أعلنت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) الثلاثاء في لوزان انها خفضت عقوبة الايقاف المفروضة على لاعبة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا من عامين الى 15 شهرا.

واعربت شارابوفا عن سعادتها الكبيرة بقرار المحكمة قائلة في صفحتها على موقع فيسبوك بانه "احد اسعد الايام في حياتي لاني علمت باني ساعود الى ملاعب كرة المضرب في نيسان/ابريل".

وتابعت شارابوفا (29 عاما) التي اوقفت في 8 حزيران/يونيو من قبل الاتحاد الدولي للعبة لمدة عامين بسبب الاستمرار في تناول عقار الملدونيوم بعد وضعه مطلع العام الحالي على لائحة المواد المحظورة: "انتقلت من اصعب ايام حياتي منذ ان علمت بشأن ايقافي خلال اذار/مارس الماضي وصولا الى الان حيث اعيش احد اسعد الايام في حياتي".

وكان الحكم منتظرا في 18 تموز/يوليو لكن "كاس" اجلت قرارها لاول مرة الى 19 ايلول/سبتمبر من اجل اتاحة الوقت امام الاطراف المعنية "لتقديم العناصر التي تجيب على مختلف الاسئلة".

ولم تتمكن شارابوفا الفائزة بفضية اولمبياد لندن 2012، المشاركة في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في آب/اغسطس بسبب الايقاف.

- "امل ان يكون الاتحاد قد تعلم الدرس" -

وقد تحدثت النجمة الروسية عن الفترة التي عاشتها منذ ايقافها، قائلة: "شعرت ومن عدة نواحي بان شيئا احبه سلب مني ومن الجيد الشعور باني استعدته. كرة المضرب شغفي واشتقت اليها. انا اعد الايام التي تفصلني عن العودة".

واكدت شارابوفا: "لقد تعلمت الدرس مما حصل واتمنى ان يكون الاتحاد الدولي لكرة المضرب تعلم منه ايضا"، متطرقة الى الخلاصة التي توصلت اليها محكمة التحكيم الرياضي الثلاثاء، قائلة: "توصلت محكمة التحكيم الى خلاصة: +قررت اللجنة انها لا توافق على العديد من الخلاصات التي توصل اليها (الاتحاد الدولي لكرة المضرب+".

وواصلت شارابوفا انتقادها للاتحاد الدولي لكرة المضرب: "لقد تحملت منذ البداية مسؤولية عدم معرفتي ان العقار الذي اتناوله منذ 10 اعوام لم يعد مسموحا. لكني علمت ايضا كيف ان الاتحادات الاخرى افضل بكثير (من اتحاد كرة المضرب) لانها تعلم رياضييها بتغيير القوانين، خصوصا في اوروبا الشرقية حيث يتناول الملايين الملدرونايت".

وكانت شارابوفا اعلنت بنفسها ان نتيجة الفحص الذي خضعت له في 7 آذار/مارس في لوس انجليس كانت ايجابية، واعترفت في الوقت ذاته بانها استمرت في تناول الملدونيوم في 2016، نافية علمها بانه موضوع على لائحة المواد المحظورة.

واملت شارابوفا بان "يدرس اتحاد اللعبة والسلطات الاخرى المعنية بمكافحة المنشطات في كرة المضرب ما قامت به الاتحادات الاخرى لكي لا يتعرض اي لاعب كرة مضرب اخر لما عشته شخصيا".

وتوجهت الحسناء الروسية الى مشجعيها قائلة: "الى جميع المشجعين، انا اشكركم جدا لانكم عشتم وتنفستم معي الكثير من الامور الصعبة. خلال هذه الفترة، تعلمت المعنى الحقيقي للمشحع وانا محظوظة جدا لاني حظيت بمساندتكم".

وختمت: "انا عائدة قريبا. اتطلع بفارغ الصبر لذلك".

- موراي ينتقد وادا -

ويبدو ان نجم كرة المضرب البريطاني اندي موراي يقف في صف زميلته شارابوفا، وانتقد اليوم من الصين الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) التي "ارتكبت اخطاء" في موضوع ايقاف بعض الرياضيين لاستخدامهم عقار الملدونيوم الذي وضع على لائحة المواد المحظورة مطلع 2016.

وقال في هذا الصدد "انه وضع صعب لانني اعتقد بان وادا ارتكبت اخطاء واضحة بخصوص مادة الملدونيوم. العديد من الرياضيين اقلعوا عنه لكنهم لا يعرفون كم تدوم آثاره في الجسم".

واقرت الوكالة العالمية نفسها في نيسان/ابريل انه من الصعب معرفة مدة بقاء آثار الملدونيوم في الجسم، وهذه المنطقة الرمادية ادت الى ايقاف العديد من الرياضيين المشهورين في بعض الالعاب، وطالبتهم بعد استبعادهم باثبات عدم استخدامهم الملدونيوم في 2016.

ودخل مصنع عقار الملدونيوم على الخط واكد انه امن، مشككا بصحة قرار السلطات المختصة بوضعه على لائحة المواد المحظورة.

وقال ايفارس كالفينز (68 عاما)، من المعهد اللاتفي للتركيب العضوي، لوكالة فرانس برس ان العقار المعروف ايضا بـ"ميلدرونايت" هو "اكثر ادوية القلب والاوعية الدموية سلامة في العالم".

والعقار المصنع في لاتفيا، يعود تاريخه الى حقبة الاتحاد السوفياتي حيث صنع منذ السبعينات وكان يستخدم لعلاج نقص الاوكسجين ونقص تدفق الدم الى بعض اجزاء الجسم.

ان الزيادة التي يولدها لجهة تدفق الدم يمكن ان تحسن القدرة على التحمل والتعافي.

وقال كالفينز لفرانس برس: "لا يوجد هناك اي دليل على ان ميلدرونايت يتوافق مع الشروط الثلاثة المطلوبة لكي يوضع اي عقار على قائمة المواد المحظورة..."، مضيفا: لم يثبت احد انه (عقار) محسن او معزز للاداء. الدليل الوحيد هو دليل قولي (غير مادي وغير ملموس). اذا ارادوا القول بانه (عقار) معزز للاداء فيجب وجود دليل سريري - لكنه غير موجود".

والملفت ان مبيعات هذا العقار تجاوزت الضعف منذ ان كشفت شارابوفا عن تناوله دون ان تعرف بانه موضوع على لائحة المواد المحظورة، علما بانه موجود في اوروبا الشرقية فقط ولا يمكن الحصول عليها في دول اوروبا الغربية.

وتحدث كالفينز عن امكانية استخدام حجة حظر هذا العقار من اجل ايقاف الرياضيين الروس وحرمانهم من المشاركة في العاب ريو 2016 التي غاب عنها الكثير من رياضيي روسيا خصوصا في العاب القوى التي وجهت لها الضربة الاقسى على الاطلاق، وذلك على خلفية التنشط المنظم التي ترعاه الدولة بحسب ما كشفت تحقيق "وادا" ومحققها الكندي ريتشارد ماكلارين.

وكشف كالفينز ان الصين تصنع حاليا هذا العقار.

واعلنت "وادا" في 11 اذار/مارس الماضي ان الفحوصات كشفت عن 99 حالة متعلقة بميلدونيوم منذ الاول من كانون الثاني/يناير وحتى موعد الاعلان في الربيع الماضي.