تسود حالة من الغضب والاستياء في الشارع الرياضي الجزائري، في ظل تقارير عن قُرب انضمام اللاعب أحمد عراش إلى أحد الأندية الإسرائيلية، في سابقة تُعدّ الأولى من نوعها وكسرًا للمحرّمات والخطوط الحمراء.


حازم يوسف - إيلاف:اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقعي quot;فايسبوكquot; وquot;تويترquot; بالإضافة إلى المنتديات الرياضية العربية غضباً وحرقة بعد التقارير التي أفادت بقرب انضمام الدولي الجزائري أحمد سليم عراش الى أحد الأندية الإسرائيلية في فترة الانتقالات الشتوية الحالية الممتدة حتى نهاية كانون الثاني/يناير الجاري.

وأثار خبر اجتياز عراش الاختبارات الفنية والبدنية قبل مسألة انضمامه بشكل رسمي الى نادي أشدود الإسرائيلي في الميركاتو الحالي، استياءً عارماً في الوطن العربي وخاصة في موطنه الجزائر.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية الأخبار المثارة حول قرب انضمام عراش إلى نادي أشدود بغية تعزيز الخط الهجومي للفريق وسط تساؤلات من المحللين هناك عمّا إذا كانت هذه الخطوة quot;المفاجئةquot; كما وصفتها هي بداية تطبيع جزائري مع الدولة العبرية.
وفي حال تمت الصفقة بنجاح، سيكون عراش أول لاعب في تاريخ الكرة الجزائرية يلتحق بأحد الأندية الإسرائيلية كاسراً بذلك خطوطاً حمراء كثيرة ومحرمات لم يجرؤ أحد على تجاوزها.
ويعتبر رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي انضمام اللاعبين العرب للعب في الدوري الإسرائيلي تطبيعاً رياضياً لا يقل خطورة عن التطبيع السياسي خاصة أن الصراع العربي-الإسرائيلي لم ينتهِ بعد.
كما وجه نشطاء quot;فايسبوكquot; وquot;تويترquot; اتهامات مباشرة لـquot;عراشquot; بـquot;الخيانةquot; وquot;الانسلاخquot; عن الهوية العربية وإهانة الشعب الفلسطيني مستذكرين في الوقت ذاته ما فعلته الطائرات الحربية في الدولة العبرية من قصف مدمر وهجوم واسع طال الأخضر واليابس إبان الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة واستمرت لثمانية أيام متواصلة في منتصف نوفمبر من العام الماضي.
وغرّد بعض النشطاء خارج السرب على اعتبار أن اللعب والدفاع عن ألوان نادٍ إسرائيلي لا يختلف كثيراً عن اللعب لأندية إنكليزية وفرنسية وإسبانية لأن الدولة الغربية وبمساعدة أميركا هي من أوجدت إسرائيل وتعمل بقوة على حمايتها وإعطائها الضوء الأخضر في حق الدفاع عن نفسها بحسب قولهم.
على الصعيد ذاته، انتقدت وسائل إعلام جزائرية خطوة اللاعب بشدة وسط إجماع على رفضها بشكل قاطع والتراجع عنها فوراً مطالبين عراش أن يُحكم ضميره وألا يكتب على نفسه أنه بات أول لاعب جزائري يحترف في الدوري الإسرائيلي.
وكان الفرنسي ناصر مناسل ذو الأصول الجزائرية قريباً من الانضمام إلى نادي ماكابي الإسرائيلي في عام 2007 لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة قبل توقيع العقد رسمياً بسبب الضغوط الهائلة التي تعرض لها وأجبرته على التخلي تماماً عن فكرة الانضمام الى أحد الأندية الإسرائيلية.
وقارنت وسائل الإعلام في الجزائر بين موقف عراش وما قام به مواطنه رفيق حليش مدافع أكاديميكا كويمبرا البرتغالي الذي رفض السفر في نهاية العام الفارط مع فريقه إلى إسرائيل لمواجهة هابوئيل تل أبيب ضمن مسابقة الدوري الأوروبي quot;يوروبا ليغquot; متعللاً بإصابته، الأمر الذي أغاض الإسرائيليين مطالبين ناديه البرتغالي بتوقيع عقوبة قاسية نظير تهربه من اللعب في تل أبيب.
ويعتبر نادي القادسية الكويتي المحطة الأخيرة للجزائري عراش قبل فسخ عقده والاستغناء عنه رسمياً بسبب المردود الفني الضعيف حيث لم يتمكن من ترك بصمة واضحة خلال الفترة التي قضاها داخل النادي الكويتي.
ودافع عراش عن ألوان quot;الخُضرquot; أحد ألقاب المنتخب الجزائري مع quot;محاربي الصحراءquot; خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 2004 و2008 كما خاض تجارب احترافية عديدة في الدوري الفرنسي quot;ليغ 1quot; كان أبرزها مرسيليا وستراسبورع وتولوز.