&يخوض الغريمين برشلونة و ريال مدريد الإسبانيان كل موسم منافسة شديدة داخل الملاعب المحلية و القارية من أجل كسب ألقاب و بطولات ، منافسة تقودها أقدام اللاعبين و عقول المدربين ، وبعدما ينتهي الموسم ينطلق الصراع بين الناديين من الملاعب إلى أسواق انتقالات اللاعبين ، صراع تخوضه جيوب المسؤولين و الإداريين هدفه جلب أفضل النجوم لإثراء التعداد البشري لكل نادٍ .

ويعود الصراع التاريخي بين الريال و البارسا إلى الخمسينيات من القرن العشرين ، و يستمر لغاية اليوم حيث يتجدد مع حلول كل ميركاتو .&
&
ووفقا لتقارير إعلامية فأن صراعا مرتقبا ستشهده سوق الإنتقاالات بداية من الصيف المقبل &بين العملاقين للظفر بخدمات عدد من الأسماء اللامعة التي تسيل لعاب كل فريق على غرار الفرنسي بول بوغبا لاعب يوفتوس الإيطالي ، والألماني ماركو ريوس لاعب بروسيا دورتموند الألماني، و الإسباني كوكي لاعب اتلتيكو مدريد الإسباني و آخرون.
&
صحيفة " ماركا " المدريدية اعدت تقريراً مصوراً استعرضت فيه أهم الصفقات التي أشعلت صراعا بين البلوغرانا و الميرينغي ، انتهت بعضها بتفوق كتالوني و آلت أخرى إلى حسم مدريدي ، &و الحقيقة ان القيمة الفنية لهؤلاء اللاعبين هي التي فرضت على الناديين الدخول في حرب بينهما للظفر بهم.
&
الصفقة الأولى :
&
كانت من اجل المهاجم الأرجنتيني الراحل الفريدو دي ستيفانو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع للبارسا قبل أن يصبح لاعبا للريال. &
&
فقد حصلت إدارة برشلونة على موافقة نادي ريفر بلايت الأرجنتيني لانتقال دي ستيفانو إلى النيو كامب على اعتبار أن النادي الأرجنتيني كان يتمتع بملكية اللاعب و لكن بداية من عام 1955 ، بينما حصلت إدارة الريال على موافقة نادي لوس ميلوناريوس الكولومبي الذي كان يلعب له دي ستيفانو و يتمتع بملكيته لعقد اللاعب حتى عام 1955.&
&
و فوت البارسا على نفسه فرصة انتداب دي ستيفانو بعدما طلبت منه الإدارة الكولومبية مبلغ 27 ألف دولار ، إذ اعتبر مبلغاً مبالغ فيه - في ذلك الوقت - &و هو ما أجبر الكولومبيين للجوء إلى الإتحاد الدولي " الفيفا " بعدما علموا بتوقيع دي ستيفانو عقد مع الكتلان ، والذين بدورهم &حاولوا إبعاد دي ستيفانو عن مدريد من خلال إقحام يوفنتوس الإيطالي في الصفقة غير أن الطليان رفضوا الدخول فيها.
&
ولأن كل نادٍ قد حصل على موافقة لإنتداب الإيقونة الأرجنتينية &قضت " الفيفا " بأن يلعب دي ستيفانو موسمين لريال مدريد ، وبعدها موسمين لبرشلونة بين العامين 1953 و حتى عام &1957 .
&
و خلال المواسم الأربعة يبحث الناديان عن حل يرضيها لإنهاء مشكلة دي ستيفانو ، ليوافق الفريقان على هذا الحل المقترح من " الفيفا " ، غير أن عمومية البارسا و جمهوره رفضا الاتفاق ، مما أدى ذلك إلى استقالة رئيس النادي ، لتضطر الإدارة الكتالونية إلى التخلي عن ملكية دي ستيفانو لصالح الأبيض الملكي ليوقع نهائياً وبشكل رسمي لريال مدريد في عام 1953 و يحقق معه خمس بطولات في دوري أبطال أوروبا و ثمانية بطولات في الدوري الإسباني.&
&
هذا وارجعت إدارة برشلونة سبب تخليها عن دي ستيفانو إلى تعرضها لضغوطات سياسية من قبل حكومة فرانكو الموالية لريال مدريد.
&
الصفقة الثانية :
&
دارت حول الأسطورة الهولندي الجناح الطائر يوهان كرويف نجم آياكس امستردام الهولندي، حيث حاول كل نادٍ ضمه إلى صفوفه قبل أن يوقع كرويف لبرشلونة صيف عام 1973 &بعدما عرض عليه النادي الكتالوني &راتباً سنوياً مغرياً لكن ذلك لم يكن الدافع الحقيقي الذي جعل كرويف يفضل برشلونة على ريال مدريد ، بل ان السبب الحقيقي أرجعه كرويف نفسه في إحدى تصريحاته إلى كون ريال مدريد يدعمه الديكتاتور الجنرال فرانكو الذي اطاح بالملكية قبل أن يضطر إلى إعادتها إلى الملك خوان كارلوس في منتصف السبعينات.&
&
هذا وتألق كرويف في النيو كامب و قاد برشلونة للتربع على عرش الليغا موسمين متتاليين .
&
الصفقة الثالثة :
&
في صيف عام 1997 اشتد التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة من اجل متوسط الميدان الدولي الفرنسي كريستيان كاريمبو لاعب سامبدوريا الإيطالي ، و بسبب المشاكل التي كانت بينه و بين مسؤولي النادي الإيطالي قررت إدارة النادي بيعه خلال الميركاتو الشتوي .
