سجلت الكرة الجزائرية في عام 2015 حصيلة متواضعة مقارنة بتلك التي سجلتها في عام 2014 بعدما تراجعت نتائج المنتخب الأول وممثليها في المسابقات القارية خلال العام.

وبعد الحصاد الإيجابي الذي حققته في 2014 على أكثر من مستوى تطلع الجمهور الرياضي الجزائري إلى تحقيق ما هو أفضل بل أنه كان يترقب سيطرة للمنتخبات والأندية الجزائرية على الكرة الافريقية غير أن الحصاد لم يرتقِ لتلك التطلعات بعدما فشلت الكرة الجزائرية في التتويج بأي لقب قاري.
&
الخضر يعودون إلى الأولمبياد بعد طول غياب
&
أهم انجاز حققته الكرة الجزائرية في عام 2015 كان بفضل المنتخب الأولمبي الذي نجح في إعادتها إلى أجواء الألعاب الأولمبية حيث نجح منتخب دون 23 عاماً في&التأهل إلى اولمبياد 2016 التي ستقام الصيف المقبل بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بعد غياب عن الأولمبياد دام لـ36 سنة ، إذ أن اخر مشاركة للمنتخب الجزائري في الأولمبياد تعود لدورة موسكو عام 1980، ورغم تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات إلا أن المنتخب الأولمبي فشل.
&
وجاء تأهل الاولمبي الجزائري إلى دورة 2016 بعدما بلغ الدور النهائي في بطولة امم افريقيا ما دون 23 عاماً المؤهلة للاولمبياد والتي اقيمت بالسنغال ، ورغم أن فرص الخضر لم تكن كبيرة قبل انطلاق البطولة خاصة بعد إجراء عملية القرعة التي وضعت المحاربين في مواجهة مباشرة مع منتخبات لها باع على مستوى الاولمبي خاصة نيجيريا ومالي وبدرجة أقل مصر، إلا أن الخضر تمكنوا من بلوغ المربع الذهبي بعد تعادلهم مع مصر ونيجيريا وفوزهم على مالي قبل أن يصل إلى النهائي عقب تجاوزه جنوب افريقيا ليكتفِ بمركز الوصافة اثر خسارته النهائي امام النسور الخضر بهدفين لهدف.
&
ومما زاد من أهمية الإنجاز الذي حققه المنتخب الأولمبي، أنه تحقق بفضل لاعبين محليين مغمورين يلعبون في أندية الدوري الجزائري على غرار دراوي وفرحاتي ، وتحت قيادة المدرب السويسري المغمور هو الآخر شورمان.
&
وفاق سطيف سوبر افريقيا
&
ونجح وفاق سطيف بطل أبطال افريقيا في إثراء سجله وسجل الكرة الجزائرية في عام 2015 بعد تتويجه بلقب السوبر الافريقي بتغلبه على الأهلي المصري بطل كأس الاتحاد الافريقي بركلات الترجيح بعدما انتهت المواجهة بينهما بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، وهو أول لقب للنسر الأسود في السوبر الافريقي بعدما سبق له ان نال السوبر الافروآسيوي عام 1988 على حساب السد القطري.
&
الاتحاد يكتفي بوصافة أبطال افريقيا
&
كما شهد عام 2015 حضوراً قوياً ومميزاً للكرة الجزائرية في المسابقتين القاريتين بعدما شاركت بخمسة أندية مستفيدة من تتويج وفاق سطيف بلقب دوري أبطال أفريقيا، وإلى جانب البطل شارك في نفس المسابقة اتحاد الجزائر ومولودية العلمة ، كما شارك في كأس الكنفدرالية كل من مولودية الجزائر وأولمبيك الشلف.
&
وسجل ممثلا الجزائر في كأس الكاف نتائج ضعيفة ، ليخرجا مبكرا من البطولة ، حيث ودع المولودية الاجواء الافريقية من دورها الأول عقب اقصائه امام النجم الساحلي التونسي الذي نال اللقب لاحقاً، بينما ودعها الشلف من الدور الثاني بعدما أقصي من النادي الافريقي التونسي.
&
وعلى عكس كأس الكاف فإن ممثلي الجزائر في دوري الأبطال حققوا نتائج باهرة وتأهلوا جماعياً لدوري المجموعات، ومن غرائب الصدف أن عملية القرعة وضعتهم في مجموعة واحدة بجانب المريخ السوداني.
&
كما سجل اتحاد الجزائر العلامة شبه الكاملة في دوري المجموعات وأنهى السباق في الصدارة متبوعاً بالمريخ بينما خرج حامل اللقب وفاق سطيف ومولودية العلمة من المنافسة.
&
هذا وواجه الاتحاد في الدور قبل النهائي الهلال السوداني ونجح في التأهل بعدما تعادل معه في الخرطوم وفاز عليه في الجزائر لينجح الاتحاد بقيادة المدرب ميلود حمدي في بلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال افريقيا للمرة الأولى في تاريخه ، ليواجه منافساً من العيار الثقيل هو تي بي مازيمبي الكونغولي الذي كسب الرهان بعدما تغلب على ممثل الجزائر ذهاباً بهدفين لهدف، وإياباً بثنائية نظيفة، بينما اكتفى الاتحاد بالوصافة رغم قدرته على كسب اللقب والحفاظ على التاج الذي ناله الوفاق قبل عام.
