يسعى المنتخب الكولومبي لان يكون اول المتأهلين الى الدور ربع النهائي عندما يلتقي مع البارغواي الاربعاء في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى ضمن بطولة كوبا اميركا لكرة القدم المقامة في الولايات المتحدة حتى 26 حزيران/يونيو.

وكان المنتخب الكولومبي استهل مشواره في البطولة القارية التي تقام لاول مرة خارج اميركا الجنوبية بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاقها، بفوز على اصحاب الضيافة بثنائية نظيفة، وهو يرصد العلامة الكاملة في المباراة الثانية لحسم تأهله مبكرا.

في المقابل، سقطت البارغواي في فخ التعادل السلبي امام كوستاريكا، وستخوض مباراة الاربعاء تحت الضغط كون تعثرها سيصعب مهمتها في مواصلة مشوارها في البطولة التي نالت لقبها مرتين عامي 1953 و1979.

وتمني كولومبيا النفس باستعادة خدمات قائدها ونجمها خامس رودريغيز الذي تعرض الى اصابة في الكتف في المباراة امام الولايات المتحدة واضطر الى ترك مكانه في الدقيقة 73 لغييرمو سيليس.

ولم يعط الجهاز الطبي للمنتخب الكولومبي اي خبر عن الحالة الصحية لرودريغيز لكن نجم ريال مدريد الاسباني تدرب مع رفاقه بشكل طبيعي امس الاحد بحسب صحافي لوكالة فرانس برس.

وكان المدرب المساعد نيستور لورنزو ابدى في وقت سابق امس تفاؤله بخصوص مشاركة رودريغيز في المباراة الثانية امام البارغواي والمقررة في باسادينا بولاية كاليفورنيا، وقال: "انه غير مستبعد من المباراة، ولكننا نراقب حالته التي تبدو جيدة".

ويعتبر رودريغيز الذي سجل الهدف الثاني في مرمى الولايات المتحدة من ركلة جزاء، احد الركائز الاساسية في تشكيلة المنتخب الكولومبي الذي كسب قلوب الناس عندما بلغ الدور ربع النهائي لمونديال 2014 في البرازيل بفضل انجازات صانع العابه رودريغيز بالذات، قبل ان يقوده الى ربع نهائي المسابقة القارية العام الماضي حيث خسر امام الارجنتيني بركلات الترجيح.

وتحتل كولومبيا راهنا المركز الرابع عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي وراء الارجنتين وبلجيكا وتشيلي، لكنها حققت نتائج متوسطة في تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018، اذ تحتل المركز الخامس في المجموعة الموحدة بعد 6 جولات.

ويملك مدرب كولومبيا الارجنتيني خوسيه بيكرمان العديد من الاسلحة البراقة لحسم التأهل في مقدمتها مهاجم ميلان الايطالي كارلوس باكا ولاعب وسط تشلسي الانكليزي المعار الى يوفنتوس الايطالي خوان كوادرادو ولاعب وسط انتر ميلان الايطالي خيسون موريو بالاضافة الى قطب دفاع ميلان كريستيان زاباتا وحارس مرمى ارسنال الانكليزي دافيد اوسبينا.

ولن يكون المنتخب البارغوياني لقمة سائغة امام كولومبيا وهو سيسعى الى الثأر من الاخيرة التي حسمت المواجهات الثلاث الاخيرة بينهما في صالحها وذلك في التصفيات الاميركية المؤهلة الى مونديالي 2010 و2014 بينها خسارتان في اسونسيون صفر-2 و1-2.

يعول المدرب الارجنتيني رامون دياز على مجموعة من المحليين والمحترفين في المكسيك، بالاضافة الى المهاجمين المخضرمين روكي سانتا كروز (ملقة الاسباني) ونلسون فالديز (سياتل ساوندرز الاميركي) والمدافع باولو دا سيلفا (تولوكا المكسيكي)، لكنه لم يستدع المخضرم لوكاس باريوس (31 عاما) مهاجم بالميراس البرازيلي الذي سجل هدفين في النسخة الاخيرة.

وكان دياز اعرب عن غضبه من توقيت المباراة الاولى امام كوستاريكا حيث بلغت درجة الحرارة 33 درجة مئوية، وقال انه من الجنون اللعب في هذه الاحوال، مضيفا "يجب الاخذ بعين الاعتبار حياة اللاعبين لانهم الاساس في هذه البطولة".

 الولايات المتحدة في خطر 

ولم يخرج مدرب كوستاريكا اوسكار راميريز عن هذا الاطار واكد ان الطقس هو السبب في تعادل المنتخبين وتواضع مستوى لاعبيهما.

واضاف "كان يجب ان نظهر بصورة افضل ولكنني اتفهم ايضا ان اللاعبين عانوا من الاجهاد ودرجة الحرارة المفرطة. اعتقد انها بلغت 37 درجة مئوية".

وتنتظر كوستاريكا قمة نارية امام الولايات المتحدة في مباراة تواجه فيها الاخيرة خطر الخروج المبكر.

وتعتبر المواجهة بين ممثلي اميركا الشمالية ثأرية للاميركان الذين خسروا وديا امام كوستاريكا في 14 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، كما انهم انهزموا امام ضيوفهما 1-3 في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2014.

وقد تكون المواجهة مصيرية بالنسبة الى مدرب الولايات المتحدة الالماني يورغن كلينسمان الذي يواجه انتقادات لاذعة منذ الفشل في الكأس الذهبية 2015 بسبب العروض والنتائج المخيبة التي تحققها الولايات المتحدة.

لكن كلينسمان بدا مرتاحا عقب الخسارة امام كولومبيا، وقال: "عوقبنا بركلتين ثابتتين، ولكنني مرتاح للعرض الذي قدمه فريقي، فرضنا اسلوب لعبنا طيلة 90 دقيقة (..) ليس هناك اي مشكلة، اذا فزنا في المباراتين المقبلتين سنبلغ الدور ربع النهائي".

وبدورها تسعى كوستاريكا الى تحقيق الفوز لتعزيز حظوظها في بلوغ الدور ربع النهائي قبل مواجهة كولومبيا في الجولة الثالثة الاخيرة.