سجل محمد صلاح أكثر من مئة هدف في مسيرته الرياضية، ولكن سيتذكره المصريون بهدف واحد بالتحديد، ألا وهو الهدف الذي سجله في مرمى المنتخب الكونغولي في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت بين المنتخبين في تشرين الأول / أكتوبر الماضي والذي أوصل منتخب الفراعنة الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن.

رغم أن المنتخب المصري حقق رقما قياسيا في عدد المرات التي فاز بها ببطولة إفريقيا، فقد فاز بها سبع مرات، لم يوفق بالوصول الى نهائيات كأس العالم منذ عام 1990.

وفي المباراة التي واجه فيها الفراعنة المنتخب الكونغولي كانت النتيجة 1-1 في الوقت المحتسب بدل الضائع عندما منح حكم المباراة المصريين ضربة جزاء انبرى لها محمد صلاح وسجل هدف الفوز للفراعنة مما أدى الى احتفالات كبرى في الملعب وخارجه.

فقد نجح صلاح البالغ من العمر 25 عاما ببرود وهدوء في تجاهل الضغوط التي كان يتعرض لها ذلك اليوم، وأودع الكرة الشباك فانطلقت الأفراح في شتى أنحاء مصر.

وكان من شأن ذلك الهدف أن جعل من محمد صلاح "ملك الفراعنة" في عام 2017، إذ أطلق على المنتخب لقب "مصر صلاح" بفضل قدراته وسرعته في الهام منتخب لا يتمتع بالكثير من القدرات الى الوصول الى القمة.

فعلى سبيل المثال، سجل محمد صلاح 5 من الأهداف الـ 7 التي ضمنت لمصر التأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا.

كما أبلى صلاح بلاء حسنا في دورة كأس الأمم الإفريقية لعام 2017، إذ حظي بموقع في فريق الدورة بعد أن لعب دورا في تسجيل 4 من أهداف مصر الـ 5، وسجل هدفين، عندما وصل المصريون إلى المباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام المنتخب الكاميروني.

ولم يكن أداء الساحر المصري محدودا في المباريات الدولية، إذ كان أداؤه في الناديين اللذين مثلهما - روما وليفربول - مكللا بالعديد من الأهداف.

فبعد التحاقه بليفربول الإنجليزي في حزيران / يونيو الماضي، سمي صلاح لاعب الشهر لشهري آب / أغسطس وأيلول / سبتمبر.

وتمكن محمد صلاح من تسجيل هدف في أولى المباريات التي لعبها في صفوف ليفربول، ونجح بعد ذلك في تسجيل 7 أهداف في المباريات الـ 11 الأولى التي مثل فيها ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما سجل 5 أهداف في 6 مباريات في دوري أبطال أوروبا.

كان أداء صلاح في ليفربول مجرد استمرار لأدائه الممتاز في الدوري الإيطالي، حيث كان مساهما مهما في أفضل اداء لنادي روما منذ 7 سنوات.

فقد سجل صلاح 15 هدفا، وساعد في تسجيل 11 هدفا آخر في دوري يشتهر بقدراته الدفاعية. ومكن ذلك روما من الوصول الى المركز الثاني في الدوري بعد يوفنتوس وكان الفارق بينهما 4 نقاط فقط.

فهل بامكان محمد صلاح - الذي وصفه اسطورة الدوري الانجليزي الممتاز ثييري هنري بأنه "لاعب متميز" - أن يكون أول لاعب مصري يحرز لقب لاعب بي بي سي لأفضل لاعب إفريقي منذ أحرز اللقب محمد أبو تريكة عام 2008؟