أعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم الخميس تجديد عقد غاريث ساوثغيت على رأس الإدارة الفنية لمنتخب "الأسود الثلاثة" حتى عام 2022، بعد أدائه الناجح في مونديال روسيا 2018، حين تمكن من قيادة بلاده الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود.
وصنع المدرب البالغ من العمر 48 عاما تغييرا جذريا في تركيبة المنتخب الإنكليزي، بمنحه الثقة للاعبين الشبان والدفع بهم بشكل أساسي. وفي ظل نجاح هذا الرهان، اتخذ الاتحاد الإنكليزي من جهته قرار الرهان على ساوثغيت لمواصلة ما بدأ به، ومنحه عقدا جديدا براتب مضاعف تقريبا.
وقال ساوثغيت في بيان للاتحاد "أنا سعيد للحصول على فرصة قيادة المنتخب الوطني خلال البطولتين الكبيرتين المقبلتين"، في إشارة الى كأس أوروبا 2020 وكأس العالم 2022 في قطر.
وسيصل الأجر السنوي لساوثغيت بموجب العقد الجديد الى ثلاثة ملايين جنيه استرليني (3,9 ملايين دولار أميركي)، مقابل راتب بموجب العقد السابق يقدر بنحو 1,8 مليون جنيه. وأتى تجديد ساوثغيت مترافقا مع موافقة مساعده ستيف هولاند أيضا على البقاء للفترة الزمنية ذاتها.
وقال ساوثغيت أن المهمة التي يقوم بها "تبقى امتيازا لا يصدق وفخرا فعليا. الاختبار بشكل مباشر كيف اتحدت البلاد خلف المنتخب هذا الصيف كان أمرا مميزا، وسيكون من الرائع أن نرى الى أي حد يمكن لهذه التشكيلة الشابة أن تصل في الأعوام المقبلة".
وتولى ساوثغيت تدريب المنتخب عام 2016، واعتمد على تشكيلة شابة كانت من الأصغر سنا في مونديال روسيا 2018، وقاد المنتخب الإنكليزي الى الدور نصف النهائي للبطولة العالمية للمرة الأولى منذ 1990، قبل الخسارة أمام كرواتيا 1-2 بعد التمديد.
ووقع المدافع الدولي والمدرب السابق لمنتخب دون 21 عاما، عقدا في 2016 لقيادة المنتخب لفترة أربعة أعوام، بدلا من سام ألاردايس الذي تولى زمام المسؤولية 67 يوما، وأطيح به بعد تصويره من قبل صحافيين متخفين وهم يقدم نصائح حول سبل التحايل على القوانين.
واعتبر الرئيس التنفيذي للاتحاد مارتن غلين أن "ضمان تواجد غاريث بعقد طويل الأمد كان دائما أولوية بالنسبة إلينا. قام بمهمته بشكل لافت ومنح الجميع الإيمان بأن إنكلترا قادرة على المنافسة على الساحة العالمية".
وكان غلين قد أبدى في آب/أغسطس الماضي، رغبة الاتحاد في أن يبقى ساوثغيت مشرفا على المنتخب على الأقل لما بعد عام 2020 الذي سيشهد إقامة كأس أوروبا في 12 مدينة مختلفة، على أن يكون ملعب ويمبلي اللندني مضيفا للدور نصف النهائي والمباراة النهائية.
الا أن المسؤول الانكليزي أعرب أيضا يومها عن خشيته من أن يكون ساوثغيت هدفا لأندية قادرة على إغرائه براتب سنوي أكبر.
وإضافة الى قيادته المنتخب الإنكليزي الى الدور نصف النهائي، لفت ساوثغيت الأنظار في المونديال بأناقته في أرض الملعب، من اللحية المشذبة بعناية، الى القميص الأنيق وربطة العنق، وصولا الى "علامته المسجلة": سترة من دون كمين ضيقة عند الخصر.
