يثير لقاء منتخب انكلترا الودي مع نظيره الالماني الجمعة على ملعب ويمبلي في إطار الاستعدادات لكأس العالم2018، اهتمام عشاق كرة القدم نظرا لما يحفل به تاريخ لقاءات الطرفين من صخب وإثارة.
وتحفل مواجهات المنتخبين بالاثارة وبتمديدات دراماتيكية وجدل لا ينتهي حول كرات "على" أو "تجاوزت" خط المرمى على غرار ما حصل في نهائي مونديال 1966، الوحيد الذي استضافته انكلترا وأحرزت لقبه حتى الآن. وفي كل مباراة وان كانت ودية، تخرج الصحافة الشعبية البريطانية بعبارات مستوحاة من الحرب العالمية الثانية ولا تتراجع امام اي تجاوز بهدف استفزاز "العدو".
وللمفارقة، لا يعتبر الالمان خصومهم الانكليز المنافس الرئيس لهم في مجال كرة القدم، وانما يلصق هذا الدور بالمنتخب الهولندي.
وحجزت المانيا بطاقة التأهل المباشر الى نهائيات المونديال للمرة التاسعة عشرة في تاريخها بعد ان حصدت العلامة الكاملة (30 نقطة من 10 مباريات) في المجموعة الاوروبية الثالثة، فيما تأهلت انكلترا عن المجموعة السادسة بعد ان جمعت 26 نقطة.
- 1966: نهائي للتاريخ -
سجل الهدف الاكثر اثارة للجدل في تاريخ كرة القدم في نهائي مونديال 1966. في لندن، وأمام الملكة الشابة اليزابيث الثانية، كانت انكلترا بقيادة بوبي تشارلتون المرشحة الاوفر حظا لاحراز اللقب، لكن ألمانيا الغربية افتتحت التسجيل بواسطة هيلموت هالر في الدقيقة 12.
واعادت انكلترا الامور الى نصابها بادراكها التعادل عن طريق جيفري هيرست (18)، ثم تقدمت عبر مارتن بيترز (78)، بيد ان فولفغانغ فيبر اعاد العداد الى نقطة الصفر بتسجيله الهدف الثاني لالمانيا في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي (90).
في الدقيقة 101، سدد هيرست كرة قوية اصابت العارضة وسقطت على الارض. تردد الحكم لكنه احتسب الهدف بعد التشاور مع مساعده، واختتم هيرست نفسه المهرجان بالهدف الثالث الشخصي والرابع لانكلترا في الدقيقة الاخيرة (120).
وعلى رغم مرور 50 عاما، استمر الألمان في التأكيد على ان الهدف لم يكن صحيحا، الا ان صور تلك الحقبة تعجز عن حسم الجدل.
ثأر الالمان بعد أربع سنوات في مونديال 1970 في المكسيك بفوزهم على منتخب "الاسود الثلاثة" 3-2 بعد التمديد في ربع النهائي.
- 1990 و1996: ركلات الترجيح -
في نصف نهائي مونديال 1990 الايطالي، تعادلت المانيا وانكلترا 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي بعدما افتتح أندريا بريمه لالمانيا (60) وعادل غاري لينيكر لانكلترا (80).
فازت المانيا بركلات الترجيح 4-3 واصبحت اول منتخب يتأهل الى النهائي في ثلاث نسخ متتالية. وأصبحت الجملة التي اطلقها لينكر حينها بعد تلك الهزيمة أشبه بقول مأثور "كرة القدم رياضة تلعب بـ 11 لاعبا ضد 11، وفي النهاية المانيا هي التي فازت".
بعد ستة أعوام، كرر "المانشافت" السيناريو بفوزه في ويمبلي، معبد كرة القدم الانكليزية، في نصف نهائي كأس أوروبا. وهذه المرة اهدر غاريث ساوثغيت، المدرب الحالي للمنتخب، ركلة الترجيح الأخيرة لتخسر انكلترا 5-6 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.
- 2001: هزيمة ميونيخ المذلة -
في تشرين الاول/أكتوبر 2000، وبحسب قول لينيكر المأثور، فازت المانيا 1-صفر في انكلترا ضمن تصفيات مونديال 2002.
الا ان الأقوال المأثورة لا تلزم سوى من يؤمنون بها. إيابا في الاول من أيلول/سبتمبر 2001، سقط المنتخب الالماني سقوطا مذلا في معقله ميونيخ 1-5 (بفضل ثلاثية لمايكل اوين).
لم تكن لهذه الخسارة المذلة تداعيات، اذ لم تحرم الالمان من التأهل للمونديال، وبلوغ النهائي حيث خسروا أمام البرازيل بقيادة المدرب لويز فيليبي سكولاري بهدفين نظيفين ورائعين للنجم السابق رونالدو.
- 2010: كرة أخرى على خط المرمى -
غالبا ما يكون الثأر عبارة عن طبق يؤكل باردا.
بعد 44 عاما على النهائي في ويمبلي، تقدمت المانيا على انكلترا 2-1 في ثمن نهائي مونديال 2010، قبل ان تصيب قذيفة فرانك لامبارد العارضة الالمانية وتسقط الكرة خلف الخط قبل ان تخرج.
لم يحتسب الحكم الهدف الانكليزي على رغم انه كان واضحا بالنسبة الى ملايين مشاهدي المباراة عبر شاشات التلفزة، فحملت الصفحة الاولى لصحيفة "بيلد" الالمانية الواسعة الانتشار عنوانا هو "الثأر".
فازت المانيا في النهاية 4-1 قبل ان تسقط في نصف النهائي امام اسبانيا التي احرزت لاحقا اللقب العالمي على حساب هولندا.
التعليقات