برر الهداف الفرنسي استبعاده عن كأس اوروبا 2016 لكرة القدم بانه ضحية تمييز عنصري، لكنه اتهم بمحاولة التهرب من المسؤولية والدخول في لعبة داعش.

من مريم الخمري الى كينغسلي كومان، مرورا بمراد بوجلال او ليليان تورام، أدان جزء من المجتمع السياسي والوسط الرياضي تصريحات مهاجم ريال مدريد الاسباني.
 
بحسب اللاعب الذي سجل 27 هدفا في 81 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، فان مدرب المنتخب ديدييه ديشان "رضخ لضغط العنصريين في فرنسا" واستبعده عن التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس اوروبا التي تحتضنها بلاده اعتبارا من 10 حزيران/يونيو الحالي.
 
أدان عالم كرة القدم بشدة تصريحات بنزيمة. بالنسبة لبطل العالم 1998 ليليان تورام، فان بنزيمة يحاول نزع المسؤولية عنه، لان عدم استدعائه يعود الى اتهامه بقضية الشريط الجنسي بشأن زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا.
 
قال تورام الذي يرئس مؤسسة للتعليم ضد العنصرية على هواء "فرانس انفو":" العنصرية موجودة في المجتمع الفرنسي، كان يمكن لبنزيمة القيام بالكثير، وكان رائعا ان يحمل شارة القائد في المنتخب، لكن كان يجب ان يكون سلوكه جيدا".
 
شاركه زميله السابق في المنتخب ايمانويل بوتي هذا الرأي: "اعتقد انه ثأر صغير من كريم. يحاول تعميق الهوة بينه وبين الرأي العام الفرنسي. ان تكون في المنتخب الفرنسي يعني انك سفير. يجب تحمل مسؤولية الاخطاء ايضا. عندما تكرر مشكلاتك القضائية يجب ان تنظر الى نفسك".
 
كانت قضايا اللاعب المتوج اخيرا بلقب دوري ابطال اوروبا جدلية في السنوات الماضية. بالاضافة الى فضيحة الشريط الجنسي الاخير، المتهم فيها بنزيمة بالتواطؤ لابتزاز زميله ماليا، والتي استبعد عن المنتخب بسببها، كان بنزيمة في وسط فضيحة زاهية دهار الجنسية قبل تبرئته، كما تم الاستماع اليه في اذار/مارس في قضية تبييض اموال تستهدف شرطة يساهم فيها.
 
رئيس نادي تولون الفرنسي للرغبي مراد بوجلال قال لاذاعة "ار تي ال": "لا اعتقد انه قاس خطورة تصريحاته، خصوصا انها قد تكون الهاما لمجندي داعش".
 
واضاف الجزائري الاصل: "بالنسبة للشبان الفقراء، سيصبح مثالا لبعض المجندين الذين سيقولون لهم: انظر، حتى لو كنت الافضل في رياضتك، مثل بنزيمة، لن تتم دعوتك الى المنتخب الفرنسي".
 
تسببت تصريحات بنزيمة بضجة في الوسط السياسي الفرنسي، على غرار وزير الرياضة باتريك كانر الذي وصف ما قاله المهاجم بـ"غير المقبول".
 
اما وزيرة العمل مريم الخمري فرأت: "العنصرية هي المسؤول المثالي... اعتقد ان هذه الجدلية غير عادلة وغير مجيدة".
 
من جهته، قال الداعية الاسلامي السويسري المثير للجدل طارق رمضان ان غياب بنزيمة عن الزرق ليس تمييزا عنصريا: "هناك حالة وحقيقة وامور منسوبة اليه".
 
- كانتونا عكس التيار -
 
بنزيمة (28 عاما) الذي استبعد عن المنتخب الفرنسي منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي بسبب ابتزاز فالبوينا في قضية الشريط الجنسي، استند في اتهامه لديشان الى النجاحات الانتخابية التي حققتها مؤخرا حزب الجبهة الوطنية اليمينية.
 
واعتبر بنزيمة ان اصوله الجزائرية لعبت دورا في استبعاده عن النهائيات كما حال نجم نيس التونسي الاصل حاتم بن عرفة الذي استبعد عن تشكيلة ديشان النهائية رغم المستوى المميز الذي قدمه في الدوري هذا الموسم.
 
وقال بنزيمة لصحيفة "ماركا" الاسبانية: "لا اعلم اذا كان هذا القرار (استبعاده) مرتبطا بديدييه (ديشان) وحسب، لاني اتفق معه بشكل جيد ومع الرئيس ايضا (رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوغرايت) والجميع".
 
وواصل بنزيمة الذي يواجه احتمال سجنه لخمسة اعوام في حال تبين انه مذنب في قضية ابتزاز فالبوينا: "حسنا، لقد قالوا ان من غير الممكن استدعائي الى المنتخب، لكني لا افهم هذا الامر على الصعيد الرياضي. ما زلت بريئا على الصعيد القانوني وذلك حتى اثبات العكس. يجب عليهم الانتظار حتى يصدر القضاء قراره".
 
وجاء موقف بنزيمة من خيارات ديشان بعدما اتهم الدولي السابق اريك كانتونا مدرب المنتخب الوطني بالعنصرية ايضا بسبب استبعاده هداف ريال مدريد وبن عرفة.
 
وكما كان متوقعا، لم يلق تصريح بنزيمة استحسان المسؤولين في فرنسا وعلى رأسهم لو غرايت الذي تضامن مع ديشان واعتبر بان موقف ديشان في هذه المسألة "لا غبار عليه"، مضيفا من معسكر المنتخب الفرنسي في النمسا: "انا احب كثيرا كريم بنزيمة، ولم ابدل موقفي منه لكنه ذهب بعيدا (في مقابلته مع صحيفة ماركا الاسبانية). كنت افضل ان يكون اكثر ودا لكني لن اعطي ردي في ما يخص هذه المسألة".