رغم خيبة الأمل الكبيرة التي منيت بها الجماهير التونسية في بطولة كأس العالم بروسيا إثر الخروج المبكر لمنتخب بلادها و الظهور بأداء متواضع خصوصا في اللقاءين الأول والثاني أمام إنكلترا وبلجيكا، فقد سجل "نسور قرطاج" أرقاماً هامة في البطولة .
وحقق منتخب تونس في المونديال الروسي ، فوزه الثاني في المسابقة بعد 40 عاماً من الانتظار على حساب ممثل منتخب بنما (ممثل منطقة الكونكاكاف) بهدفين لهدف، مع تحقيق المشاركة الأفضل هجومياً بتسجيل 5 أهداف وهي المرة الأولى التي ينجح فيها لاعبي تونس من هز شباك جميع خصومهم خلال نسخة واحدة ، فيما بصم محترف الاتفاق السعودي فخر الدين بن يوسف على الهدف رقم 2500 في تاريخ النهائيات بعد أن سبقه اللاعب ماركوس ألباك بتسجيل الهدف 2000 في مونديال 2006 بألمانيا.
&
البطولة سجلت أيضا تألقاً لافتاً لعدد من اللاعبين الذين خطفوا الأضواء كالمدافع ديلان براون ، غير اللاعب الأبرز في هذه البطولة هو محترف نادي رين الفرنسي وهبي الخزري الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب ، حيث بات الهداف التاريخي لتونس في كأس العالم برصيد هدفين سجلهما في مرمى منتخبي بلجيكا وبنما ، بنفس الطريقة مستغلا عرضية أولى من الظهير الأيمن حمدي النقاز وعرضية ثانية من الظهير الأيسر أسامة الحدادي ، حيث قدم أداء جيد ولفت الأنظار إليه ليتم اختياره في الجولة الثالثة ضمن التشكيلة المثالية ، رغم تعرضه للإصابة وعدم جاهزيته البدنية وغيابه على اللقاءات الودية.&
&
الخزري : أشعر بالرضا على ما قدمته&
&
أعرب اللاعب وهبي الخزري عن سعادته البالغة بدخول التاريخ مع المنتخب التونسي ليصبح أول لاعب تونسي يسجل هدفين في نسخة واحدة مؤكدا : " أشعر بالرضا التام على ما قدمته في مونديال روسيا ، بالفعل كان بإمكاننا تقديم بطولة أفضل لكن خسارتنا المتأخرة في الوقت القاتل أمام إنكلترا أثرت سلبا على مشوارنا ".
&
الخزري شدد على أن هناك عمل كبير ينتظر المنتخب التونسي قبل منافسات كأس أمم أفريقيا 2019 بالكاميرون ، والتي تتطلب جهود مضاعفة"،& مضيفا : " سعداء بإنهاء كأس العالم بفوز معنوي هام والآن علينا التخطيط جدياً بصنع فرصة للجمهور التونسي عبر البطولة القارية المقبلة ".
&
من باب الرحيل إلى دخول التاريخ&
&
انضم اللاعب وهبي الخزري إلى صفوف المنتخب التونسي في عام 2013 ، حيث خاض 37 لقاء سجل خلالها 13 هدفاً ، منها 3 أهداف في تصفيات كأس العالم ، وهدفان في النهائيات.&
&
بصم الخزري على أول هدف له بقميص تونس في 23 من شهر مارس من عام 2013 ضمن لقاءات تصفيات كأس العالم في مرمى السيراليون ، حيث نالٍ إعجاب الجماهير التونسية بسرعة قياسية وبات محل متابعة كبيرة ، فهو لاعب يمتاز بالسرعه الفائقة والقدرة على المراوغة، كما يمتلك روح قتالية في اللعب وحضور بدني كبير، غير أن الجمهور التونسي حفظ عنه عصبيته الزائدة فوق الملعب واحتجاجاته الكثيرة على حكام المباراة ، ودخوله في مناوشات لا فائدة منها مع اللاعب المنافس.
&
ويعتبر الخزري أحد نقاط قوة تونس في كأس أمم أفريقيا 2017 بالغابون ، غير أنها مثلت محطة صعبة في مسيرة اللاعب الذي خطفته عدسات القنوات التلفزيونية في لقطة شهيرة ضمن لقاء الدور ربع النهائي أمام منتخب بوركينا فاسو حينما رفض مصافحة مدربه البوندي هنري كاسبرجاك لحظة تغييره باللاعب حمزة لحمر،& ورفض العودة مع بعثة المنتخب ، مغدراً الجابون بمفرده مباشرة نحو فرنسا.
&
وإن كانت بعض الجماهير التونسية قد تعاطفت مع اللاعب مبررة موقفها من وضعية المنتخب -آنذاك- ، فإن أطراف عديدة طالبت الجامعة التونسية لكرة القدم باتخاذ إجراءات قوية ضد اللاعب ليتم استبعاده عن وديتي المغرب والكاميرون ، مما دفع بعض التقارير الإعلامية - في ذلك الوقت - الإشارة بان اللاعب بات قريباً من مغادرة المنتخب التونسي بصفة نهائية مع تدهور علاقته بإتحاد الكرة.
&
وتجاهل المدرب الجديد نبيل معلول اللاعب وهبي الخزري قبل مواجهة منتخب مصر حيث لم يوجه له الدعوة وهو ما أثار قلق الجماهير التونسية خصوصا مع تألق اللاعب في صفوف سندرلاند الإنكليزي.
&
وفي خطوة مفاجأة أعلن معلول عن عودة اللاعب وهبي الخزري لصفوف "نسور قرطاج" استعداداً للمواجهتين الحاسمتين على درب التأهل إلى مونديال روسيا.
&
الخزري ما بعد المونديال ؟&
&
قدم الخزري موسما ناجحاً مع ناديه رين ضمن الدوري الفرنسي ، حيث سجل 11 هدفاً وقدم 4 تمريرات حاسمة خلال 34 لقاء هذا الموسم ، ليقود فريقه لحصد المركز الخامس والتأهل إلى منافسات الدور التمهيدي من بطولة الدوري الأوروبي ، حيث لفت إليه الأنظار بقوة وصنع الفارق بسرعته الفائقة حتى أطلق عليه مدربه صبري اللموشي بأنه " قاطرة الفريق ".&
&
ظهوره اللافت في الدوري الفرنسي ثم في منافسات بطولة كأس العالم جعله محل متابعة كبيرة خصوصا من فريق سانت إيتيان حيث أشارت بعض التقارير الإعلامية أن اللاعب يرحب بفكرة الرحيل نحو صاحب المركز السابع في الموسم الماضي ، كما أشارت تقارير أخرى أن فريق مرسيليا وضع اللاعب ضمن أولوياته للموسم المقبل.
&
التعليقات