أتيحت لمشجعي كرة القدم في حلب السبت، فرصة الهتاف على مدرجات أحد ملاعبها للمرة الاولى منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، خلال مباراة دربي المدينة بين فريقي الاتحاد والحرية.

ورفع المشجعون رايات ناديي الاتحاد والحرية، في مباراة من المرحلة السادسة من الدوري السوري الممتاز اقيمت استثنائيا في المدينة التي انقسمت عام 2012 بين مناطق شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ومناطق غربية يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي 22 كانون الاول/ديسبمر الماضي، اعلن الجيش السوري استعادته السيطرة على كامل حلب، في اعقاب عملية اجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من الاحياء الشرقية، بموجب اتفاق روسي ايراني تركي، بعد نحو شهر من هجوم شنه وحلفاؤه على الاحياء الشرقية.

وغصت أجزاء من مدرجات "رعاية الشباب" بمئات من مشجعي الناديين، وسط تواجد لشرطة مكافحة الشغب في المدرجات وقرب ارضية الملعب التي اختلط فيها التراب بالعشب الاخضر. كما رفعت في المدرجات لافتات عليها صور للرئيس الأسد والعلم السوري.

وقال محمد علي، الذي حمل راية نادي الاتحاد وارتدى قميصه الرياضي الاحمر، "آخر مباراة حضرتها كانت في 2010".

اضاف المشجع الشاب ذو اللحية المشذبة "طبعا كان عددنا اكبر، وكان معي رفاقي. البعض منهم سافروا وآخرون استشهدوا".

وبعيد اندلاع النزاع، توقفت بطولة سوريا لكرة القدم، واعيد العمل بها في 2012 بنظام مختلف. فبدلا من اقامة المباريات بنظام الدوري في مختلف المدن، اقتصرت المباريات على مجموعتين تخوضان لقاءاتهما في مدينتي دمشق واللاذقية (غرب)، اللتين بقيتا في منأى الى حد كبير عن النزاع الذي اودى باكثر من 310 آلاف شخص.

اما بطولة هذا الموسم، فعادت الى نظام الدوري. واضافة الى دمشق واللاذقية، عادت المباريات الى مدينتي حمص وحماة (وسط) بعدما باتتا "آمنتين"، بحسب ما افاد مسؤول في الاتحاد السوري لوكالة فرانس برس الشهر الماضي.

الا ان السلطات لم تقرر بعد اعادة المباريات بشكل كامل الى حلب، في انتظار الموافقات الامنية واعادة تأهيل الملاعب بشكل كامل.

وخاض الاتحاد والحرية مبارياتهما هذا الموسم في اللاذقية، الا ان مباراة السبت اقيمت بشكل استثنائي فقط في حلب.

- "شعور لا يوصف" -
ولا يخفي المشجعون توقهم لعودة المباريات الى المدينة بشكل كامل.

وقال غسان محمود من رابطة مشجعي الاتحاد "منذ سنوات ونحن متعطشون" لاقامة مباريات في حلب، مضيفا "نتمنى تدريجا ان تعود جماهير نادي الاتحاد الى المدرجات".

وكان نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا ماهر خياطة اكد هذا الاسبوع، ان موافقة الجهات الامنية على اقامة المباراة في حلب "هي خطوة اولى على طريق عودة الفرق الحلبية للعب في ارضها في انتظار تجهيز الملاعب في حلب وتعديل جدول مباريات الدوري".

اما اللاعبون، فقاموا بعمليات الاحماء قبل المباراة، على وقع الهتافات التشجيعية والاناشيد التي صدحت من مكبرات الصوت.

وقال لاعب الاتحاد عمر حميدي قبل انطلاق المباراة "شعوري لا يوصف. قلبي يرجف، وباذن الله لتفرح الناس اليوم".

اما زميله في الفريق بكري طراب، فاكد انه ينتظر "هذه اللحظة منذ سنين (...) اعادونا (المشجعون) الى الزمن الجميل قبل الازمة".

وانتهت المباراة بفوز الاتحاد متصدر ترتيب الدوري 2-1. 

وسجل هدفي الاتحاد رأفت مهتدي قبل انقضاء أقل من ثلاثين ثانية على بداية المباراة، الا انه تلقى بطاقة حمراء بسبب خلعه قميصه وتوجهه بحركات مسيئة لجمهور الحرية، وربيع سرور في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع. 

وسجل هدف الحرية فراس الاحمد في الدقيقة 37.

وكان حميدي قال لفرانس برس قبل المباراة "لا يهم صراحة من يربح او يخسر"، مضيفا ان توفير "الفرحة الى الناس تكفي اليوم".