&
الخضر ينجح في المونديال ويفشل في الكان
&
عاش عشاق الخضر سيناريو مشابهاً لما عاشوه عام 1984 في ساحل العاج ، وذلك بعدما تألق المنتخب الجزائري في نهائيات مونديال 1982 بإسبانيا وفاز على العملاق منتخب ألمانيا الغربية ، ليتوقع له الجميع ان يهيمن ويحقق تتويجه الأول بلقب الكان التي جرت وقائعها بعد عامين في ساحل العاج غير ان زملاء لخضر بلومي خرجوا من الدور الثاني .
&
وتكرر السيناريو هذا العام لسفيان فيغولي وزملاءه ، فبعد تألقهم في مونديال البرازيل 2014 وتأهلهم التاريخي للدور الثاني للمرة الأولى وتربعهم على ترتيب "الفيفا"&عربياُ وافريقياُ سجلوا حصيلة متواضعة جداً في نهائيات كأس امم افريقيا التي اقيمت في غينيا الاستوائية &مطلع عام 2015 رغم انهم شاركوا فيها بصفتهم المرشح الأقوى للظفر بتاجها وإثراء سجل الجزائر بلقب ثانٍ للكان غير ان الرياح الافريقية هبت بما لا تشتهيه سفن الخضر، ليكتفِ أشبال المدرب الفرنسي &كريستيان غوركوف بالتأهل للدور الثاني الذي خسروه من منتخب ساحل العاج بثلاثة أهداف مقابل هدف، وهي الهزيمة التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان اللاعب الجزائري يحتاج لتحد عالمي حتى يخرج كل ما في جعبته من مهارات ويقدم مردودا طيباً.
&
وفي تصفيات كان 2017 حقق الخضر نتائج جيدة وأصبحوا على بعد خطوة واحدة من بلوغ النهائيات التي ستقام في الغابون ، كما نجحوا في بلوغ الدور قبل الاخير من اقصائيات مونديال روسيا 2018 بعد تجاوزهم عقبة تنزانيا التي تعادلوا معها في دار السلام بثنائية لكل منتخب واكتسحوها في البليدة بسباعية نظيفة.
&
بلايلي يُعيد المنشطات إلى الواجهة
&
وإذا كان عام 2014 قد طغت عليه قضية مقتل اللاعب الكاميروني في ملعب تيزي أوزو بعد تعرضه لضربة بحجر، فإن العام 2015 سيبقى راسخا في اذهان عشاق المستديرة الجزائرية بقضية اللاعب يوسف بلايلي الذي صنع أفراح فريقه اتحاد العاصمة وانقذه من الهبوط ثم قاده لبلوغ المربع الذهبي لدوري أبطال افريقيا قبل ان يتعرض للإيقاف والاقصاء من قبل الاتحادين الجزائري والافريقي لكرة القدم لثمان سنوات بعد ثبوت تناوله مواد منشطة محظورة تم اكتشافها خلال الاختبار الذي اجرى على عينات بوله في المباراة الافريقية ضد مولودية العلمة وفي مباراة مولودية قسنطينة ، حيث اعترف بتناوله لتلك المواد ليتم إقصائه عن ممارسة كرة القدم لمدة عامين لتتحول بذلك قصة بلايلي الجميلة إلى تراجيديا له وللكرة الجزائرية التي راهنت كثيراً على مهاراته وقدراته التقنية العالية التي برهن عليها في مولودية وهران ثم في الترجي التونسي وأخيراً في إتحاد الجزائر، لتنتهِ هكذا مغامرة نجم سطع بسرعة وأفل مبكرا.
&
كما اعادت قضية بلايلي موضوع مكافحة &تعاطي المنشطات عند اللاعبين في الجزائر إلى الواجهة خاصة بعدما أكدت قضية بلايلي أن اللاعبين في بعض الاحيان هم ضحايا جهلهم بتركيبة الأدوية وإهمال الاطقم الطبية للأندية.&
&
ودفعت واقعة بلايلي بالاتحاد الجزائري الى تكثيف مساعيه لمكافحة الظاهرة من خلال القيام بزيارات مفاجئة للاعبين حتى خلال الحصص التدريبية وهي التدابير التي أدت إلى إيقاف لاعبين اخرين حتى من الدرجات الثانية والثالثة ، كما ساهمت بالوقوف على الواقع الحقيقي لهذه الآفة الخطيرة.
&
سطيف وبجاية يتقاسمان الدوري والكأس
&
على الصعيد المحلي نجح وفاق سطيف في تعويض خيبته القارية بإحراز لقب الدوري المحلي الثالث له في زمن الاحتراف بعد عامي 2012 و2013 بالرغم من هجرة عدد من ألمع لاعبيه مستفيدا بشكل واضح من تراجع نتائج المنافسين الذين عبدوا له الطريق لإستعادة عرش الكرة الجزائرية على حساب حامل اللقب اتحاد الجزائر.
&
وبدوره تمكن مولودية بجاية الصاعد حديثاً من إحراز لقب كأس الجزائر بعد تفوقه في المباراة النهائية على أمل الأربعاء بهدف وحيد ليتأهل للمشاركة في كأس الكنفدرالية في العام 2016 للمرة الأولى في تاريخه.
&
وأحرز وليد درارحة مع مولودية العلمة لقب أفضل هداف للدوري بعد تسجيله 16 هدفاً بفارق شاسع عن افضل هداف في تاريخ الدوري الجزائري المسجل باسم ناصر&بويش الذي سجل في الموسم 1985-1986 مع شبيبة القبائل 36 هدفاً.