أثبتت بطولة كأس العالم 2018، أنها أحد أروع بطولات المونديال وأكثرها إثارة في التاريخ الكروي الحديث.
جهاد عمر_إيلاف: الانتصار في الوقت القاتل والأهداف الخاصة وقرارات تقنية الفيديو والأساطير في المدرجات.. كلها أمور جعلت لهذه النسخة طعما خاصا ميّزها عن سابقتها.
أما بخصوص ما يحدث داخل الملعب، فالجميع رأى أن هناك لاعبين قدّموا أدوارا مؤثرة مع منتخباتهم، ما جعلهم يخطفون الأضواء بفضل أهدافهم الرائعة من جهة، وأدائهم الراقي من جهة أخرى.
وفي التقرير التالي نستعرض أبرز 10 لحظات تروي تألق بعض النجوم في المونديال الروسي.
أول لمسة لتشيريشيف بهدف
دخل دينيس تشيريشيف بديلا بشكل اضطراري في اللقاء الافتتاحي لروسيا ضد السعودية، غير أنه صعق الجميع بأدائه المميز في هذه المباراة.
ومن أول لمسة نجح تشيريشيف بالوصول لشباك "الأخضر" السعودي، بعدما تجاوز اثنين من مدافعي السعودية، قبل أن يضع الكرة في الشباك.
ويمكن القول أن هذا المونديال جاء كأفضل فرصة للاعب ريال مدريد سابقا، للبرهنة على إمكانياته الكروية المميزة، ليكون أكبر مفاجأة لروسيا في كأس العالم.
هدف تشيريشيف الثاني في السعودية
كان تشيريشيف رجل المباراة بحق، خاصة أن دخوله الاضطراري لأجواء اللقاء، قلب المجريات رأسا على عقب.
وبعد إحرازه الهدف الأول، نال اللاعب مراده، بتسجيله هدفا ثانيا له في المباراة، وهذه المرة كانت من تسديدة رائعة بطرف القدم، من المؤكد أنه سيكون ضمن الأجمل في المونديال.
وكان اللاعب الروسي أن يكرر فعلته بنفس الطريقة، خلال لقاء إسبانيا في دور الـ16، لكن كرته غالطت الشباك.
هدف ليونيل ميسي أمام نيجيريا
بعدما قدّمت الأرجنتين، عرضا باهتا أمام أيسلندا وكرواتيا، كان لابد لها من صحوة واضحة أمام نيجيريا في اللقاء المصيري.
ولهذا أظهر ليونيل ميسي موهبته المعتادة، ونجح في هذا اللقاء، بتسجيل هدف جميل، لا سيما بعد الأداء الدفاعي القوي من "نسور" نيجيريا.
واستغل ميسي كرة من زميله إيفير بانيغا، ليضعها على فخذه الأيسر، ثم يسددها بيمناه (قدمه غير المعتادة)، قبل أن تغرّد في الشباك.
هدف ريكاردو كواريزما أمام إيران
يعتبر الجناح البرتغالي أحد أكثر اللاعبين تناقضا في كرة القدم الحديثة، إذ تجده لاعبا مدمرا تارة، ولاعبا أقل من عادي تارة أخرى.
ولكن أمام إيران كان كواريزما في الموعد، وظهر بصورة رائعة، ويكفي أن تشاهد هدفه لتتأكد أنه لا يزال يتمتع ببعض السحر الكروي.
وجاء هدف اللاعب في وقت حساس للغاية، إذ كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أن يطلق نجم البرتغال كرة من خارج منطقة الجزاء، سكنت الزاوية العلوية اليسرى لمرمى إيران.
هدف تاكاشي إينوي أمام بلجيكا
في هذه المباراة بين اليابان وبلجيكا، كان "الكمبيوتر" قريبا من صناعة التاريخ بوصوله لدور الثمانية، عندما تقدم (2-0) في ظل بقاء 20 دقيقة فقط على النهاية، إلا أن التراخي الدفاعي غير المتوقع جعل بلجيكا تقلب النتيجة وتفوز (2-3).
ولكن لا يمكن لأحد نسيان الأداء المميز لنجوم اليابان، خاصة تاكاشي إينوي، الذي سجل هدفا صاروخيا لم يراه تيبو كورتوا إلا وهو داخل شباكه، من تسديدة على بعد 30 ياردة، رغم وجود 6 لاعبين من بلجيكا أمامه.