- البحث عن توازن -
واعتمد المدرب خطة طموحة أبعد بموجبها أسماء مخضرمة مثل حارس المرمى جو هارت والمهاجم واين روني، لصالح الشباب. وكان معدل أعمار لاعبيه في المونديال نحو 26 عاما، وحمل شارة قيادة المنتخب مهاجم توتنهام هاري كاين الذي أتم بعد النهائيات عامه الـ25.
وثبت ساوثغيت الخميس نياته السابقة بالإبقاء على هذه الاستراتيجية، بإعلانه استدعاء ثلاثة وجوه جديدة الى التشكيلة المدعوة لمواجهة كرواتيا وإسبانيا في دوري الأمم الأوروبية.
ومنح ساوثغيت الفرصة لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني جايدون سانشو الذي سيمثل بلاده وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. كما ضم للمرة الأولى مهاجم ليستر سيتي جيمس ماديسون (21 عاما) ولاعب وسط دربي كاونتي من الدرجة الأولى مايسون ماونت.
وشدد ساوثغيت أنه لم يتردد في اختيار لاعبين شبان لتمثيل المنتخب، مضيفا من مركز سانت جورج بارك الوطني المخصص لتمارينه "لا تعرف أبدا مع اللاعبين الشباب ما يمكنهم فعله حتى تتاح لهم الفرصة".
وأوضح "نفذ مايسون ركلة جزاء في أولد ترافورد الأسبوع الماضي (فاز دربي على مانشستر يونايتد في كأس رابطة الأندية المحترفة)، وبدا وكأنه يفعل هذا الأمر طوال حياته. كان لجايدن تأثير مماثل مع دورتموند في المباريات الكبرى".
وواصل "أعتقد أننا في كثير من الأحيان، نحد من طموح الشبان أكثر من اللازم"، مشيرا الى أنه يحاول دائما البحث عن "توازن" في المنتخب.
وضم ساوثغيت لاعب وسط توتنهام هاري وينكز (22 عاما) للمرة الثانية، غداة مشاركته أساسيا ضد برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا (خسر فريقه على أرضه 2-4)، فيما سيكون لاعب وسط تشلسي روس باركلي أمام فرصة خوض مباراته الأولى مع المنتخب منذ اللقاء الودي ضد أستراليا في أيار/مايو 2016.
وسيغيب عن المباراتين المقررتين في 12 و15 الحالي ضمن المجموعة الرابعة للمستوى الأول ضد كرواتيا وصيفة بطلة العالم في رييكا واسبانيا في إشبيلية تواليا، نجم توتنهام ديلي آلي بسبب إصابة عضلية، كما غاب فابيان ديلف (مانشستر سيتي) وآدم لالانا (ليفربول) وجيسي لينغارد (مانشستر يونايتد) بسبب مشاكل بدنية.
وتسعى إنكلترا لتعويض خسارتها في الجولة الأولى ضد ضيفتها إسبانيا 1-2.
وهنا تشكيلة انكلترا:
-لحراسة المرمى: جوردان بيكفورد (إيفرتون)، جاك باتلاند (ستوك سيتي)، أليكس ماكارثي (ساوثمبتون)
للدفاع: كايل ووكر وجون ستونز (مانشستر سيتي)، هاري ماغواير (ليستر سيتي)، كيران تريبيير وداني روز (توتنهام هوتسبر)،&ترينت ألكسندر-أرنولد وجو غوميز (ليفربول)، لوك شو (مانشستر يونايتد)، جيمس تاركوفسكي (بيرنلي)
للوسط: إيريك داير (توتنهام)، روس باركلي (تشلسي)، ناثانييل شالوباه (واتفورد)، جوردان هندرسون (ليفربول)، مايسون ماونت (دربي كاونتي على سبيل الاعارة من تشلسي)، هاري وينكز (توتنهام)
للهجوم: هاري كاين (توتنهام)، جيمس ماديسون (ليستر سيتي) جايدون سانشو (بوروسيا دورتموند الألماني)، رحيم سترلينغ (مانشستر سيتي)، داني ويلبك (أرسنال)، ماركوس راشفورد (مانشستر يونايتد)
التعليقات