بعد أن دخل التاريخ كأول لاعب مولود في الألفية الجديدة يسجل للمنتخب الإيطالي وثاني أصغر هداف في تاريخ "الأتسوري"، يسعى الواعد مويز كين الى الإفادة من غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بسبب الإصابة، من أجل تأكيد موهبته وموقعه كعنصر لا غنى عنه في يوفنتوس.

ظهر المهاجم العاجي الأصل على الساحة للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 حين أدخله المدرب ماسيميليانو أليغري في الشوط الثاني من مباراة ضد بيسكارا، جاعلا منه أول لاعب مولود في القرن الحادي والعشرين يشارك في الدوري الإيطالي، وكان يبلغ حينها 16 عاما و8 أشهر.

وبعدها بعامين ونصف، خطف كين الأضواء بتسجيله هدفين في ثاني وثالث مباراة له مع المنتخب الإيطالي ضد فنلندا وليشتنشتاين في تصفيات كأس أوروبا 2020، ما جعل إبن الـ19 عاما ثاني أصغر هداف في تاريخ منتخب إيطاليا بعد برونو نيكولي الذي سجل ضد فرنسا عام 1958 وهو في سن الـ 18 عاما و258 يوما.&

وبالنسبة لمدرب إيطاليا روبرتو مانشيني، يملك كين "الكثير من المؤهلات ويتطور باستمرار، بإمكانه الذهاب بعيدا. لكن يجب عدم &النسيان أننا نتحدث هنا عن صبي يبلغ 19 عاما. ننتظر الكثير منه لكن يجب أن نتقبل أيضا الأخطاء".

وبعد أن أصبح أول لاعب مولود في الألفية الجديدة يلعب أساسيا ويسج في الدوري الإيطالي، ويلعب مع المنتخب الوطني لدون 21 عاما، منح مانشيني مهاجم يوفنتوس الشاب فرصة أن يصبح أول لاعب مولود في القرن الـ 21 يلعب مع المنتخب الأول، وكان ذلك في لقاء ودي ضد الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حين كان يبلغ 18 عاما و265 يوما.

صحيح "أنه مهاجم، لكن بإمكانه أن يلعب على الجهتين اليسرى أو اليمنى"، بحسب مانشيني الذي أضاف "يملك قدرات هائلة وهو مُدمِر على صعيد المؤهلات البدنية. لكن يجب أن يواصل تطوره... كل شيء منوط به... هامش التطور لديه هائل جدا".

هذه المؤهلات والقوة البدنية والقدرة على التكيف التكتيكي ستفيد يوفنتوس المحروم من رونالدو على الأقل حتى مباراة ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا ضد أياكس أمستردام الهولندي في 10 نيسان/أبريل المقبل بسبب اصابة تعرض لها مع منتخب بلاده.

وفي فترة غياب رونالدو، بطل التأهل الى ربع نهائي دوري الأبطال بتسجيله ثلاثية الفوز ايابا في مرمى أتلتيكو مدريد لإسباني (3-صفر بعد الخسارة ذهابا صفر-2)، يتواجه يوفنتوس مع إمبولي وكالياري وميلان في مباريات ستشكل فرصة لكين من أجل التألق إن كان أساسيا أو كبديل.

وبعد فترة اعارة ناجحة مع هيلاس فيرونا في النصف الثاني من الموسم الماضي (4 أهداف في 19 مباراة)، نما كين بهدوء هذا الموسم في ظل رونالدو.

-أين الجراران؟؟؟!!!-

عارض أليغري الذي يواصل تسميته بـ"الطفل" في مؤتمراته الصحافية، فكرة رحيل كين الذي أثار اهتمام مرسيليا الفرنسي الصيف الماضي وأياكس أمستردام هذا الشتاء، وكان مصيبا في قرار التمسك بهذا اللاعب الموهوب الذي كشف بعد هدفه الدولي الأول ضد فنلندا "تعلمت من كريستيانو رونالدو. أنا أسرق أسراره في التمارين. أحاول دائما أن أكون جاهزا وأنا أتمرن بشكل متواصل لكي أكون مستعدا حين يأتي الوقت".

يقتصر سجله مع يوفنتوس حتى الآن على هدفين في أربع مشاركات، لكنه أمام فرصة تعزيزه في الأيام المقبلة في ظل غياب رونالدو.

إن بروز نجم كين يعيد الى الأذهان ماريو بالوتيلي الذي تم التشكيك بولائه للمنتخب الإيطالي نظرا الى أصوله الغانية، لاسيما بعد الخروج من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014، لكن المهاجم الذي لعب في الفرق العمرية للجار اللدود تورينو، أكد "أنا مختلف تماما. ماريو شاب رائع، أنا أعرفه ويعطيني النصائح. لكني لا أفهم لماذا تتم مقارنتي به. يقوم بأموره بشكل مختلف عني".

كما أن شهرة كين جعلته يتعرض لموقف محرج بعد مقابلة تلفزيونية مع والده الأربعاء على راديو "راي"، حيث اتهم بيورو يوفنتوس بأنه لم يرسل له جرارين زراعيين وعده بهما بعد توقيع العقد الاحترافي مع نجله.

ورد كين على والده على وسائل التواصل الاجتماعي بالقول "جرارات ؟؟؟! لا أعرف عما تتحدث. لقد وصلت الى الرجل الذي أنا عليه اليوم بفضل أمي فقط".

ما صدر عن والد كين لن يؤرق يوفنتوس، بل ما يجب أن يخشاه فريق "السيدة العجوز" هو وكيل أعمال اللاعب مينو رايولا الذي يبحث عن صفقة كبيرة لموكله الشاب قبل انتهاء عقده الحالي مع عملاق تورينو صيف العام 2020.