قرر رياضيو العاب القوى الروس ان يظهروا للعالم ما سيفتقده خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية المقررة في ريو اعتبارا من الجمعة المقبل، وذلك من خلال تنظيم لقاء ودي في موسكو.

وبعد اسبوع على قرار محكمة التحكيم الرياضي "كاس" تثبيت العقوبة الصادرة بحق العاب القوى الروسية من قبل الاتحاد الدولي للعبة الذي حرم الروس من المشاركة في البطولات بسبب التنشط المنظم، اجتمع 53 من اصل الرياضيين الـ67 الموقوفين في ملعب صغير امام حضور متواضع تكون بمعظمه من عائلات الرياضيين.
 
وشرحت رامية القرص يكاتيرينا ستروكوفا لوسائل الاعلام سبب اقامة هذا اللقاء الذي نظم في اللحظات الاخيرة، قائلة: "نحن بحاجة لكي نظهر انه باستطاعتنا تحقيق نتائج جيدة، واننا مخولون لان نكون جيدين على المستوى الدولي" مشددة على ضرورة ان يعرف العالم هذا الامر.
 
ولو سمح لرياضيي العاب القوى الروس بالذهاب الى العاب ريو 2016 "لارتعب منافسونا دون ادنى شك" بحسب ستروكوفا، فيما اعترفت زميلتها فيرا روداكوفا، المتخصصة في سباق 400 م حواجز، ان "هذه المسابقة لن تعوض ابدا الالعاب الاولمبية. لقد نظم هذا اللقاء من اجل اظهار اننا في قمة مستوانا واننا كنا جاهزين للقتال من اجل بلدنا الام".
 
- مساندة الرياضيين -
 
وخلال هذا اللقاء الذي نظمه الاتحاد الروسي لالعاب القوى في اللحظات الاخيرة، حظي الرياضيون بزيارة دعم مفاجئة من وزير الرياضة فيتالي موتكو الذي حرم بدوره من السفر الى ريو لاعتبار ان دوره كان مؤثرا في فضيحة التنشط المنظم الذي كشفته الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا".
 
وقال موتكو لوسائل الاعلام: "نحن نسادهم (رياضيو العاب القوى) لكن الان، يجب على الرياضيين التحضر للموسم المقبل".
 
وخلال هذا اللقاء الذي دام لثلاث ساعات، نال الفائزون في كل فئة جائزة مالية بقيمة 500 الف روبل (6720 يورو)، وبالنسبة لرئيس الاتحاد الروسي لالعاب القوى دميتري شلياختين "انها نوع جيد من التعويض المادي للذين لم يتمكنوا من المنافسة" في الالعاب الاولمبية.
 
ووجهت الكثير من الانتقادات للاتحاد الروسي لالعاب القوى الذي اتهم بانه لم يأخذ التدابير المناسبة في الوقت اللازم من اجل تلبية شروط السلطات الدولية الرياضية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، ما جعل اقصاء رياضيي العاب القوى الروس من اولمبياد ريو امرا لا مفر منه.
 
وفي رسالة بعثها السبت الماضي لرئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى البريطاني سيباستيان كو، اعترف رامي المطرقة الروسي سيرغي ليتفينوف بانه "غير متفائل" بفكرة الاعتماد على الاتحاد الروسي من اجل عودة اللعبة في روسيا الى احضان العاب القوى الدولية.
 
وبدوره، امل وزيرة الرياضة الروسي "ان يبدأ الاتحاد (الروسي لالعاب القوى) التحضير بشكل جدي من اجل استعادة عضويته في الاتحاد الدولي لالعاب القوى، لا يجب التأخر في هذا الموضوع".
 
- كليشينا ممثلة روسيا الوحيدة في ام الالعاب -
 
ورفضت البطلة الاولمبية في القفز بالزانة يلينا ايسينباييفا المشاركة في هذا اللقاء "التعويضي"، معللة قرارها بانها لم تتمرن بما فيه الكفاية من اجله.
 
لكن ايسنباييفا تمنت التوفيق للمنتخب الاولمبي الروسي الذي وصل قسما منه الى ريو الخميس بعد الحصول على الضوء الاخضر من الاتحادات الدولية المعنية التي اوكلت اليها هذه المهمة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية بعدما فضلت الاخيرة عدم اقصاء روسيا باكملها من الحدث العالمي.
 
ولم تخسر روسيا الرياضيين الـ67 في العاب القوى وحسب، بل ارتفع العدد الاجمالي للرياضيين الذين اعلنت الاتحادات الرياضية الدولية استبعادهم الى 112 (مع الرياضيين الـ67 في العاب القوى) من اصل 387 تشكلت منهم البعثة الروسية التي ستدخل ملعب ماركانا في حفل الافتتاح بـ"273 رياضيا من 30 لعبة" بحسب موتكو.
 
واكد موتكو ان العدد النهائي للرياضيين الروس الذي سيشاركون في العاب ريو 2016 سيعرف يوم السبت لانه لم تصدر جميع الاتحادات المعنية قراراتها بشأن الرياضيين الروس ومن بينها اتحادا الملاكمة والجمباز.
 
وستمثل العاب القوى الروسية في اولمبياد ريو برياضية واحدة بشخص لاعبة الوثب الطويل داريا كليشينا التي حصلت على الضوء الاخضر من الاتحاد الدولي لالعاب القوى.
 
وسمح لكليشينا، بطلة اوروبا داخل قاعة عامي 2011 و2013، بالمشاركة لانها تقيم في فلوريدا بالولايات المتحدة وتتدرب في اكاديمية "آي ام جي" الشهيرة، وهي تلبي تماما المعايير المطلوبة من قبل الاتحاد الدولي للسماح لها بالمشاركة في المنافسات الدولية.
 
وتعرضت كليشينا (25 عاما) لحملة انتقادات في بلادها ووصفها بعضهم بالخائنة لكن ايسنباييفا اكدت دعمها لهذه الرياضية، كما سبقها الى ذلك موتكو الذي وقف الى جانبها، مستنكرا الهجمات "المفرطة" عليها والامر ذاته ينطبق على رئيس لجنة الرياضة في مجلس النواب دميتري سفيتشيف الذي قال: "هي مواطنة روسية. واذا حلت بين اول ثلاثة، سنكون فخورين فيها".