نادي غرايفسفالدر الالماني المتواضع بعيد كل البعد عن ريال مدريد الاسباني بطل اوروبا في الأعوام الثلاثة الأخيرة، لكن بطل العالم طوني كروس يعد نجما محليا في المدينة الشمالية الصغيرة على ساحل البلطيق.

بعمر السادسة، بدأ كروس مسيرته في النادي المتأهل حديثا الى الدرجة السادسة، قبل الانضمام الى هانزا روستوك ثم العريق بايرن ميونيخ وأخيرا ريال في 2014 بعد مساهمته في احراز "ناسيونال مانشافت" لقبه العالمي الرابع في البرازيل.

يقول المراهق بن أولي، لاعب وسط غرايفسفالدر لتحت 15 سنة والذي لم يشاهد بالعين المجردة كروس يلعب "طوني كروس قدوة كبيرة لي. نحن فخورون بأن نجما عظيما تعلم كرة القدم في غرايفسفالد".

نادرا ما يعود كروس الى المدينة الهادئة البالغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، حيث لا يزال والده رولاند يدرب الفريق الاول ويعد نجاح لاعب الوسط المميز مصدر اهتمام. فليكس شقيق طوني يلعب مع أونيون برلين في الدرجة الثانية، ونجاحهما يشكل فخرا لأبناء المدينة.

يقول مدربه السابق فولفغانغ تولر (60 عاما) "يتصل بنا من خلال (تطبيق) واتساب لأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة".

يتابع "الاجابات لا تأتي في الدقيقة عينها، لكننا لا نزال أصدقاء مع رولاند ووالدته (...) زملائي فخورون بطوني، نتحدث دوما عنه ونعلق على ادائه".

- موهبة مبكرة -

في ملعب تصطف الأشجار بجانبه، حلم كروس للمرة الاولى بأن يصبح بطلا للعالم.

يتابع تولر مشيرا الى احد ملاعب التدريب "كان هناك. أذكر ذلك بوضوح، وراء الحافة مع والده خلال تمرين لفريق الناشئين".

تابع "سألنا والده عن امكانية مشاركته، فقلنا +نعم، لم لا!+. لاحظنا فورا جودته وفي نهاية التمرين قلنا +يمكنه العودة متى أراد+".

وشرح "كان طوني قصير القامة، أصغر بعامين أو ثلاثة من باقي الاطفال في المجموعة، لكن يمكنك ملاحظة موهبته من الطريقة التي كان يتحرك بها وتمركزه".

يتذكر هارتموت شميدت (64 عاما) الذي تشارك تدريب فريق الناشئين مع تولر، الطفل الصغير صاحب الموهبة الهائلة "لم يكن يذهب بعد الى المدرسة وبالتالي لا يستطيع الكتابة. أذكر كيف أمسكت والدته بيده عندما وقع على تصريح اللعب الاول".

ولد كروس في كانون الثاني/يناير 1990، بعد شهرين من سقوط جدار برلين. لعب والده مع غرايفسفالدر فيما كانت والدته بريجيت بطلة بادمنتون في ألمانيا الشرقية السابقة.

يقول تولر "اهتما بعناية فائقة بالاولاد، من حيث التغذية والنوم وهذا أمر هام بالنسبة للرياضيين".

- "القلب دق لمدريد" -

كان كروس بعمر الثانية عشرة عندما رصده هانزا روستوك، أكبر ناد في ولاية ميكلنبورغ-فوربوميرن والواقع على بعد 100 كلم غرب غرايفسفالد.

للتأكد من تلقي كروس كل الدعم الذي يريد، وظف النادي والد كروس كمدرب لفريق دون 17 عاما وانتقلت عائلته بأكملها للسكن هناك.

كانت الخطوات الأولى في الطريق نحو ملعب سانتياغو برنابيو.

بعمر السادسة عشرة، اقتنص بايرن كروس في أكاديميته للناشئين ثم بدأ مسيرته الاحترافية في 2007، ليصنع هدفين في أول 18 دقيقة بعد دخوله بديلا في أول مباراة رسمية مع الفريق الاول أمام انرجي كوتبوس (5-صفر).

أعير الى باير ليفركوزن لموسم 2009-2010، لكن بعد عودته كان عنصرا هاما في ثلاثية 2013 (أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليان).

مع ذلك، غاب كروس عن النهائي ضد مواطنه بوروسيا دورتموند بسبب الاصابة.

حمل ألوان بايرن في 205 مباريات، لكنه انضم الى ريال في 2014 بعد قول الرئيس التنفيذي في النادي البافاري كارل-هاينتس رومينيغه انه "ليس لاعبا عالميا".

لا شك بأن العدد الكبير من الكؤوس التي أحرزها كروس في فترة زمنية قصيرة في اسبانيا، أحرج مسؤولي بايرن.

انتقاله من غرايفسفالد الى العملاق الاسباني ترك جيبا صغيرا في المانيا يشجع النادي الملكي. يقر شميدت "عندما لعب ريال مع بايرن في دوري الأبطال (نصف النهائي)، دقت قلوبنا مع ريال مدريد".