رغم تألق ريال مدريد الإسباني في مسابقة دوري أبطال أوروبا و حصده خمسة ألقاب منذ عام 2002 ، إلا ان ذلك لم ينعكس إيجابياً على استقرار جهازه الفني، بعدما واصلت إدارة النادي في إقالة مدربي الفريق وتعيين آخرين قبل إنقضاء عقودهم، على عكس غريمه التقليدي نادي برشلونة الذي عرف إستقراراً فنياً مما ساهم في تحقيقه نتائج وإنجازات كبيرة.

وكانت إدارة برشلونة قد دأبت على الاحتفاظ بمدربي الفريق حتى نهاية عقودهم أو حتى نهاية الموسم الرياضي في أسوأ تقدير ، وذلك لإعطاء الفرصة للمدرب الجديد بترتيب أوراقه بشكل كافٍ&قبل إنطلاقة الموسم الرياضي .

هذا واتخذت إدارة ريال مدريد قرارها بإقالة 10 مدربين قبل نهاية عقودهم مع الفريق كان آخرهم الإسباني خولين لوبتيجي والأرجنتيني سانتياغو سولاري اللذان تمت إقالتهما خلال الموسم الجاري ، قبل ان تتخذ قراراً جديداً بإعادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لتولي مهام الإشراف الفني للفريق .

تخبط مدريدي

وكانت إدارة ريال مدريد قد بدأت مسلسل الإقالات بالمدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي الذي خرج من الباب الضيق في موسم (2002-2003)، رغم انه قاد الفريق لتحقيق لقبين في مسابقة دوري أبطال أوروبا ولقبين في الدوري الإسباني ، ثم لحقه المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي أقيل من منصبه في نهاية موسم (2003-2004) بعدما اخفق في استعادة لقب دوري أبطال أوروبا بخسارته أمام موناكو الفرنسي .

وفي موسم (2004-2005) جاء الدور على البرازيلي فاندرلي لوكسمبورغو ثم الإسباني ماريانو غارسيا و الإيطالي فابيو كابيلو و الألماني بيرند شوستر و التشيلي مانويل بيلغريني ، ثم جاء الدور على البرتغالي جوزيه مورينيو في موسم (2013-2014)، كما أقيل أيضاً الإيطالي كارلو انشيلوتي في موسم (2015-2016) والإسباني رافائيل بنتنيز في موسم (2016-2017) .&

الاستقرار الكتالوني

في المقابل، حافظت إدارة برشلونة على استقرار الفريق ، مستفيدة من دروس ريال مدريد ، حيث ظلت تتحفظ بمدربي الفريق حتى نهاية عقودهم ليحصلوا على فرصتهم كاملة، مع الإشارة الى أن الهولندي لويس فان غال يعتبر آخر المدربين الذين تمت إقالتهم من تدريب الفريق الكتالوني أبان رئاسة خوان غاسبارت ، وتحديداً في شهر يناير من عام 2003 ، وذلك بسبب التراجع اللافت في نتائج الفريق ، ليتم التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد الذي بقي مدرباً للفريق خمسة مواسم (حتى صيف عام 2008) ثم يحل محله الإسباني بيب غوارديولا الذي مكث هو الآخر رئيساً للجهاز الفني اربعة مواسم قبل ان يرفض تجديد عقده في صيف عام 2012.

وقبل إنطلاقة موسم (2012-2013) أقدمت إدارة النادي على التعاقد مع المدرب الإسباني الراحل تيتو فيلانوفا الذي قدم استقالته قبل بداية موسم (2013-2014) وذلك بسبب ظروفه الصحية، ويحل محله الأرجنتيني جيراردو مارتينو الذي بقي مع الفريق موسماً كاملاً ثم قدم استقالته من تدريب الفريق بنهاية موسم (2014-2015).

وفي موسم (2015-2016) تم اختيار الإسباني لويس انريكي ليتولى الإشراف على الفريق ، حيث بقي&في منصبه لمدة ثلاثة مواسم مفضلاً عدم تجديد عقده مع الفريق ، ومع بداية موسم (2016-2017) تم التعاقد مع المدرب الحالي ارنيستو فالفيردي الذي يشرف على الفريق للموسم الثاني، مع الإشارة الى أنه لا يزال في عقده موسمين آخرين.

ومن اللافت للنظر بأن إدارة ريال مدريد لم تنجح في تحقيق الاستقرار على مستوى الجهاز الفني للفريق رغم أن طوال هذه المدة لم يكن يترأس النادي سوى رئيسين&فقط هما الرئيس السابق رامون كالديرون والرئيس الحالي فلورنتينو بيريز ، أي أبناء العاصمة مدريد يعيشون استقراراً على المستوى الإداري، ولكن ذلك لم ينعكس بالإيجاب على مستوى الجهاز الفني ، في وقت ان أبناء الإقليم الكتالوني حافظوا على الاستقرار الفني للفريق رغم التغييرات التي طرأت على رئاسة النادي بعدما غادر خوان جاسبارت منصبه وحل مكانه خوان لابورتا ، ثم جاء بعدهما ساندرو روسيل الذي غادر بدوره كرسي الرئاسة وتولى جوسيب بارتوميو دفة شؤون النادي حتى الآن.

يشار الى أن تواجد المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف برشلونة كان له تأثير إيجابي على استقرار الجهاز الفني للفريق الكتالوني ، حيث حظي كافة المدربين بدعمه، مما ساعدهم على النجاح والحصول على ثقة الإدارة واللاعبين والجماهير ووسائل الإعلام.