استفاد الهولندي ماكس فيرشتابن سائق فريق ريد بول من الانسحاب المزدوج لسيارتي مرسيدس، ليحرز المركز الاول في سباق جائزة النمسا الكبرى، المرحلة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا واحد، الاحد.

وتقدم فيرشتابن، الذي إجتاز مسافة السباق (71 لفة) بوقت إجمالي وقدره 1،21،56،024 ساعة بمعدل سرعة بلغ 224،415 كلم/ساعة على سائقي فيراري الفنلندي كيمي رايكون،الذي حل ثانيا متأخرا بفارق 1،504 ثانية فقط وحقق أسرع لفة خلال السباق بوقت وقدره 1،06،957 دقيقة، في وقت وصل الالماني سيباستيان فيتل ثالثا متأخرا بفارق 3،181 ثوان عن الفائز، واستعاد صدارة ترتيب السائقين بفارق نقطة عن البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس) الذي اضطر للانسحاب في اللفة 64 بسبب مشكلة في ضغط الوقود.

ومع انسحاب هاميلتون تنتهي سلسلة من 33 سباقا على التوالي، وهو رقم قياسي، دخل خلالها سائق "الأسهم الفضية" ترتيب النقاط. 

وحقق فيرشتابن في سباق اليوم، اول انتصار له هذا العام والرابع في مسيرته، على أرض فريقه، وصعد الى منصة التتويج للسباق الثالث على التوالي بعد كندا وفرنسا حيث حل ثالثا وثانيا تواليا، ليسكت ألسنة منتقديه في بداية الموسم بسبب قيادته المتهورة أحيانا.

وقال فيرشتابن، الذي حصل على تشجيع من "جيش برتقالي" قدر عدده بأكثر من 20 ألف متفرج، "من الرائع الفوز في عقر دار ريد بول على حلبة ريد بول رينغ". 

وتابع "من الصعب جدا التعامل مع الإطارات بسبب التقرحات، ولكن تمكنا من الصمود حتى النهاية" مؤكدا في الوقت ذاته أنه "من الرائع الفوز هنا أمام العديد من المتفرجين الهولنديين".

وعبر هاميلتون عن عدم رضاه عن الاستراتيجية التي اعتمدها فريقه وكلفته خسارة الصدارة قبل إنسحابه قائلا "لقد رمينا الفوز الذي كان بمتناول أيدينا" مشيرا إلى عدم إدخاله لتبديل إطارات سيارته، على غرار باقي السيارات، في اللفة 14 إثر إنسحاب زميله فالتيري بوتاس واعتماد نظام سيارة الأمان البصرية.

-نقطة يتيمة-

وانسحب الفنلندي (بوتاس)، حامل اللقب العام الماضي على الحلبة النمسوية، بعدما كان انطلق من المركز الأول، بسبب تعطل علبة التروس في نهاية اسبوع كارثية لفريق مرسيدس الذي فشل في حصد النقاط للمرة الاولى منذ 44 سباقا. وهي المرة الاولى التي يعاني فيها الفريق الألماني من إنسحاب مزدوج منذ جائزة إسبانيا الكبرى عام 2016 عندما إصطدم هاميلتون بزميله حينها نيكو روزبرغ في اللفة الأولى.

ولم يحالف الحظ سائق ريد بول الثاني الاسترالي دانيال ريكياردو في ذكرى عيد ميلاده الـ 29 الذي صادف مع عطلة نهاية اسبوع السباق النمسوي إذ إضطر بدوره للانسحاب في اللفة 45 بسبب تعطل علبة التروس على متن سيارته. 

واستفاد فيتل من مصائب هاميلتون ليتصدر مجددا ترتيب السائقين بفارق نقطة يتيمة وبرصيد 146 نقطة مقابل 145 لمنافسه البريطاني، في وقت حل رايكونن ثالثا (101) وريكياردو رابعا (96).

