تستعد السباحة النيبالية غوريكا سينغ، البالغة من العمر 13 عاما، لتكون تحت الاضواء عندما تخوض الاحد تصفيات سباق 100 م ظهرا وذلك لانها اصغر رياضية مشاركة بين اكثر من 10 الاف رياضي يخوضون غمار دورة الالعاب الاولمبية الصيفية المقررة في ريو اعتبارا من الجمعة.

ولم تكن السباحة المقيمة في لندن لتتواجد في ريو لو لم تقف القدرة الالهية الى جانبها لانها نجت باعجوبة من الزلزال الذي ضرب نيبال في نيسان/ابريل 2015 وتسبب بمقتل حوالي 9 الاف شخص، حيث كانت تشارك في البطولة الوطنية بوجود والدتها غاريما وشقيقها الاصغر سورين.

والان، تتحضر السباحة لدخول الحوض الاولمبي في بارا دا تيجوكا يوم الاحد حيث ستكون الاضواء مسلطة عليها ليس بسبب سجلها "الكبير" بل لانها اصغر رياضية في ريو وهي ستكون في الثالثة عشرة و255 يوما عندما تخوض تصفيات الـ100 ظهرا.

وتحدثت سينغ عن ما حصل معها عام 2015 في بلادها التي تركتها وهي في الثانية من عمرها من اجل الانتقال مع عائلتها الى لندن بسبب الوظيفة التي نالها والدها الطبيب باراس في المستشفى الملكي المجاني، قائلة للموقع الرسمي لالعاب ريو 2016: "كان الامر مرعبا. كنا في الطابق الخامس من مبنى (في العاصمة كاتماندو)".

وواصلت: "لم يكن باستطاعتنا الفرار منه، واضطررنا بالتالي الى الاختباء تحت طاولة في وسط الغرفة لمدة 10 دقائق ثم اضطررنا بعدها الى استخدام السلالم وسط الهزازات الارتدادية".

واردفت سينغ، الطالبة في مدرسة "هابرداشرز اسك" للفتيات، قائلة: "لحسن الحظ، المبنى كان جديدا وبالتالي لم ينهار كما انهارت المباني المحيطة به".

وكان لسينغ دورها في التخفيف من وطأة ما خلفه الزلزال اذ عينت سفيرة للنوايا الحسنة من قبل جمعية خيرية اسسها صديق والدها بهدف اعادة بناء المدارس التي دمرت، وهي ساهمت على طريقتها بعد تبرها بمبلغ الـ200 جنيه استرليني الذي نالت جراء مشاركتها في تلك البطولة.

وتزور سينغ بلدها الام مرة في العام من اجل رؤية عائلتها، وهو الامر الذي قامت به منذ عامين حين سمح لها بالمشاركة في بطولة نيبال وهي في الحادية عشرة من عمرها لكن ذلك لم يمنعها من تحطيم سبعة ارقام محلية.

ورغم صغر سنها، تتميز سينغ بمثابرتها وجهودها الجبارة اذ تستفيق يوميا عند الساعة الرابعة فجرا من اجل التمرن بحسب ما يؤكد والدها الذي يرى بان ابنته تستحق النجاح "لانها مميزة. من المذهل ان تكون اصغر رياضية في ريو وطريقة تعاملها مع الضغط لا تصدق".

وسيكون باراس برفقة ابنته اليافعة في ريو، وهي سعيدة بهذا الامر لكنها لا تبالغ في تفاؤلها من حيث النتيجة التي يمكن ان تحققها وتحدثت عن هذا الامر مؤخرا قائلة: "امامي الكثير من العمل في ريو لان المستوى سيكون مرتفعا جدا".