وجد البرازيلي نيمار دا سيلفا مهاجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي نفسه مضطراً لإجراء عملية جراحية من أجل التعافي من الإصابة التي تعرض له على مستوى كاحل القدم خلال المباراة التي جمعت فريقه ضد ضيفه اولمبيك مرسيليا في مباراة "الكلاسيكو" ضمن الجولة السابعة والعشرين من بطولة الدوري الفرنسي .

ووفقًا لما تداوله عدد من التقارير الإعلامية، فإن نيمار سيخضع للعملية الجراحية غداً السبت في البرازيل ، على ان يتمثل بعدها لراحة طويلة قد تصل مدتها ثلاثة أشهر، أي انه سيغيب عن الملاعب خلال أشهر مارس وأبريل ومايو .
 
ووفقاً لتصريحات طبيب المنتخب البرازيلي، فإن أمام نيمار اقل من شهر لتجهيز نفسه بدنياً إستعداداً لخوض غمار نهائيات كأس العالم بروسيا مع "السيليساو" في الفترة من يوم 14 من شهر يونيو وحتى 15 من شهر يوليو القادمين.
 
هذا وتعتبر فترة النقاهة ضرورية لأي رياضي يتعرض لإصابة طويلة، خاصة بالنسبة إلى نيمار ومدى قدرته على أن يكون جاهزاً للإستحقاق العالمي ، و رغم أن الإصابة لا تهدد حضوره ضمن قائمة الثلاثة والعشرين لاعباً الذين تم استدعاؤهم لصفوف المنتخب البرازيلي ، إلا أن حضوره في التشكيلة الأساسية للمدرب تيتي وتقديمه أداء جيداً يبقيان أمراً مشكوكاً فيه.
 
ويحتفظ تاريخ نهائيات كأس العالم بحالات مشابهة لحالة نيمار، والذين تعرض أصحابها لإصابات على مستوى الكاحل ، بعضهم اضطر للغياب عن المونديال ، فيما تمكن الآخرون من حضور المحفل العالمي لكنهم عجزوا عن تقديم عروض فنية جيدة ، من أبرزهم الإنكليزي دافيد بيكهام الذي تعرض لإصابة في كاحله خلال مباراة ناديه مانشستر يونايتد ضد ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني في دوري أبطال أوروبا ، وقبيل أسابيع من إنطلاق كأس العالم 2002 في كوريا واليابان ، ليشارك رفقة منتخب بلاده في المونديال ويقدم أداء متواضعاً، كما اضطر الألماني مايكل بالاك إلى الغياب عن منتخب بلاده في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا بسبب إصابة مماثلة.
 
ومما يؤكد مخاوف نيمار في أن تؤثر إصابته على حضوره وأدائه مع منتخب بلاده في المونديال ، هي حالته النفسية السيئة التي يعيشها حالياً بعدما تم إخباره بأنه سيخضع للعملية الجراحية كونها الحل الوحيد لتعافيه ، حيث أكد رودريغو لاسمار طبيب المنتخب البرازيلي قائلاً :" إن نيمار محبط ومتوتر بسبب الإصابة التي جاءت في وقت حرج إذ أنها ستبعده عن مباراة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا التي كان يراهن عليها لإثبات نفسه كنجم كبير ، كما أنها تهدد مشاركته الثانية في كأس العالم بعدما كانت إصابته في الظهر سبباً في استبعاده عن المشاركة الأولى في عام 2014 بالبرازيل بعد التدخل العنيف من المدافع الكولومبي زونيغا ".
 
وفي وقت تعتبر الراحة التي تأتي بعد موسم شاق إيجابية ومفيدة للاعب ، من أجل التخلص من الإرهاق واستعادته للحيوية والحماس، إلا ان الراحة السلبية التي تفرضها الإصابات ، تعيق مسيرة اللاعب كونه يحتاج لفترة مطولة لإستعادة جاهزيته فضلاً عن كونه يعود للعب كرة القدم والمنافسات الكروية في حالة معنوية صعبة خاصة في ما يتعلق بخوفه من تكرار الإصابة أو تجددها.
 
ومما يزيد من قلق نيمار، بأن عودته ستتزامن مع نهاية منافسات الموسم الرياضي ، حيث لن تكون حينها هناك أية فرصة له لاختبار جاهزيته البدنية والفنية قبل إنطلاق المونديال، باستثناء المباريات الودية التي قد يلعبها مع منتخب بلاده استعداداً للبطولة العالمية.
 
وأخيراً، فإن فترة نقاهة نيمار قد تكون أطول مما تم الإعلان عنه، بعدما ارتفعت من بضعة أيام مباشرة عقب الإصابة إلى بضعة أسابيع لتصل إلى ثلاثة أشهر في محاولة من الطاقم الطبي للنادي وطبيب المنتخب البرازيلي لتفادي انهيار نيمار ، خاصة أن الحالة النفسية للاعب بعد العملية الجراحية لها تأثير كبير على تعافيه بشكل جيد وأسرع في حين أن استعجاله في التشافي ستكون له نتائج سلبية.