وقال السائق الالماني "قلت لماكس (فيرشتابن) أنه خاض سباقا جيدا، مستقرا وبدون أخطاء. من ناحيتي تمكنت من تقليص الاضرار وهو يوم إيجابي بالنسبة لي".

في المقابل قال رايكونن "إضطررت للتراجع عند المنعطف الأول لأن السيارات كانت متقاربة جدا من بعضها البعض. لاحقا، كانت سيارتي جيدة ولكن احتجنا للمزيد من اللفات (من أجل اللحاق بفيرشتابن)".

ورافقت الإثارة سباق النمسا فور الانطلاقة بعدما نجح هاميلتون، المنطلق من المركز الثاني، في التقدم للمركز الأول، في وقت تمكن رايكونن من "حشر" سيارته الحمراء بين سيارتي مرسيدس هاميلتون وبوتاس المتراجع، في صراعه على المركز الثاني، ولكن الفنلندي نجح في تجاوز سائق فيراري. 

وتصدر هاميلتون السباق بفارق 2،4 ثانيتين عن باقي منافسيه، في وقت تراجع فيتل للمركز السادس في اللفة الثالثة. 

- نيران مشتعلة-

في اللفة 12 انسحب نيكو هالكينبيرغ سائق رينو بسبب تضرر محرك سيارته رينو وتصاعد الدخان ولهب النيران خلفه، ما دفع ادارة السباق الى إشهار الاعلام الصفراء. وتلاه بعد 3 لفات بوتاس بسبب تعطل علبة التروس وتم اعتماد نظام سيارة الامان البصرية، فسارعت الفرق الى إستدعاء سياراتها للدخول الى مركز الصيانة مع توقف مزدوج لفيراري وريد بول، باستثناء هاميلتون الذي بقي على الحلبة حيث توجب عل السائقين تقليص السرعة بنسبة 40 بالمئة بدون إمكانية التجاوز. 

وتوجه هاميلتون، الذي ادرك الخطأ الذي إرتكبه فريقه والخطر الذي بات يهدد فوزه، الى فريقه عبر الراديو قائلا "لم يعد لدي الكثير من الوقت لإطاراتي الحالية". فرد عليه جيمس فولز مهندس الاستراتيجية في مرسيدس "إنه خطئي. افعل ما بوسعك".

وتوقف هاميلتون في اللفة 25 وعاد الى الحلبة رابعا أمام منافسه المباشر فيتيل، لكن بطل العالم أربع مرات بدا غاضبا مما حصل.

وقاد فيرشتابن السباق متقدما بفارق 4،9 ثوان على زميله ريكياردو، مع رايكونن ثالثا.

وتذمر هاميلتون مرة جديدة مما حصل قائلا "لا يمكنني استيعاب ما يحصل، لن أكون قادرا على تجاوز هؤلاء السائقين أمامي. لقد رمينا الفوز".

ولعبت الإطارات دورا بارزا في تحديد هوية الفائز، حيث إضطر هاميلتون للدخول إلى المرآب في اللفة 53 للتزود باطارات فائقة النعومة ليعود الى الحلبة في المركز الخامس خلف ريكياردو، الذي سرعان ما انسحب.

 وبرغم محاولات هاميلتون لاستخراج الافضل من مرسيدس، إلا أن فريقه الذي لم يذق طعم الخسارة في النمسا في الأعوام الاربعة الاخيرة، عانى من الأمرين بعد انسحاب البريطاني في اللفة 64 بسبب فقدانه قوة محرك سيارته.

وأكمل الفرنسي رومان غروجان سائق هاس وزميله في الفريق الدنماركي كيفن ماغنسون والفرنسي إستيبان اوكون وزميله في فريق فورس إنديا المكسيكي سيرجيو بيريز والإسباني فرناندو ألونسو (ماكلارين) والفرنسي شارل لوكلير، سائق ساوبر وزميله السويدي ماركوس إريكسون المراكز العشرة الأولى.