تدخل المنتخبات الأربعة الباقية في كأس العالم في كرة القدم مرحلتين منفصلتين السبت: فرنسا وكرواتيا في ترقب الساعات الأخيرة عشية النهائي، وانكلترا وبلجيكا للملمة خيبة الخروج ومحاولة التعويض بالمركز الثالث.

عشية المباراة النهائية التي يستضيفها ملعب لوجنيكي في موسكو، تحل بلجيكا وانكلترا على ملعب سان بطرسبورغ (14,00 ت غ) السبت.

في عرف كرة القدم، هذه المباراة هي أشبه بمقبلات قبل الطبق الرئيسي الذي سيكون ساخنا عند الساعة 15,00 ت غ الأحد، في المباراة الـ 64 الأخيرة لمونديال روسي حفلت أسابيعه بالمفاجآت والخيبات.

كل الأحلام ستكون بين أقدام اللاعبين الأحد على العشب الأخضر لدرة تاج ملاعب كرة القدم في روسيا، البلاد التي استضافت "أفضل كأس عالم على الاطلاق" بحسب رئيس الاتحاد الدولي للعبة جاني إنفانتينو.

وعشية المؤتمرين الصحافيين لكل من المدربين، الفرنسي ديدييه ديشان والكرواتي زلاتكو داليتش، كانت الساحة مخصصة الجمعة للاعبين أجمعوا على ان لقاء الغد هو مباراة "حياة" لفرنسا الباحثة عن لقبها الثاني بعد 1998، وكرواتيا الباحثة عن دخول التاريخ ونادي المتوجين باللقب العالمي.

قال الفرنسي بليز ماتويدي "نهائي كأس العالم هو حلم طفولة يتحقق"، مضيفا "كأس العالم هذه قريبة جدا الى درجة أننا نرغب في لمسها".

يدرك لاعب خط الوسط ان الأمر ليس بسيطا "قبل لمسها، ثمة 90 دقيقة أو 120. يجب علينا بذل كل شيء، أعتقد انها مباراة حياتنا. الأمر يتوقف علينا لنذل كل جهد لتحقيق هذا الحلم المتمثل برفع كأس العالم".

تريد فرنسا النجمة الثانية بأي ثمن كان، وحتى وان كانت الضريبة أداء دفاعيا باهتا ظهرت به في الدور الأول، بحسب مهاجمها انطوان غريزمان.

لم ينس اللاعبون الفرنسيون خيبة الخسارة على أرضهم في نهائي كأس أوروبا 2016، البطولة التي كان غريزمان هدافها مع ستة أهداف. تلقوا هدفا يتيما من البرتغال بعد تمديد الوقت، وضاع منهم الاحتفال.

اكتفى غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف حتى الآن. أخذ الأمر بدعابة الجمعة قائلا "توجت هدافا في كأس اوروبا لكننا خسرنا اللقب، قلت: +سأسجل عددا أقل من الأهداف لنرى ما إذا كنا سنفوز+ (يضحك)".

وأضاف "أسلوب لعبي يتغير، أصبحت أنا من يفرض ايقاع اللعب أكثر، الاحتفاظ بالكرة أو تسريع اللعب. إذا سجلت فذلك جيد، ولكنني أصبحت لاعبا يفكر في الفريق أكثر من تسجيل الاهداف".

بدا دوره واضحا: يوجه اللاعبين، يطلب من لوكاس هرنانديز ألا يحيد عن دوره كظهير أيسر، أو يحض بول بوغبا على التقدم الى منطقة الخصم.

بالنسبة لغريزمان "الأيام المقبلة ستكون مهمة". الأهم؟ "لا نهتم بالطريقة، بل كيف نفوز، وقد فزنا!".

- كرواتيا وأحلام أمة -

كرواتيا بلد صغير بأحلام كبيرة. سكانها نحو أربعة ملايين باتوا محط إعجاب (وحسد) مئات الملايين من مشجعي الدول الكبيرة (مساحة وقوة وكرة) الغائبة عن الأدوار الأخيرة. 

ثابر الكرواتيون في أرض الملعب. بذلوا مجهودا مضاعفا، وخاضوا شوطين اضافيين في مبارياتهم الثلاث الأخيرة. انتظروا طويلا لبلوغ هذه المرحلة، ورئيستهم كوليندا غرابار كيتاروفيتش تنتظر الأحد بفارغ الصبر.

تحولت السيدة الرئيسة الى نجمة مواقع التواصل، فهي تارة تشجع بحماس، وطورا تقفز فرحا مع اللاعبين في غرف الملابس. بين هذه وتلك، توزع بفخر قميص منتخب بلادها على المسؤولين العالميين.

البلد الصغير الذي نال استقلاله عن العملاق اليوغوسلافي، غمره الفخر يوم بلغ نصف النهائي في مشاركته الأولى بعد الاستقلال في مونديال فرنسا 1998. وضعه المنتخب المضيف عند حده. الأحد هو الثأر.

هل تعب القائد لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش؟ الاجابة محسومة لدى راكيتيتش: "ثمة قوة وطاقة إضافيتين، لا قلق بشأن ذلك". 

مصدرهما؟ "هذه مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي. سيكون ثمة 4,5 ملايين لاعب على أرض الملعب (...) سنحمل بعضنا البعض، ستكون لدينا الطاقة، نعرف ان هذه أكبر مباراة في حياتنا".

وتابع "عندما نرتدي قميص كرواتيا، تصبح لدينا أحلام (...) بلوغ نهائي كهذا هو تتويج لمسيرة، وان نكون كرواتيين هو ما يعطينا القوة".

هدف دولة بذلت الغالي والنفيس لتستقل، ومثلهما على أرض الملعب لتصل، هو ان "نغادر أرض الملعب ورؤوسنا مرفوعة"، بحسب راكيتيتش.

- النهائي المصغر -

كان يمكن لأي من منتخبي انكلترا أو بلجيكا ان يكون طرفا في النهائي. الأول قدم أداء جيدا بتشكيلة شابة لا تحظى بخبرة دولية واسعة سقطت أمام مثابرة كرواتيا في نصف النهائي 1-2 بعد التمديد، والثاني بجيل ذهبي لم تعرف مثله البلاد منذ 1986 على الأقل (يوم بلغت نصف النهائي الأول والوحيد قبل 2018).

ستكون انكلترا، بطلة 1966، أمام رغبة إحراز المركز الثالث وتثبيت قائدها هاري كاين كهداف للمونديال (6 أهداف حاليا). بالنسبة لمدربها غاريث ساوثغيت، تجربة روسيا أسست رابطا بين المشجعين ولاعبين يتوقع ان يدافعوا عن ألوان المنتخب لأعوام مقبلة.

قالها المدرب "اعتقد ان ثمة تعاطف وأمر يمكن البناء عليه"، مضيفا "لدينا حافز كبير (للفوز السبت). بلجيكا سبق لها التغلب علينا (1-صفر في الدور الأول) ونرغب في ان نرد على ذلك".

أما المنتخب البلجيكي، فجيله الذهبي الذي يضم القائد إدين هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو وغيرهم، فيسعى الى تكرار إنجاز الحلول ثالثا (حققه عام 1986)، على رغم ان العديد من المعلقين رأوا فيه مرشحا محتملا للقب، نظرا لكثرة المواهب في صفوفه، وفي مقدمهم هازار.

قال المدرب الاسباني للمنتخب روبرتو مارتينيز ان الأخير "هو أحد أكثر لاعبي كرة القدم اكتمالا في اللعبة الحديثة"، وسط تقارير عن اهتمام ريال مدريد بضمه لتعويض انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس الايطالي.