انضمت أندية بريطانية جديدة إلى سلسلة الأندية التي تطالها فضيحة الاعتداءات الجنسية على اللاعبين الناشئين، في ما يمكن أن يكون فضيحة شبه عامة في بريطانيا. وقد فتح إتحاد الكرة الإنكليزي تحقيقًا مستقلًا في القضية.


طالت فضيحة الاعتداءات الجنسية في لعبة كرة القدم أندية جديدة، فيما توقع مراقبون أن يُرفع الغطاء عن مثل هذه الاعتداءات في لعبات أخرى.

وقال غوردن تايلور، رئيس جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين، إن ناديي ليدز يونايتد وبلاكبول هما احدث ناديين كرويين تشملهما الاتهامات بوقوع اعتداءات جنسية على صبيان في فرق الناشئين. واكد أن عددًا من اللاعبين السابقين اعترفوا بأن مدربين اعتدوا عليهم في هذين الناديين إلى جانب اندية كرو الكساندرا ومانشتير ستي وستوك ونيوكاسل. اضاف: "اكثر من 20 لاعبًا تقدموا للكشف عما تعرضوا اليه وانا أتوقع المزيد". 

ولاحظ تايلور أن هذه الحوادث لا يمكن أن تقتصر على أندية كروية في شمال غرب انكلترا وشمالها الشرقي، "ويجب أن ننتبه إلى أن هذا ربما يكون في عموم البلاد كما في مهن أخرى يتدرب فيها يافعون، في الكنيسة وفي المدارس مثلًا". 

تحقيق مستقل

قرر اتحاد الكرة الانكليزي فتح تحقيق مستقل في الفضيحة المتصاعدة متعهدًا بأن يكشف كيف استطاعت شبكة من المنحرفين أن تخترق اللعبة وتتربص باللاعبين الناشئين. وكلف الاتحاد شخصية قانونية مستقلة للإشراف على مراجعة داخلية بعد أن تقدم لاعبون سابقون للكشف أن مدربين اعتدوا جنسيًا عليهم. 

وذكرت صحيفة غارديان أن هناك كثيرين آخرين من فرق للناشئين اتخذوا الخطوة نفسها، وأن اتحاد الكرة اعترف بأن تحقيقه الأولي يمكن أن يقود إلى تحقيق شامل في لعبة كرة القدم بأكملها. وتهدف المراجعة الداخلية إلى تحديد حجم ما كان معروفًا عن نشاطات المدرب باري بينيل، المنحرف المدان الذي وجهت اليه أغلبية الاتهامات، وكيف استطاع أن يستمر في ارتكاب اعتداءاته بمنأى من العقاب.

وقرر اللاعبان السابقان آندي وودوارد وستيف والترز الكشف عن هويتهما وابلاغ صحيفة غارديان بان بينيل اعتدى عليهما جنسيًا حين كان بينيل مدرب فريق الناشئين في نادي كرو الكساندرا. 
وصدرت على بينيل (62 عامًا) ثلاثة احكام بالسجن مدتها 15 سنة بعد ادانته بارتكاب اعتداءات جنسية في نادي كرو الكساندرا وفرق كروية مختلفة، لكن هناك مخاوف من تواطئه مع منحرفين آخرين. 

كآبة وانتحار

تلقى الخط الساخن الذي فُتح بتعاون اتحاد الكرة الانكليزي مع الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال، لتشجيع الضحايا على التقدم والكلام، أكثر من 100 اتصال حتى الآن. 

وأشار رئيس جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين إلى أن بعض القضايا التي تعاطت معها الجمعية لمساعدة لاعبين يعانون مشكلات في الصحة العقلية، ربما كانت لها علاقة بجرائم بينيل وغيره من المنحرفين في اللعبة. وقال تايلور إن الجمعية واجهت حالات كآبة وحالات انتحار بين اعضائها من اللاعبين المحترفين لعل اسباب بعضها ما كُشف عنه حتى الآن من اعتداءات جنسية في اللعبة، معربًا عن مخاوف مماثلة لدى كثير من اللاعبين الذين كشفوا ما تعرضوا له. وقال اتحاد الكرة إنه يحقق الآن في كيف تمكن بينيل من البقاء بمنأى من العقاب طيلة هذه الفترة، وما إذا كان ناديا كرو الكساندرا ومانشستر سيتي اللذان ارتبط بهما أكثر من الأندية الأخرى مقصرين، وكان يجب عليهما أن يتحركا للتحقيق في الاتهامات المتعلقة بسلوك بينيل.
وكلف اتحاد الكرة المحامية المعروفة كايت غالافينت بالمساعدة في التحقيق في الاعتداءات الجنسية التي كُشف عنها حتى الآن. وقال الاتحاد إنه يعمل "بصورة وثيقة مع الشرطة لدعم تحقيقاتها والتأكد من عدم التدخل في العملية الجنائية أو تعطيلها".

لا يستطيع التوقف

كان بينيل بدأ العمل مدربًا في عام 1970، وتنقل بين فرق كروية عدة في مدينة مانشستر وضواحيها وفي مقاطعات تشيشاير وستافوردشاير وداربيشاير قبل أن يُدان أول مرة ويدخل السجن في عام 1994 في ولاية فلوريدا الاميركية بعد الاعتداء على صبي بريطاني خلال زيارة للولاية.

وقال نادي كرو الكساندرا إنه بدأ تحقيقه الخاص في تعامل النادي مع الاتهامات التي وجهت إلى مدربين فيه. في هذه الاثناء، تقدم اللاعب السابق في فرق الناشئين انتوني هيوز وانضم إلى العدد المتزايد من ضحايا الاعتداءات الجنسية قائلًا لصحيفة صاندي ميرور انه كان ضحية رجل وصفته السلطات الاميركية بأنه لا يستطيع التوقف عن استهداف الصبيان. 

واكدت شرطة لندن وهامبشر وتشيشاير انها تلقت شكاوى دفعتها إلى التحقيق في ما يجري في لعبة كرة القدم. وقالت شرطة نورثكمبريا في شمال انكلترا انها بدأت تحقيقًا بعدما كشف لاعب سابق في نادي نيوكاسل انه كان ضحية اعتداء جنسي حين كان يلعب مع فريق الناشئين في النادي.

تعامل جدي

قال نادي نيوكاسل انه سيتعاون مع السلطات إذا تلقى مزيدا من المعلومات لكنه حاليا لا يعرف سوى ما نشرته صحيفة غارديان. واكد نادي ستوك استعداده للتحقيق إذا تلقى شكوى محددة،

فيما قال نادي مانشستر سيتي - حيث عمل المنحرف بينيل - إنه يحقق في أي علاقات سابقة كانت تربطه بالنادي. 

وقال نادي بلاكبول إنه لم يتلق أي معلومات من السلطات ولكنه في حال تلقيه مثل هذه المعلومات سيقدم كل المساعدة إلى السلطات. 

واكد نادي ليدز انه لم يتلق أي إشعار بوجود شكاوى تتعلق باعتداءات جنسيه فيه من جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين أو أي جهة كروية مسؤولة. واضاف النادي انه سيتعامل مع أي شكوى بجدية ويتعاون تعاونًا كاملًا مع جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين واتحاد الكرة في مثل هذه التحقيقات. وأكد: "حماية لاعبينا الناشئين مهم جدًا لنادي ليدز يونايتد". 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:
https://www.theguardian.com/uk-news/2016/nov/27/football-child-sex-abuse-claims-leeds-united-blackpool