ألغت ماليزيا، احدى ابرز الدول ذات الغالبية المسلمة، مباراتين وديتين في كرة القدم لمنتخب ما دون 22 عاما مع بورما، وذلك في ظل حملة القمع التي تشنها الاخيرة ضد اقلية الروهينغا المسلمة.

واعلن المنتخب الماليزي عبر "تويتر"، الغاء المباراتين اللتين كانتا مقررتين في التاسع من كانون الاول/ديسمبر و12 منه في يانغون، من دون تقديم تفاصيل اضافية.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التواصل مع مسؤولين في الاتحاد الماليزي لكرة القدم للتعليق على الالغاء، الا ان مسؤولا رياضيا ماليزيا بارزا افاد الوكالة الخميس بان الخطوة عبارة عن "قرار سياسي".

وكثفت ماليزيا مؤخرا انتقاداتها لبورما على خلفية تعاملها مع الروهينغا.

والخميس، ندد رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق خلال اجتماع للحزب الحاكم، بالعنف "ضد اخواننا المسلمين الروهينغا" في بورما ذات الغالبية البوذية، مؤكدا ان حكومته "ستقوم بكل ما في وسعها لضمان وقف (...) انتهاكات حقوق الانسان".

وشن الجيش البورمي مؤخرا حملة قمع في ولاية راخين. وتحدث آلاف من الروهينغا الذين هربوا من بورما في تشرين الثاني/نوفمبر، عن ارتكاب قوات الامن البورمية عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل.

وتقول الامم المتحدة ان اعمال العنف ادت الى تهجير ثلاثين الف شخص وسقوط عشرات القتلى منذ بداية عملية الجيش البورمي بعد سلسلة هجمات استهدفت مراكز للشرطة مطلع تشرين الاول/اكتوبر.

وكانت ماليزيا استدعت الجمعة الماضي سفير بورما، في حين شهدت كوالامبور تظاهرة لمئات من الماليزيين وأبناء اقلية الروهينغا، توجهوا الى السفارة البورمية حاملين لافتات تندد بـ "الابادة" في ولاية راخين.

ومصير الروهينغا الذين يعيشون في بورما منذ اجيال، ملف قابل للانفجار في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا. فهؤلاء مكروهون من قبل جزء من السكان ويعتبرون اجانب ويتعرضون للتمييز في عدد من المجالات من العمل القسري الى الابتزاز وفرض قيود على حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول على العناية الطبية والتعليم.

ووقعت في العام 2012 اعمال عنف دامية بين المسلمين والروهينغا، ادت الى مقتل مئتي شخص. 

وليهربوا من الاضطهاد ومن ظروفهم المعيشية، يحاول آلاف الروهينغا سنويا عبور خليج البنغال للوصول الى ماليزيا خصوصا.