أكدت دراسة نشرت نتائجها صحيفة "ماركا" الإسبانية أن مسابقة الكأس في إسبانيا وإيطاليا تعتبر الأقوى مقارنة بكؤوس بقية الدوريات الأوروبية الكبرى في إنكلترا وألمانيا وفرنسا، وذلك بناء على هوية البطل الفائز بالكأس في كل بلد ووصيفه وترتيبهما في الدوري المحلي.

وبحسب سجل الفائزين بالكأس في الدوريات الخمسة الكبرى، فإن بطل الكأس في إسبانيا وإيطاليا كانا دومًا ضمن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب العام لبطولة الدوري، وذلك خلال المواسم العشرة الأخيرة من موسم 2006-2007 وحتى موسم 2015-2016 ، وهو الأمر الذي يعتبر نادر الحدوث في بقية الدوريات، حيث يُعزى ذلك إلى عدم اهتمام الفرق المرشحة للقب الدوري بالمنافسة على لقب الكأس، إذ تفضل تركيزها على جبهة الدوري التي تضمن لها عائدات مالية أكبر وتضمن لها حضورًا في مسابقة دوري أبطال أوروبا ، بينما لقب الكأس عائداته متواضعة ويؤهل فقط لمسابقة الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ).
 
و على مدار 10 مواسم، ظل الفائز بكأس الملك في إسبانيا ينهي سباق الدوري ضمن المراكز الأولى في الترتيب العام النهائي للمسابقة، حتى أن نادي برشلونة نجح في إحراز الثنائية بالجمع بين لقبي "الدوري والكأس " لثلاثة مواسم أعوام 2009 و 2015 و 2016 ، فيما نال الكأس، وهو وصيف الدوري في عام 2012 .
 
ونال ريال مدريد الكأس وهو وصيف لبطولة الليغا في عام 2011 ، ثم نال لقب البطولة، وهو يحتل المركز الثالث في سلم ترتيب الدوري في عام 2014 ، أما جاره نادي اتلتيكو مدريد فقد نال لقب البطولة، وهو يحتل المركز الثالث في الترتيب العام للدوري في عام 2013. 
 
ووحدهما، ناديا فالنسيا وإشبيلية، خرجا عن النص عندما توج بها الأول في عام 2008 وهو يحتل المركز العاشر في بطولة " الليغا" ، بينما ظفر بها الثاني في عام 2010 وهو رابع الدوري.
 
ومما زاد من أهمية مسابقة الكأس في ايطاليا مقارنة ببقية الدوريات، بأن البطل الفائز بكأس الملك يخوض مباريات أكثر من بقية الأبطال في أوروبا بفضل النظام المتبع في المسابقة، والذي يعتمد على خروج المغلوب من مباراتي "ذهاب و إياب" .
 
وفي كأس إيطاليا، فإن أبطالها كانوا دومًا ينهون الدوري ضمن المراكز الثلاثة الأولى، بينما أصحاب الوصافة في الكأس ينهون الدوري في المراكز الأربعة أو الخمسة الأولى ، مما يؤكد الاهتمام الكبير للفرق القوية بلقب الكأس في الملاعب الإيطالية .
 
وخلال السنوات العشر الأخيرة، نجح نادي يوفنتوس في الجمع بين بطولتي "الدوري و الكأس" مرتين ، كما سبقه إلى ذلك نادي إنتر ميلان مرتين أيضًا ، بينما نالها كذلك أندية نابولي ولاتسيو وروما، وهم ضمن المراكز الأولى في الدوري المحلي.
 
أما في إنكلترا، فإن أبطال كأس الاتحاد غالباً ما ينهون سباق بطولة " البريميرليغ" في المركز الخامس أو السادس .
 
وعلى مدار 10 سنوات كاملة، لم ينجح سوى نادي تشيلسي في الجمع بين بطولتي " الدوري والكأس"، وكان ذلك في عام 2010 ، بينما في بقية المواسم فازت بكأس الاتحاد أندية متواضعة على غرار هال سيتي و ويغان وبورتسموث ، فيما كان نادي مانشستر يونايتد آخر نادٍ قد توج بكأسها، بعدما انهى سباق الدوري متأخراً، وفي مركز لم يؤهله حتى لخطف بطاقة التأهل للدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ).
 
وبفضل نادي بايرن ميونيخ زادت مكانة كأس ألمانيا بين فرق "البندسليغا"، بعدما توج بلقبها خمس مرات في السنوات العشر الأخيرة ، كما فازت بها أندية بروسيا دورتموند وفولفسبورغ وشالكه، بعدما أنهت سباق الدوري في مراكز متقدمة، عكس ناديي فيردر بريمن المتراجع أو نورنبرغ المتواضع، اللذين حققا البطولة، وهما في مراكز متأخرة في سلم ترتيب الدوري الألماني .
 
أما في فرنسا، فإن أبطال مسابقة الكأس هم غالبًا الأندية التي تتواجد ضمن المراكز الثمانية أو التسعة في ترتيب " الليغ 1 "، وفي ظل هيمنة نادي باريس سان جيرمان على الدوري واحتكار لقبه، لم تجد بقية الفرق سوى المراهنة على الكأس، لتناله أندية سوشو وجانجون وليل وليون المتراجع في السنوات الأخيرة، حتى انه في بعض المواسم تكون المباراة النهائية ضعيفة المستوى بسبب تأهل فرق متواضعة تنشط في الدرجات السفلى.