة تؤكد صلاحية هذه الملاعب لاستمرار الدوري مثلما معمول به في بقية البلدان العربية ، فكلما كان الملعب جيدا كلما كان الاداء جيدا، واللاعب الجيد يظهر امكانياته ومهاراته ، كذلك المدرب سيستفيد من حركة اللاعب ومن التكتيك الذي وضعه للاعب ، كذلك هناك للاسف الشديد وهي ظاهرة جديدة على ملاعبنا ، وهي شغب الملاعب والاعتداءات، لذلك يجب ان تكون هناك حماية مركزية للحكم والمدرب واللاعب ،هناك ملاحظة مهمة وهي يجب اعادة بطولة الكأس ، التي تعتبر بطولة تنشيطية قبل الدخول الى بطولة الدوري ، ومن الممكن ان يشارك بطل الكأس في بطولة الاندية العربية ، كما اشرنا ملاحظة وهي ان الملاعب يدخلها الكثير من الاشخاص غير المعنيين باللعبة ، لذلك يجب اصدار (باجات) وهويات للاعبين والمدربين والاداريين والاعلاميين ، ولن نسمح لغير المعنيين بالجلوس على مسطبة الاحتياط .

* من يقرأ تاريخ الزوراء سيرى علامة كبيرة اسمها انور جسام فيه، هل يسرك حال الزوراء؟

- لا يسرني حال الزوراء فقط ، بل حال الشرطة والقوة الجوية والطلبة ، هذا حال كل الاندية ، ومع احتراماتنا لادارات الاندية ، فالموجودون فيها غير قادرين على تطوير هذه الاندية والاخذ بامكانياتها وقدراتها ، فالعيب ليس في اللاعب وليس في المدرب ، وانما العيب في الادارات ، فلما كانت في يوم من الايام هناك ادارات معروفة باسمائها وتاريخها ومراكزها الاجتماعية ، كانت لها هيبة وكان لها كيان شخصي ومعنوي ، وكانوا دائما يعطون النصح والارشاد والدعم المادي والمعنوي لهذه الاندية من اجل رفع مستواها ، وكانوا لا يتدخلون في عمل المدرب ولاعمل اللاعب ، وكل ما كان هنالك هي جهة تنفيذية لخدمة اللاعب والمدرب ، فلا يتدخل احد للمطالبة بأقالة المدرب او اللاعب هذا او ذاك ، كانت الادارات في السابق لا تعمل بهذا الاسلوب ، وكانت علاقتها مع المدرب ، ان كان لديها شيء تبعث الى المدرب وتطلبه وتتكلم معه ، والمدرب يشتغل باستقلالية وراحة ، اي شيء يريده المدرب يلبونه له ، الان لا ، بدأت الادارات تتدخل في شؤون المدرب وتقيل المدرب وتحرض اللاعبين على المدرب ، وحتى راحوا يحرضون حتى الجماهير على المدرب ، فهذه ادارات غير صالحة كما اعتقد للعمل مع الاندية وتطويرها .

* لماذا لم ترشح نفسك لرئاسة ادارة نادي ما؟

- لا لا .، لا يمكن ان ارشح حبيبي ، لا يمكن ان اعمل في الاندية ولا في اي جهة اخرى ، نحن الان نعمل في هذه الرابطة لانها رابطة مستقلة لا تنتمي الى اي جهة وليست هناك ضغوطات علينا من اي جهة ، نحن نتكلم بحريتنا ونقول رأينا ونعطي النصح والارشاد ، هذا ما نفعله لخدمة اللعبة والبلد .

* ما اهم اهداف رابطة المدربين المحترفين؟

- انبثقت الرابطة على اساس تقويم عملنا كمدربين وحماية مدربينا وتطويرهم ، ومثلما تعرف ان المدرب هو اساس العملية التدريبية ، فأن كان لدينا مدرب فسوف يكون لدينا لاعب ولعبة ودوري ومنتخب ، فأهتمامنا بالمدرب هو اساس عملنا وهو حجر الاساس الذي نبني عليه كرة قدم حديثة شأنها شأن العالم المتطور ، ومن اهدافنا حماية المدرب من التعسف الذي يقع عليه من الاندية وقد اصبح المدرب الحلقة الاضعف من حيث التهميش والاقالات بسبب او بدون سبب ،رابطتنا فنية استشارية تقدم المشورة للجهات المعنية في سبيل تطويرهم وتطوير عملنا كمدربين وتطوير اللعبة ، هدفنا اللعبة واللاعب ، وكلما يكون لدينا لاعب جيد من خلال المدرب تكون لدينا لعبة جيدة .

