ربع ساعة دمرت أحلام المصريين التواقين لتحقيق نتيجة مشرفة في كأس العالم لكرة القدم. ثلاثة أهداف روسية مطلع الشوط الثاني في سان بطرسبورغ الثلاثاء، وضعت الفراعنة باكرا خارج منافسة التأهل وفتحت باب انتقادات قاسية ومتجددة بحق المدرب الارجنتيني هكتور كوبر.

كان كوبر أول المعترفين بالأخطاء في مباراة هلل المصريون قبل بدايتها لعودة نجمهم محمد صلاح، بعد غيابه منذ نهاية أيار/مايو بسبب الاصابة القوية في الكتف الأيسر. قال الأرجنتيني "أخطأنا كثيرا، لم نحسن الدفاع لمدة 10 او 15 دقيقة ولم يسعفنا الحظ في التسجيل في الشوط الاول".

وسجل المضيف أهدافه بين الدقيقتين 47 و62. وأتى الأول خطأ من قائد المنتخب أحمد فتحي في مرماه، والثاني بتسديدة من دينيس تشيريتشيف، والثالث من أرتيم دزيوبا. أما هدف التقليص فسجله صلاح من ركلة جزاء.

وفند قلب الدفاع الدولي السابق وائل جمعة الأخطاء في تعليق عبر قناة "بي ان سبورت"، فاعتبر ان "في الهدف الاول كان فتحي مندفعا بعد إبعاد (الحارس محمد) الشناوي الكرة من دون تفاهم مع (احمد) حجازي".

أضاف "بدأنا ندفع في الشوط الثاني ضريبة توتر لا ضرورة له. أخطاء عدم التركيز ناجمة عن الاندفاع البدني والجري الكبير".

بعد سنوات عجاف، أعاد كوبر مصر الى كأس افريقيا المتوجة بلقبها 7 مرات (رقم قياسي)، بعد غياب في 2012 و2013 و2015، وبقي متقدما على الكاميرون حتى آخر نصف ساعة في النهائي. وفي كأس العالم، وضع مصر بين الكبار للمرة الاولى منذ مشاركتها الثانية في 1990.

لكن مدرب فالنسيا الاسباني وانتر الايطالي السابق خلق حالة جدلية بين داعم لانجازاته ومنتقد لأسلوب دفاعي صارم، يبرره ابن الثانية والستين بان "الكل ينظر فقط الى النتائج".

بيد ان الخسارتين أمام الأوروغواي (صفر-1) وروسيا (1-3) في المونديال الحالي، أعادتا فتح باب الانتقادات بحق كوبر، بعد مباريات تحضيرية غير مقنعة خصوصا من الناحية الهجومية.

أبرز هذه الانتقادات أتت من حسن شحاته، المدرب المخضرم الذي قام مصر الى 3 ألقاب افريقية في 2006 و2008 و2010. وقال لقناة "دي ام سي"، "تكلمنا كثيرا عن خياراته. هو يقول انه عنيد، لكن هناك تدخلات ومجاملات في اختيار اللاعبين".

وعن اختيار رأس حربة وحيد في تشكيلته هو مهاجم الاهلي مروان محسن الغائب معظم الموسم الماضي لاصابته، سأل شحاتة "مهاجم واحد؟ كانت حجته دوما ان المهاجمين لا يملكون خبرة دولية".

نجم الأهلي السابق زكريا ناصف رأى بدوره ان "كوبر لديه مشكلة في ادارة المباريات"، محملا الاتحاد المصري ورئيسه هاني أبو ريدة مسؤولية عدم "وضع خطة استراتيجية واهتمام بالمسابقات والمنتخبات".

أضاف "فليذهبوا الى ايسلندا التي يبلغ عدد سكانها 350 الف نسمة، ويشاهدوا كيف أوصلتهم تجربتهم الى كأس العالم وتعادلوا مع الارجنتين".

- صلاح العائد من "نقاهة" -

في المقابل، حمل نجم مطلع الالفية محمد أبو تريكة لواء الدفاع عن اللاعبين، وقال محلل شبكة "بي ان"، "قدمنا عشرين دقيقة كارثية في بداية الشوط الثاني كلفتنا ثلاثة اهداف. انما الشبان لم يستسلموا في نهاية المباراة وظهرنا في النهاية بشكل جيد نوعا ما وسجلنا هدفا".

وتابع نجم الاهلي السابق الذي اعتزل في نهاية 2013 "هذا الجيل أوصل منتخب مصر الى العالمية. كنا نتمنى بلوغ الدور الثاني لكن لا يجب ذبح اللاعبين. هؤلاء اللاعبين قدموا ما لم يقدمه أي جيل، ويحتاجون الى حماية وتكريم واحترام".

لم تسجل مصر سوى هدفين ضمن 5 مباريات في كأس العالم منذ ثنائية عبد الرحمن فوزي في 1934، والهدفان من نقطة الجزاء لمجدي عبد الغني في مرمى هولندا في 1990 ولمحمد صلاح، افضل لاعب افريقي وفي انكلترا الموسم المنصرم، ضد روسيا الثلاثاء.

كانت مشاركة صلاح موضع ترقب منذ إصابته بالتواء في مفصل كتفه في المبارة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ناديه ليفربول وريال مدريد الاسباني في 26 أيار/مايو. غاب عن المباراة الاولى وشارك اساسيا ضد روسيا.

بدأ المباراة بحذر ودخل في مجرياتها تدريجا، قبل ان يشكل فرصا خطيرة على مرمى إيغور اكينفييف ويحصل على ركلة جزاء الهدف الوحيد.

ورأى شحاتة ان دخول صلاح كأساسي بعد غيابه لأكثر من ثلاثة أسابيع لم يكن خطوة صائبة. وقال "لم يكن يجدر به (كوبر) الدفاع بصلاح أساسيا، لانه كان بمثابة فترة نقاهة اخيرا".