أفلت نجما المنتخب السويسري لكرة القدم شيردان شاكيري وغرانيت تشاكا من الايقاف بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الاكتفاء بتغريمهما على خلفية احتفالهما "السياسي" بعد التسجيل في مرمى صربيا خلال لقاء الفريقين في مونديال روسيا.

وأعلن "فيفا" الإثنين أنه غرم كلا من شاكيري وتشاكا، وكلاهما تعود أصولهما الى إقليم كوسوفو، مبلغ 10 آلاف فرنك سويسري (8660 يورو)، كما غرم ايضا زميلهما المدافع شتيفان ليخشتاينر بـ5 آلاف للمشاركة معهما في استفزاز الجمهور واللاعبين الصرب.

وتقدمت صربيا في مباراة الجمعة التي اقيمت في كالينينغراد بهدف منذ الدقيقة الخامسة، الا ان سويسرا قلبت الطاولة، وفازت في الثواني الأخيرة بنتيجة 2-1. وما ان سجل شاكيري هدف الفوز، حتى توجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديه على صدره بشكل معاكس، راسما شارة "النسر المزدوج" الأسود اللون، رمز ألبانيا والذي يتوسط علمها الأحمر. سبقه الى ذلك مسجل الهدف السويسري الأول، تشاكا.

وفتح شاكيري وتشاكا عريضا باب التاريخ بهذه الحركة. فكوسوفو، الاقليم ذو الغالبية المسلمة الواقع شمال ألبانيا، شرع في حملة انفصال عن صربيا عام 1998. قمع نظام بلغراد محاولات الانفصال المسلحة بقوة، ما دفع حلف شمال الأطلسي الى التدخل في آذار/مارس وشن غارات على العاصمة الصربية، فاضطرت قواتها الى الانسحاب من كوسوفو بعد 78 يوما. بعد عشرة أعوام من إدارة الامم المتحدة، أعلن الاقليم استقلاله بعد نزاع حصد 13 ألف قتيل.

وبما أن "فيفا" يمنع الرسائل والشعارات السياسية في الملاعب، قرر فتح اجراء تأديبي بحق اللاعبين دون أن يوقفهما بل اكتفى بتغريمهما على غرار ليختشتاينر الذي أراد فقط مساندة زميليه والاحتفال على طريقتهما. واعتبر الاتحاد الدولي الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، ان قراره يستند الى "التصرف غير الرياضي المخالف لمبادىء اللعب النظيف".

وعلى رغم ان كوسوفو باتت دولة مستقلة اعترفت بها أكثر من مئة دولة (لا تشمل صربيا وخمس دول من الاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين)، الا انها لا تزال متعلقة عاطفيا بـ "الأمة الألبانية".