تدخل اسبانيا مباراتها الثانية في مونديال روسيا 2018 وحارسها دافيد دي خيا تحت مجهر التشكيك بمستواه بعد تلقيه ثلاثة أهداف في المباراة الأولى ضد البرتغال، لكن زملاءه في "لا روخا" يعربون عن دعمهم له وثقتهم بقدراته ومؤهلاته.
أمضى حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي أمسية للنسيان في 15 حزيران/يونيو 2018، بعد التعادل 3-3 في المجموعة الثانية ضد أبطال أوروبا 2016. تلقى بداية ركلة جزاء، وارتكب خطأ فادحا في التعامل مع تسديدة بعيدة في أواخر الشوط الأول، وتلقى ركلة حرة رائعة في الدقيقة 88 ضمنت للبرتغال التعادل. مسجل الأهداف الثلاثة؟ كريستيانو رونالدو.
اضطر "مدرب العجلة" الاسباني فرناندو هييرو الذي عين في منصبه قبل يومين فقط من المباراة الأولى بعد إقالة جولن لوبيتيغي، للدفاع عن حارسه البالغ من العمر 27 عاما، والذي يعد من الأفضل في العالم.
قال هييرو عن دي خيا "نحن لا نشكك به وهو لا يشكك بنفسه. لقد احتضنته (بعد المباراة)"، مضيفا "ندرك أن حراسة المرمى مركز خاص وله خصوصيته على الصعيد النفسي، وليس لدينا أي شكوك، حقا".
"الاحتضان" كان أيضا ما وفره قائد المنتخب وريال مدريد سيرخيو راموس لدي خيا. نشر بعد ساعات من المباراة صورة لهما في أرض الملعب يتعانقان، مع تعليق "الأمر لا يتعلق بعدم الفشل أبدا، (لكن) الأمر يتعلق دائما بعدم الاستسلام. دائما في فريقي، دي خيا. لنواصل".
على مستوى الأداء، قدم الاسبان مباراة أولى جيدة في مستهل مسعاهم لتعويض خيبة مونديال 2014 حين تنازلوا عن لقبهم العالمي بخروجهم من الدور الأول، لاسيما أن المباراة ضد رونالدو ورفاقه أتت بعد يومين فقط من هزة إقالة لوبيتيغي بعد الاعلان عن انه ستولى تدريب ريال بعد النهائيات.
لكن دي خيا كان مصدر الشك الأكبر بعد مباراة قطبي شبه الجزيرة الايبيرية. الخطأ ضد البرتغال جاء بعد هفوة أخرى ضد سويسرا (1-1) في المباراة الاستعدادية الأخيرة قبل الانتقال الى روسيا. بعد مباراة واحدة في المونديال، تلقت إسبانيا نفس عدد الأهداف التي هزت شباكها في مشوارها بأكمله في مونديال جنوب أفريقيا 2010، والذي أحرزت في نهايته اللقب.
كان ايكر كاسياس بين الخشبات الثلاث حينها، ودي خيا خلفه في المهمة، ما يجعل المقارنة بين الإثنين عنوانا أساسيا في مشاركات "لا روخا".
- تعلم النجاح من الفشل -
لكن حارس مانشستر يونايتد واثق من نفسه على رغم ما حصل الجمعة في سوتشي. يؤكد "وحدهم الذين يضعون القفازات (حراس المرمى) ويدخلون الى أرضية الملعب، يعلمون مدى صعوبة الأمر. المدرب يساندني، كانت هفوة وهذه الأمور تحصل".
ليست المرة الأولى التي يجد فيها دي خيا نفسه تحت المجهر. عشية كأس أوروبا 2016 وقبل ان توكل اليه مهمة الحارس الأساسي في المنتخب، ورد اسمه في تحقيق حول فضيحة جنسية، على خلفية مزاعم بأنه أقام حفلا عام 2012 أجبرت فيه سيدتان على ممارسة الجنس.
تمت تبرئته من التهمة، الا ان القضية عادت الى الظهور مؤخرا عندما زار رئيس الوزراء الإسباني الجديد بدرو سانشيز معسكر المنتخب لإلقاء خطاب تشجيعي قبل السفر الى روسيا للمشاركة في النهائيات. رفض دي خيا أن يصفق للزعيم الاشتراكي لأن الأخير انتقده عندما ورد اسمه في القضية.
بالنسبة لزملاء دي خيا في "لا روخا"، هم لا يكترثون بالمسائل "الجانبية" بل كل ما يريدونه أن يشعروا بالأمان في خط الدفاع الأخير.
ثقتهم كبيرة بحارسهم، بحسب ما أكد ايسكو الذي قال "هو بخير. لا أحد يحب ارتكاب الأخطاء. لا يزال أحد أفضل حراس المرمى في العالم".
في كل الأحوال، مركز دي خيا الذي يتردد انه قريب من توقيع عقد جديد مغر مع فريقه الانكليزي، يبدو آمنا في الوقت الحالي، ودون أي تهديد فعلي من الحارسين الاحتياطيين بيبي رينا الذي أمضى أكثر من عقد من الزمن جالسا على مقاعد بدلاء "لا روخا"، وكيبا أريسابالاغا الذي لم يخض سوى مباراة دولية واحدة.
يأمل دي خيا في ان يستعيد الثقة ضد إيران ويساهم في وضع إسبانيا على مسار التأهل الى الدور ثمن النهائي. عبر حسابه على تويتر يوم المباراة في 15 حزيران/يونيو، نشر الصورة نفسها التي نشرها راموس.
تعليق دي خيا كان "لتتعلم ان تنجح، عليك أولا ان تتعلم ان تفشل. نواصل".
التعليقات