يخوض المنتخب الجزائري لكرة القدم الجمعة مباراة ضد بنين ضمن التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2019، هي الثانية له بقيادة مديره الفني الجديد جمال بلماضي الساعي الى إعادة الاستقرار الى منتخب تولى مقاليده ستة مدربين في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ويواجه "ثعالب الصحراء" منتخب بنين في مباراتين متتاليتين في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات. وتقام المباراة الأولى في البليدة (50 كلم غرب الجزائر) الجمعة، والثانية في 16 تشرين الاول/أكتوبر في كوتونو.

وقال بلماضي في مؤتمر صحافي الثلاثاء "المباراة مهمة جدا بالنسبة لنا".

وكان المنتخب الجزائري قد اكتفى في مباراته الأولى بقيادة بلماضي (42 عاما) بالتعادل مع غامبيا 1-1 في الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الرابعة. وأتت المباراة التي أقيمت في الثامن من أيلول/سبتمبر، بعد نحو شهر على تعيين النجم الدولي السابق على رأس الإدارة الفنية للمنتخب.

ولم يتذوق المنتخب طعم الفوز منذ آذار/مارس عندما فاز 4-1 على تنزانيا في مباراة ودية، لتتوالى النتائج السلبية بعدها بخسارة أمام إيران (1-2) والسعودية (صفر-2) والرأس الأخضر (2-3) والبرتغال (صفر-3).

وعجلت هذه النتائج بإقالة المدرب السابق رابح ماجر في حزيران/يونيو الماضي بعد ثمانية أشهر فقط من تعيينه. وبات بلماضي سادس مَن يتولى تدريب "ثعالب الصحراء" منذ العام 2016، في استمرار لفترة عدم الاستقرار التي تلت رحيل المدرب الفرنسي البوسني وحيد خليلودزيتش.

وبعدما قاد خليلودزيتش المنتخب الى الدور الثاني في كأس العالم 2014، فشل المنتخب في التأهل لمونديال روسيا 2018 وبلوغ النهائيات للمرة الثالثة تواليا. ومنذ رحيله، تداول على المنتخب ستة مدربين هم الفرنسي كريستيان غوركوف (أقل من سنتين)، والصربي ميلوفان رايفاتش (3 أشهر) والبلجيكي جورج ليكنز (3 اشهر)، والإسباني لوكاس ألكازار (نحو ستة أشهر)، وماجر (نحو ثمانية أشهر)، وصولا لبلماضي.

ولجأ الاتحاد الجزائري برئاسة خير الدين زطشي الى تعيين بلماضي الذي حقق، على رغم خبرته التدريبية المتواضعة، نتائج إيجابية في الموسم الماضي مع الدحيل القطري، وقاده للهيمنة على المسابقات المحلية.

وسبق لبلماضي أن خاض 20 مباراة دولية مع المنتخب كلاعب بين 2000 و2004، وهو ما يدفع محللين لاعتبار أنه قد يكون قادرا على إعادة الاستقرار للمنتخب، رغم أن ذلك مرهون بالنتائج.

وقال الحارس السابق للمنتخب في مونديال 1982 مهدي سرباح لوكالة فرانس برس أن لبلماضي "تجربة اللاعب والمدرب، حتى وان كانت إفريقيا غير قطر، و(هو) معروف بحب المنافسة والفوز".

الا أنه يقر في الوقت نفسه بأن "المدرب محكوم عليه بتحقيق النتائج ولا يقيَّم الا على أساسها (...) المدرب اذا لم يحقق نتائج لا يمكن الاحتفاظ به، وحتى بلماضي اذا لم يحقق نتائج فسيرحل من تلقاء نفسه".

- "لست انتحاريا" -

ولقي تعيين بلماضي ترحيبا في أوساط المشجعين والمعلقين الجزائريين، &نظرا للأثر الطيب الذي تركه خلال مسيرته كلاعب. ورأى اللاعب السابق علي بن الشيخ الذي يعمل كمحلل في قناة "الهداف"، أنه "لم يعد هناك أي عذر للاعبين فقد جاء المدرب الذي يفهمهم والذي يحب اللعب الجميل مثلما كان هو لاعبا جميلا".

الا أن هذا الترحيب لا يكفي ليكون وصفة نجاح بالنسبة الى المدرب، لاسيما في منتخب لم يشهد استقرارا منذ أعوام.

وبحسب المدرب السابق لمنتخب الشباب والمحلل الرياضي مراد وردي، فإن "الاستقرار أهم ما ينقص المنتخب الجزائري"، مضيفا لفرانس برس "أي مدرب لا يمكن ان ينجح في ظل منظومة كروية تعيش الفوضى".

ويعتبر وردي أن هذه الحال من عدم الاستقرار انعكست سلبا أيضا على البطولة المحلية التي أصبحت "عاجزة عن تزويد المنتخب باللاعبين".

ولم يستدع بلماضي لخوض مباراتي بنين، سوى لاعب واحد من الدوري الجزائري هو مصطفى زغبة حارس مرمى وفاق سطيف، في حين أن اللاعبين الـ22 الآخرين هم من المحترفين خارجا، منهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، وبغداد بو نجاح هداف السد القطري.

يبدو بلماضي مدركا للتحديات التي ستواجهه في مهمته، وهو قال في مؤتمره الصحافي الأول بعد تعيينه في آب/أغسطس بعقد يمتد حتى 2022، أن ما يعاني منه المنتخب هو "الفشل الجماعي وليس الفردي".

وأكد أنه فكر مليا قبل قبول المهمة "فأنا لست انتحاريا، لكني لست جبانا أيضا (...) ولم أقبل المنصب حتى تأكدت من أنني أملك الأسلحة للقيام بالمهمة"، موضحا أن هدفه الأول هو بلوغ أمم إفريقيا 2019 "ثم لن أتردد في مخاطبة اللاعبين للقول أنه يجب أن نفوز بهذه الكأس".

ويعتبر وردي أن التأهل للبطولة الإفريقية ممكن، لاسيما وأن الجزائر تتساوى حتى الآن بالنقاط في صدارة المجموعة مع بنين.

ويسأل "هل هذا كاف؟ (...) بلماضي يحتاج الى استقرار وظروف ووسائل عمل جيدة للنجاح".