* هل يمكن ان يكون لمقرراتكم الزام على اتحاد الكرة؟

- نحن جهة غير ملزمة للاتحاد ان نقول له اعمل كذا وافعل كذا ، كل ما هناك نحن نقدم توصيات وارشادات وتوصيات ووجهات نظرنا ، وان اخذ بها فخير على خير وان لم يأخذ بها فنحن الذي علينا قلناه .

* كيف تنظر الى دور الصحافة لتساندكم في عملكم؟

- انا ارى ان الصحفيين ركيزة اساسية في تطوير الكرة العراقية ، بل كل الرياضة العراقية ، فالصحفيون لهم كلمة مسموعة في الشارع الرياضي وعند المسؤولين من رئاسة الوزراء الى الجمهور ، واتمنى ان يكون للصحفي صوت عالي فهو لا يخاف من جهة ولا من فلان وفلان ، كما اتمنى ان يكون صوت الصحفيين معنا ، فمثلما نحن نطالب بالحق ونريد الحق ان يعلو ولا يعلى عليه ، وان يدعمنا الاعلام ويرشدنا ويعطينا حقنا وتنصفونا ، ان تقولوا لاتحاد الكرة هؤلاء ناس يريدون ان يشتغلوا ، لماذا لا تتعاونون معهم ؟ لماذا تتجاهلونهم، ولماذا لا تعطونهم دورهم ، وهم يعلمون مجانا ، اسمعوهم ، وشوفوا كلامهم صحيح ام غير صحيح؟، هذا ما نتمناه من الاعلام ، ونحن متبرعون لخدمة بلادنا ،وخدمة كرة القدم ، لعبتنا صاحبة الفضل عليّ وعلى الجميع ، فلولا كرة القدم لما عرفنا احد ، فنحن جزء من فضل الكرة علينا ويجب ان نخدمها ونرد لها الدين ، ومثلما اعطتنا يجب ان نعطيها ، لذلك نريد من الاعلام الرياضي ان قوة لنا وان يناصرنا في سبيل ان ننهض بعملنا لخدمة الكرة والعراق .

* طالما نسمع شكاوى من المدارس الكروية ، هل لديك فكرة عنها؟

- مدارس الكرة الموجودة في وزارة الشباب وفي اتحاد كرة القدم وفي اكثر من مكان ، هل تعلم ان الذين يشرفون على هذه المدارس لا يعرفون الفباء التدريب ، وهذه كارثة في بناء اللاعب من الصغر ، نحن اذا اردنا ان نبني جيلا يجب ان نبني الاساس الذي يسمى في البناء (البتلو) ، ونحن (البتلو) عندنا والاساس هي الاعمار السنية مثل اعمار 7 و 8 و10 سنوات ، هؤلاء يجب ان يكونوا في اياد امينة من المدربين الذين يعرفون ما علم التدريب وكيفية التعامل مع هذه الفئات السنية ، لان هناك عمر للطفل يسمى ما قبل البلوغ والبلوغ وما بعد البلوغ، وكيف تتعامل مع هذه الدرجات ، هذه ثلاث مراحل يمر بها الطفل ، فيجب ان يكون عندنا اساتذة وخبراء ومدربون جيدون يعرفون كيفية التعامل مع هذه الفئات ، انا كثيرا ما سمعت واطلعت على المدربين ، وجدت تعاملهم مع هؤلاء الاطفال تعاملا غير انساني ، بالصراخ والتوبيخ والكلام البذيء ، فالطفل بعمر عشر سنوات وهذا المدرب يتكلم معه بهذا الاسلوب ،فكيف يأتي ليشتغل في اليوم التالي ، كيف يسمع مدربه وكيف يحبه ، وكيف سيندفع ، هذه مشكلة نعاني منها بصراحة ، نحن يجب ان يكون عندنا كادر متفهم ولديه من القدرة والامكانية ان يعرف كيفية التعامل مع هؤلاء الصغار .