تعد مدينة غزة من المدن الساحلية التي تقع على شاطئ البحر المتوسط، ونظراً للعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الغزي، فإن فرصة الفتيات قليلة في ممارسة هواية السباحة. ومع تطور الحياة بدأت الفتيات الغزيات يتجهن لممارسة بعض الهوايات التي كانت غائبة عن المجتمع منذ سنوات طويلة .


في مسبح لا يتجاوز طوله 17مترا وعرضه 9 أمتار، تمارس بعض الفتيات هواية السباحة والتي اعتبرت لوقت طويل جداً عادات غريبة عن الشارع الغزي الذي يرى فيها الفلسطينيون خروجًا عن المألوف.

فهل تعد رياضة السباحة في غزة لدى الفتيات هروبًا من الواقع الأليم أم ممارسة اعتيادية للهواية؟

ممارسة هواية..

الفتاة مها مرتجى 27عاماً تعتبر أن رياضة السباحة في غزة لا تأخذ منحى الشهرة والعالمية كما باقي البلدان،بل تفتقر في كثير من الأحيان إلى المدربين المحترفين وأحيانا كلام الناس وعادات المجتمع التي تصطدم بها الفتيات في غزة .

وتضيفquot;بدأتُ بممارسة رياضة السباحة منذ طفولتي، بحيث كان والداي يشجعانني على الاحتراف. ساعدني وجودي في مصر على ذلك الأمرquot;.

وتتابعquot;منذ دخلت إلى أرض غزة، كنت أحلم أن أرى مجتمعاً يقدَّر الهوايات، ولاسيما أن هذه الرياضة حثنا على تعلمها ديننا الحنيف حينما ورد عن رسول البشرية محمدquot;علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيلquot;

وعن سؤال مراسلة إيلاف لها عن هوايتها، تقول أمارس رياضة السباحة كهواية وإن كان الوضع المؤلم الذي تحياه غزة هو سبب آخر في ممارستي لهذه الرياضة الشيقة التي تضيف لي الكثير من الاستفادة .

المسابح المائية في غزة تفتقر بشكل عام إلى التجهيز المتكامل الذي يساعد اللاعب الرياضي على ممارسة الهواية، لكن الإمكانيات المتاحة أمامنا نستغلها.

أمارس رياضة السباحة والمنافسات القصيرة أي السباحة داخل المسابح الخاصة، ومسبح نماء هو المسبح الوحيد الذي يستضيف الفتيات ويخصص وقت لهن للاستمتاع وكذلك ممارسة الهواية فيه.

وتختم حديثهاquot;أتمنى أن نرتقي برياضة السباحة المائية وأن تصبح هنالك بطولات عالمية مختصة بالفتيات نمثل خلالها فلسطين، بالإضافة إلى طموحاتنا بإنشاء مسابح مختصة بالفتيات والسماح للفتيات بممارسة الهواية في البحر المتوسط.

quot;لجأت إلى السباحة لأهرب من الواقعquot;

الفتاةquot;سمية ياغيquot;22عاماً تقول إنها تمارس رياضة السباحة لأن الوقت الفارغ يكاد يقتلها بشكل كبير، اختارت هواية كانت تحبها في الصغر وكانت تمارسها على شاطئ البحر مع إخوتها، والداي ساعداني بشكل كبير، لكن يؤلمني جدا واقع الرياضة في غزة فنحن لا نكاد نرى أي رياضة حقيقة تمارس على أرض الواقع باستثناء بعض البطولات التي لا تشمل الفتيات باعتبار الأمر يتجاوز حدود المجتمع وعاداته وتقاليده.

وتتابعquot;ما زلت أتساءل دائماً عن أسباب غياب عنصر الفتيات في غزة من واقع الرياضة وعن الاستثناءات التي تخضع لها الفتيات في مجتمعنا.

الفراغ،والوقت الضائع، بالإضافة إلى المشاكل هي من جعلتني أهرب من عالم منزلي الخاص وهمومه إلى رياضة السباحة التي تعيد لي انضباطي بعد العصبية.

أتمنى أن تتاح للفتيات الفرص العالمية لتدخل التحديات والبطولات المختلفة، فالأمر سيظل مقتصراً على الرجال طالما أن نظرة المجتمع لم تتغير بعد.