&
و فضلت إدارة سامبدوريا الذي كان يدربه الأرجنتيني سيزار مينوتي – المدرب السابق لبرشلونة - &بيعه على نادي برشلونة بـ &12 مليون يورو دون موافقة كارومبو الذي رفض الانتقال إلى النيو كامب و فضل مواجهة مسؤوليه الطليان لغاية شهر ديمسبر من عام 1997 ، حيث توصل الطرفان لإتفاق يقضي بانتقال كارومبو إلى ريال مدريد لقاء ثلاثة ملايين يورو ، ليقوده في أول موسم إلى إحراز دوري أبطال أوروبا .
&
الصفقة الرابعة :
&
و شهد صيف عام 2003 إرتفاع درجة الحرارة في علاقة الغريمين بسبب رغبة كل منهما في انتداب النجمين الإنكليزي دايفيد بيكهام من مانشستر يونايتد الإنكليزي و البرازيلي رونالدينيو من باريس سان جيرمان الفرنسي ، قبل ان يتجه النجم الإنكليزي إلى قلعة " السانتياغو بيرنابيو " &و يختار البرازيلي الاقامة في قلعة " النيو كامب ".
&
و جاء نجاح برشلونة في خطف رونالدينيو بفضل العرض المالي المغري الذي قدمه للفرنسيين الرئيس الجديد للبارسا خوان لابورتا حيث بلغت قيمة الصفقة 27 مليون يورو ، كما بأن رونالدينيو تأثر في اختياره بالعلاقة الجيدة التي كانت تربطه بمسؤولي البارسا و خاصة ساندرو روسيل عضو مجلس الإدارة الذي أصبح لاحقاً رئيس النادي في عام 2009.
&
و بفضل تألق رونالدينهو استعاد البارسا توهجه فإحرز لقب الليغا و دوري أبطال أوروبا .
&
و بالمقابل نجح ريال مدريد في التعاقد مع بيكهام بعدما قدم لليونايتد عرضا بلغ 35 مليون يورو ، حيث لم يكن سهلاً على البارسا إنفاق هذا المبلغ بعدما ركز جهوده المالية على رونالدينيو ، كما انه كان صعباً على الشياطين الحمر تسريح بيكهام لبرشلونة الذي خطف منهم البرازيلي رونالدينيو على اعتبار ان النجم البرازيلي كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال للإقامة في " الاولترافورد ".
&
الصفقة الخامسة :
&
وتجدد الصراع بين قطبا الكرة الإسبانية في عام 2013 من أجل النجم البرازيلي الصاعد و المتألق نيمار دا سيلفا لاعب سانتوس ، حيث حاول كل فريق خطفه ، غير أن إدارة برشلونة بقيادة الرئيس ساندرو روسيل نجحت في التعاقد معه صيف 2013 في صفقة اثارت جدلاً واسعاً و تسببت في الإطاحة برئيس البارسا روسيل من منصبه مطلع عام 2014 ، و قد تطيح بخليفته جوسيب بارتوميو بعدما اقدمت إدارة البارسا على عدم كشف كل المعطيات المالية للصفقة التي تجاوزت قيمتها الإجمالية حاجز الـ 100 مليون يورو ، بعدما اختار روسيل عدم الإفصاح سوى عن نصفها .&
&
و جاء تفوق البارسا على الريال بسبب رغبة نيمار في اللعب لبرشلونة ، حيث اضطر مسؤولي سانتوس إلى الرضوخ لرغبته من جهة ، ورفع برشلونة لعرضه المالي المقدم للبرازيليين من جهة آخرى &، وذلك لإرضاء كافة الاطراف المعنية بالصفقة من والد اللاعب إلى أصدقائه مروراً بالشركات التي ترعاه .
&
الصفقة السادسة :
&
و في الميركاتو الصيفي المنصرم تنافس الغريمان بقوة لضم المايسترو الألماني توني كروس لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الألماني ، و رغم ان نجم المانشافت كان قريباً من برشلونة في ظل تواجد بيب غوارديولا على رأس الجهاز الفني للعملاق البافاري ، إلا ان تباطئ إدارة بارتوميو و تسرعها في التعاقد مع الكرواتي إيفان راكيتيتش من اشبيلية جعلها تخسر صفقة الألماني الذي انتقل لصالح غريمه ريال مدريد ، خاصة ان العرض المالي المدريدي أدر على خزينة البايرن 25 مليون يورو ، و استغل مسؤولي الميرينغي المونديال ليشاهدوا القدرات الفنية و البندية الحقيقة لكروس التي جعلت البايرن يتحسر على التفريط به ، و جعلت البارسا يعض أصابع الندم على عدم التعاقد معه قبل إنطلاقة المونديال.
&
الصفقة السابعة :
&
وهي آخر حلقات الصراع بين الغريمين التي كان بطلها اليافع النرويجي مارتن اوديغارد الذي نجح ريال مدريد في خطفه بعدما كان قريباً من برشلونة.
&
وجاء نجاح الريال في ضم اللاعب &بعدما وظف كل إمكانياته لإقناع اللاعب و والده للتوقيع للفريق ، بعدما استقبله نجم الريال السابق زين الدين زيدان و الرئيس فلورونتينو بيريز .
&
كما أن إقامة اللاعب في مدريد لعدة أيام جعلته يقتنع و يوقع مع الفريق في الميركاتو الشتوي المنصرم رغم المحاولات الكتالونية لإبعاده عن مدريد ما دام انه يستحيل على برشلونة التعاقد معه بسبب العقوبة المسلطة عليه من قبل الإتحاد الدولي " الفيفا " ومنعه من التعاقدات حتى عام 2016.