بقي موسم 2016 من بطولة العالم لسباقات الدراجات النارية (فئة موتو جي بي)، ثابتا على القاعدة التي ارساها الاسبان منذ بداية العقد الحالي، وذلك بعد تتويج مارك ماركيز (هوندا) بلقبه العالمي الثالث.

استحق ابن الثالثة والعشرين لقب الفئة الاولى بعدما هيمن على البطولة منذ السباق الثاني، وحسم التتويج قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم، بنيله المركز الاول في جائزة اليابان الكبرى.

وكان هذا الفوز الخامس لماركيز في 2016، واضاف اليه حلوله ثانيا اربع مرات، وثالثا ثلاث مرات.

واكتسب تتويج ماركيز في اليابان نكهة مميزة لانه تحقق في معقل فريقه هوندا. وعلق الاسباني بالقول "لا يصدق، لم اكن اتوقع الفوز في هذه المرحلة المبكرة!"، بعد فوزه على حلبة "توينغ رينغ موتيجي".

وكرس ماركيز بلقبه الثالث في مسيرته اليافعة، هيمنة الاسبان على الفئة الاولى التي احرزوا لقبها للمرة الخامسة تواليا والسادسة في المواسم السبعة الاخيرة، مستفيدين من تراجع الايطالي فالنتينو روسي الذي احتكر اللقب بين 2001 و2005، ثم في 2008 و2009.

ودخل ماركيز التاريخ في 2013 كأصغر سائق يتوج باللقب العالمي (كان يبلغ 20 عاما و266 يوما)، وعاود الكرة في 2014 بعدما اصبح اصغر سائق يحتفظ باللقب. وفي 2016، بات السائق الشاب أصغر من يحرز اللقب ثلاث مرات (23 عاما و242 يوما) والاصغر الذي يجمع خمسة القاب في مسيرته وهو لم يزل في الثالثة والعشرين (احرز لقبي 125 سنتم مكعب عام 2010 وموتو 2 عام 2012).

- نضوج وثبات واستمرارية -

وفي مسيرة لا تزال في بدايتها، يبدو ماركيز على مسار ثابت نحو معادلة انجاز الايطاليين جاكومو اغوستيني (8 القاب في الفئة الكبرى اخرها عام 1975) وروسي (7 القاب اخرها عام 2009).

واظهر ماركيز الذي خلف مواطنه خورخي لورنزو بطل 2015، انه بلغ مرحلة من النضوج تخوله التعامل مع مجريات السباقات والحفاظ على اطاري دراجته. كما باتت خبرته تتيح له السعي للفوز عند الحاجة، او الاكتفاء بالنقاط عندما تكون المخاطرة مكلفة بلا طائل.

وتمتع ماركيز في 2016 بالثبات والاستمرارية، وقارب كل سباق تبعا لمجرياته، وحصل على نقاط في كل السباقات التي خاضها قبل تتويجه باللقب العالمي. كما انهى كل السباقات باستثناء واحد (سباق استراليا، وهو الجولة التي تلت تتويجه في اليابان).

ويظهر ما قدمه ماركيز في 2016، حجم التطور الذي حققه مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد انسحابه من 6 سباقات، والجدل الذي تلا الحادثة التي حصلت معه في الجولة ما قبل الاخيرة مع روسي.

وكان روسي حينها في طريقه لحسم لقبه الثامن في الفئة الكبرى والعاشر في مسيرته الاسطورية، الا ان الدراج الايطالي المكنى "الدكتور"، دفع ثمن تهوره في سباق ماليزيا عندما اسقط ماركيز عن دراجته ما تسبب بتغريمه وفتح الباب امام زميله في ياماها الاسباني خورخي لورنزو لاحراز اللقب في المرحلة الختامية بفالنسيا.

وحصل الاحتكاك بين روسي وماركيز خلال اللفة السادسة من السباق الماليزي حين كان التنافس بين الدراجين على اشده على المركز الثالث، لكن الاسباني سقط عندما كان يحاول تجاوز الايطالي.

وقد اظهرت بعض الصور ان روسي وسع مساره عمدا لمضايقة منافسه الذي اتهمه باستخدام قدمه لاسقاطه عن دراجته. وتلت الحادث حرب كلامية بين روسي وماركيز، توسع نطاقها بعدما المحت وسائل الاعلام الايطالية الى رغبة اسبانية بعدم السماح لمواطنها باحراز اللقب من خلال "تحالف" غير معلن مع لورنزو زميل روسي.

الا ان هذا الخلاف بات من الماضي، لاسيما في ظل تراجع روسي الذي اكتفى في موسم 2016 بالمركز الثاني، وترجح التقارير ان يكون الموسم المقبل الاخير له على الحلبات، مع بلوغه سن 28.

وسيكون الى جانب روسي في الموسم المقبل، زميل جديد هو الاسباني مافريكس فيناليس بعدما قرر لورنزو البحث عن تحد جديد مع فريق روسي السابق دوكاتي، حيث سيقود الى جانب الايطالي اندريا دوفيتسيوزو خلفا لاندريا يانوني الذي انتقل الى سوزوكي.

وكوفىء الفرنسي يوهان زاركو على جهوده ولقبيه خلال الموسمين الاخيرين في فئة موتو 2، بصعوده الى الفئة الكبرى حيث سيقود لمصلحة الفريق الثاني لياماها في البطولة (مونستر ياماها تيك 3) الى جانب رفيق دربه في الفئة الثانية الالماني يوناش فولغر.

وينطلق الموسم المقبل في 26 اذار/مارس من حلبة لوسيل القطرية.