وتختم حديثها متسائلة عن الدور الأكاديمي والمجتمعي للاتحادات السباحة في غزة.

quot;الأستاذ رفيق مرادquot;أحد أعضاء اتحاد السباحة في غزة يجيب لمراسلة إيلاف عن سبب غياب عنصر الفتيات في التمثيلات العربية والأجنبية في مختلف البطولات.

يعتبر أن الأمر يفتقر إلى وجود فتيات مدربات بطريقة تؤهلهن لخوض المسابقات العالمية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عادات وتقاليد المجتمع تعيق الفتيات من المشاركة في المسابقات المحلية .

ويضيفquot;وجود مسبح واحد وهو نماء الذي يتيح للفتيات ممارسة هواية السباحة في غزة ليس كافياً،بالإضافة إلى نقص في الكوادر الفنية المتخصصة خاصة المدربات،مشيراً إلى أن عدد المدربات اللواتي يمارسن مهنة التدريب اثنتان فقط .

وهنّ بحاجة إلى تطوير في أدائهن والحصول على دورات متقدمة ومتابعة آخر تطورات السباحة.

وعن سؤال مراسلة إيلاف لأنواع السباحة التي تمارسها الفتيات دون سن 14عاماً هي في الغالب السباحة الحرة.

ويشير إلى أن المسبح في الوقت المختص بالفتيات لا يدخله الرجال، ويكون الوقت مخصصا للفتيات بمختلف أعمارهن بوجود مدربة واحدة، معتبراً أن الفتيات يتوجهن إلى المسبح كممارسة للهواية فقط وليس للمنافسات أو التدرب على السباحة.

ويختم حديثهquot;نتمنى أن ترتقي وتتطور رياضة السباحة لتصل إلى مصافي الدول العربية والأجنبية وهذا لا يتحقق إلا عبر خطة شاملة لتطوير المسابح وتجهيزها وتأهيل الكوادر المختصة في رياضة السباحة.

المدربة quot;أم رياض البرشquot;الوحيدة تقريباً على مستوى غزة تقوم بتدريب وتعليم الفتيات رياضة السباحة تتحدث لإيلاف عن صعوبات رياضة السباحة في غزة.

تعد السباحة إحدى الرياضات المهمة جداً ويجب أن تتعلمها الفتيات في كل مراحل حياتهن والتي حث عليها الرسول محمد عليه السلام .

وتضيف quot;الفتيات في غزة يأتين إلى مسبح نماء وهو الوحيد الذي يتيح للفتيات ممارسة الهواية.

وتقسم الفتيات إلى فتيات يهربن من الواقع الأليم في بيوتهن ويهربن من مشاكلهن للممارسة رياضة السباحة وهن الفئة الأكبر،وأخريات يحضرن لحبهن لهذه الرياضة لكن لا يجدن من يعلمهنّ بشكل مختص أنواع الرياضات .

عن تجربتي الخاصة في هذا المجالquot;أقول إن غزة تفتقر إلى كل مقومات النجاح في جعل الفتيات الغزيات يمثلن بلدهن في المسابقات العالمية،فلا وجود لأي مختصين من النساء ولا تسمح العادات والتقاليد للرجال بتدريب الفتيات الأمر الذي يقف حائلاً دائماً أمام من يعشقن هذه الرياضة .

وتشكو رياضتنا كما باقي الرياضات من المهتمين،فالحصار والعادات والتقاليد حالت دائما دون النهوض بالسباحة على المستوى العربي والعالمي .

كل ما أعلمه للفتيات هو فقط التدرب على عدم الغرق وكيفية السباحة في بركة لا تتجاوز عمقها 3 امتار بينما لا تمارس الفتيات البالغات أي نوع من رياضة السباحة على شاطئ البحر.

أتمنى أن ترتقي رياضة السباحة،وأن يفتح المجال أمام الفتيات،وأن تتحول الرياضة لدى الفتيات من هروب من الواقع الأليم إلى ممارسة الهواية .

وبين الهروب من الواقع الأليم وممارسة الهواية يبقى السؤال قائماً إلى متى ستبقى العادات عائقا لممارسة الفتيات مختلف أنواع الرياضة في غزة.