هدف توني كروس أمام السويد
عانى منتخب ألمانيا في هذه المجموعة بشكل غريب التي تضم السويد والمكسيك وكوريا الجنوبية، رغم أن الكل توقع صعوده متصدرا.
وسقط منتخب "الماكينات" بشكل مفاجئ أمام المكسيك (0-1)، ما جعله مطالبا بالفوز على السويد في اللقاء الثاني.
وكانت ألمانيا خارج المونديال رسميا عندما كانت النتيجة تشير للتعادل (1-1) في الدقيقة 95 من موقعة السويد، غير أن نجمها توني كروس، صعق السويديين بهدف مفاجئ ومن زاوية صعبة للغاية، لتخرج ألمانيا فائزة (2-1)، قبل أن تودّع المسابقة بالخسارة على يد كوريا الجنوبية (0-2).
تصدي لوريس أمام أوروغواي
غالبا ما يكون حراس المرمى محاطين بالضغوطات بسبب أخطاءهم الفادحة، خاصة في البطولات الكبرى.
هوغو لوريس قائد "الديوك" ظهر ضد أوروغواي في دور الثمانية بشكل أكثر من رائع، ولعل من تابع تصديه المذهل لرأسية مارتين كاسيريس يتأكد فعليا من دوره البطولي في هذه المباراة، التي حسمتها فرنسا (2-0).
وكانت فرنسا وقتها متقدمة (1-0)، ولو تمكن كاسيريس من التسجيل لتعادلت أوروغواي، ولكان سيناريو المباراة قد تغيّر تماما، وهو ما يدلل على أهمية إنقاذ الحارس في تلك اللقطة.
تمريرة رودريغيز العبقرية لكوادرادو
ربما لم يكن الفائز بالحذاء الذهبي في مونديال البرازيل فعالا أمام المرمى في روسيا 2018، لكنه قدم في ملعب "كازان" لقطة عبقرية قد لا تتكرر.
وجاءت تلك اللقطة في مباراة كولومبيا وبولندا، وتحديدا خلال إحراز كولومبيا الهدف الثاني عبر خوان كوارادو.
وكان رودريغيز محاطا بثلاثة مدافعين بالقرب من خط التماس، ولا يوجد أي مكان يذهب إليه، غير أنه حوّل الكرة بشكل أكثر من رائع لزميله كوادرادو من خلف المدافعين، ما جعله في مواجهة المرمى، ليسجل الهدف الثاني لكولومبيا، ليثبت أنه لا يزال يتمتع ببعض المهارات العبقرية.
هدف بافارد الرائع أمام الأرجنتين
خلال دور الـ16، كانت فرنسا في لحظة من اللحظات متخلفة أمام الأرجنتين (1-2)، لذلك كان عليها فعل شيء لضمان عدم الخروج من المونديال.
وجاء بينيامين بافارد الظهير الأيمن لفرنسا في الوقت المناسب، ليقدّم حلا سحريا لـ"الديوك" بإحرازه هدف التعادل الذي قد يكون الأجمل في المونديال، قبل أن تفوز فرنسا (4-3).
واستغل بافارد وقتها كرة من الجهة اليسرى أرسلها زميله لوكاس هيرنانديز لم تجد من يتابعها، ما جعله يتقدم ويسددها بشكل أكثر من رائع فاجأ الجميع.
الركلة الحرة لرونالدو أمام إسبانيا
رغم أن كريستيانو رونالدو غادر المونديال من دور الـ16 برفقة البرتغال على يد أوروغواي (1-2)، إلا أنه لن ينسى أبدا عرضه الخرافي ضد إسبانيا في الجولة الأولى من دور المجموعات.
وسجل رونالدو في تلك المباراة "هاتريك" التي انتهت بالتعادل (3-3)، في سيناريو "مجنون" بين المنتخبين.
وكانت البرتغال مهددة بالخسارة أمام إسبانيا، عندما تخلّفت (2-3) في ظل بقاء بضع دقائق على النهاية، حتى أتيحت لرونالدو فرصة إحراز هدف التعادل من خطأ حصل عليه على بعد 25 ياردة عن المرمى، ارتكبه جيرارد بيكيه.
وبالفعل أخذ رونالدو نفسا عميقا ونظرة واسعة، قبل أن يطلق الكرة بشكل أكثر من رائع ودقيق من فوق حائط الصد البشرى، ما جعله تخترق شباك ديفيد دي خيا.
التعليقات