أثارت طريقة احتفال لاعبي سويسرا، غرانيت شاكا، و شيردان شاكيري، بهدفيهما، في نهائيات كأس العالم المقامة في روسيا، غضبا في صربيا.

وقد سجل شاكا هدف التعادل لسويسرا أمام صربيا وأضاف شاكيري هدف الفوز لفريقه، واحتفل كلاهما بشعار النسر المزدوج الذي يعد شعارا وطنيا في ألبانيا.

ويرى منتقدون أن طريقة الاحتفال بهذا الشعار قد تثير التوتر بين القوميين الصرب والألبان.

وأثنى الرئيس الألباني على ما فعله اللاعبان، ولكن صحيفة صربية مقربة من الحكومة قالت إن اللاعبين "أهانا" سويسرا.

وأفادت خدمة المتابعة الإعلامية في بي بي سي بأن صحيفة مقربة من الحكومة الصربية استخدمت عبارات جارحة في الحديث عن الألبان قائلة إن: "زمرة الألبانيين في فريق صانعي الساعات شرع في إطلاق سهامه السامة من أسابيع، حتى لا تنتهي المباراة دون استفزاز".

ووصف صحف سويسرية أيضا طريقة الاحتفال بأنها "مستفزة". وقد تعرض اللاعبان منذ البداية إلى تصفير المشجعين الصرب.

وقلل شاكيري بعد المباراة من شأن طريقة احتفاله بالهدف، قائلا: "أنا سعيد جدا بتسجيلي هذا الهدف. لا أكثر. لا أعتقد أنه علينا الحديث عن هذا الآن".

وينحدر شاكا وشاكيري من عائلتين هاجرتا إلى سويسرا من كوسوفو، التي تعرض فيها المسلمون إلى مجزرة على يد الصرب، انتهت بتدخل عسكري لحلف الناتو عام 1999.

وقضى والد شاكا ثلاثة أعوام سجينا سياسيا في يوغوسلافيا سابقا لأنه كان يدعم استقلال كوسوفو. أما شاكيري فولد في كوسوفو، وهربت عائلته إلى سويسرا مع اللاجئين من حرب البوسنة.

وأعلنت كوسوفو استقلالها عام 2008، ولكن صربيا حليفتها روسيا وأغلب الصرب داخل كوسوفو لا يعترفون بها.

وحدث توتر بين الصرب واللاعبين السويسريين من أصول ألبانية قبل المباراة.

ويلبس شاكيري حذاء عليه علم سويسرا من جهة وعلم كوسوفو من الجهة الأخرى. ولكن اللاعب الصربي، ألكسندر ميتروفيتش، يقول عنه إذا كان يحب كوسوفو إلى هذه الدرجة ويحمل علمها لماذا رفض اللعب في فريقها".

وكان الجمهور الصربي يصفر كلما ذكر اسم شاكيري.

وقال المدرب السويسري، فلاديمير بيتكوفيتش، المولود في البوسنة، "لا ينبغي أبدا أن نخلط بين كرة القدم والسياسة". ورفض مدرب صربيا، كريتسيتش، المولود أيضا في البوسنة، التعليق على الموضوع.

ووصفت أغلب وسائل الإعلام الصربية طريقة الاحتفال بأنها استفزاز، ولكنها لم تتناولها بالحدة نفسها.

وتقدم الاتحاد الصربي لكرة القدم بشكوى رسمية للفيفا من طريقة احتفال شاكيري بالهدف واتهمه بالاستفزاز.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها التوتر بين صربيا وألبانيا في ملاعب كرة القدم.

ففي عام 2014 توقفت مباراة بين البلدين بعدما رفعت طائرة بلا طيار فوق الملعب علم ألبانيا، ومنع المشجعون الألبانيون من حضورة المباراة.