ناشد رئيس المركز الدولي للامن الرياضي القطري محمد حنزاب حكومات دول العالم بالاتحاد من اجل مكافحة آفات الرياضة المتفشية بشكل كبير خصوصا في السنوات الاخيرة، مطالبا اياها بسن قوانين تساعد في ردع المخالفين وانزال اشد العقوبات بهم.

وجاء كلام حنزاب في حديث لوكالة فرانس برس على هامش الندوة التي ينظمها المركز بالشراكة مع جامعة باريس الاولى السوربون ومنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال حنزاب quot;يتعين على حكومات العالم ان تاخذ مسألة النزاهة في الرياضة بشكل جدي، فالدور الذي يمكن ان تلعبه كبير ومفيد جدا خصوصا من خلال سن قوانين صارمة تجاه المخالفينquot;.

واضاف quot;اصبحت الرياضة صناعة تدر اموالا طائلة تقدر بالمليارات وبالتالي لا يمكن التساهل عندما يتعلق الامر بالنزاهة والتلاعب بنتائج المباريات وما الى ذلك من مسائل خارجة عن القانون، هناك واجب على الحكومات من اجل مكافحة الفساد في الرياضة على مختلف انواعهاquot;.

وكشف quot;بعض الخبراء يقولون لي ان الحكومات لا تهتم كثيرا بالرياضة ولا تريد ان تصرف الكثير من الاموال في هذا المجال، لكن المسألة باتت خطيرة وتهدد مستقبل الرياضة بشكل عامquot;.

وشدد حنزاب على ان منظمته تريد quot;القيام بمبادرة بحثية مشتركة تهدف في نهاية المطاف الى وضع معايير ولوائح يتوافق عليها المجتمع الدولي تتعلق بالتلاعب في نتائج المباريات والمنشطات، والمراهنات وكل الجوانب المتعلقة بالنزاهة الرياضيةquot;.

وشدد رئيس المركز الدولي للامن الرياضي على ان انتهاك النزاهة quot;لا يدمر فقط القيم الرياضية ولكنه ينال أيضا من شعبية الرياضة واستمرارية رعايتها ماليا وصولا إلى تهديد بقاء المنافسات الرياضيةquot;.

واوضح حنزاب ان الندوة الحالية المقامة في باريس تهدف quot;الى حث المجتمع الرياضي في العالم لمجابهة الفساد على نحو مؤثر وفعال عبر تبادل المعلومات ودفع الإستراتيجيات والعمليات القائمة حاليا على دعم النزاهة الرياضيةquot;، مشيرا الى انه ضمن اتفاقية المركز الدولي وجامعة السوربون quot;يطمح المركز الى اقامة مقر محوري لجمع المعلومات وتبادلها مع الاتحادات الرياضية الدوليةquot;.

في المقابل، اكد هيلموت شبان المدير التنفيذي للمركز الدولي للامن الرياضي ان هذه المنظمة quot;تأسست برؤية واضحة وهي أن تكون مركزا عالميا ولذلك فلدينا خبراء ومتمرسون كثيرون من شتى أنحاء العالم ومجموعات عمل متخصصة وهذا شيء مهم وقد وقعنا مذكرة التفاهم مع السوربون ونحن متأكدون تماما من نجاح هذه الشراكة في الوصول إلى قيم رياضية حقيقية تخدم الرياضة في كل أنحاء العالمquot;.

وتابع quot;نحن متفقون على الخطوط العريضة وعلى مكافحة الجريمة المنظمة من خلال دراسة شاملة للنزاهة الرياضية ونقاش مستفيض مع كل الجهات المعنية وفي المركز الدولي للأمن الرياضي نحن ملتزمون بشكل استراتيجي بمجمل هذه العملية بالاتفاق مع السوربون.

وشدد على ضرورة quot;التأهيل وزيادة الوعي لدى اللاعبين والجماهير وكل عناصر اللعبة حول خطورة التلاعب في نتائج المباريات على سبيل المثال خاصة وأن المجرمين يضغطون بشكل أو بآخر على كل عناصر الرياضة ولذلك فان نشر الوعي والتدريب ودراسة كل الجوانب المتعلقة بالنزاهة الرياضية وتأطير ذلك على مستوى العالم هو أمر ضروري والمركز الدولي يقوم بعمل رائع في هذا المجالquot;.

من ناحيته، اعتبر كريس ايتون مدير النزاهة في المركز الدولي للامن الرياضي ان فكرة تبني مفهوم quot;النزاهة الرياضيةquot; ودراسة كل أبعاد هذا المفهوم على مستوى العالم جاءت من المركز الدولي للامن الرياضي وتم اختيار السوربون quot;لأن هناك قواسم كثيرة مشتركة مع هذه الجامعة العريقة ومن ثم محاولة التوصل إلى حلول عملية ومحترفة لمشاكل الرياضة المعروفة من تلاعب في نتائج المباريات والمراهنات والتي تشكل خطورة بالغة على كرة القدم تحديدا كونها اللعبة الأشهر في العالمquot;.

وقال quot;نحن نرى كيف يهتم العالم بالرياضة وبكرة القدم، ونحن نسعى لأن نجعل من مفهوم النزاهة الرياضية وبالتالي مكافحة الجريمة المنظمة والفساد في كرة القدم أمرا طبيعيا داخل منظومة الرياضة وكرة القدم في العالم ويكون اجراء يتبعه الجميع ونحن هنا لا نستهدف كرة القدم فقط بل نستهدف كل الرياضات في العالمquot;.

واوضح quot;لقد كان التعاون مع جامعة السوربون في مجال النزاهة الرياضية هو المرحلة التالية للمركز الذي توجه الى تفعيل اتفاقيات دولية مع منظمات دولية واكاديمية ونحن سنستمر في هذا البرنامج الذي يمس موضوع الرياضة والأخلاق لمنع التدهور في الرياضة ولضمان استقرارها على مستوى العالمquot;.

يذكر ان المركز الدولي للامن الرياضي هو منظمة دولية غير ربحية مقرها الدوحة، ويسعى إلى مساعدة منظمي الاحداث الرياضية على تنظيم المباريات الكبرى بشكل أكثر امانا.

ويضم فريق المركز الامن الرياضي مجموعة من رواد خبراء الأمن الرياضي في العالم، ويطلع المركز على شبكة عالمية تضم ممارسين متخصصين، ما يجعله قادرا على تقديم خبرة واسعة في كل جانب من جوانب النزاهة والأمن الرياضي.