ربما تكون قطر عانت صعوبات في تجربتها الأولى في بطولة أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" لكرة القدم، بيد أن الدولة المضيفة لمونديال 2022 أظهرت في نسخة البرازيل ما يكفي للتأكيد على أنه ينتظرها مستقبل مشرق.

وصل المنتخب القطري إلى كوبا أميركا كمنتخب مجهول أقله بالنسبة الى الجمهور الأميركي الجنوبي، لكن وعلى الرغم من خسارته مباراتين من الثلاث التي لعبها في الدور الأول، فقد أظهر ما يكفي من القدرة التنافسية التي تؤكد أنه لن يكون مفاجأة خلال مشاركته في الثانية في المسابقة الأميركية الجنوبية العام المقبل.

وقال مدربه الإسباني فيليكس سانشيز "كانت هناك أوقات لعبنا فيها جيدا. يتعين علينا مواصلة العمل الجاد".

وأضاف "إنه فريق شاب يتطلع إلى السنوات الثلاث المقبلة. نحتاج إلى العمل بجد عندما نصل إلى هناك".

ولم تتأهل قطر مطلقا لنهائيات كأس العالم وستشارك فيها لأول مرة كمضيفة في عام 2022.

على الرغم من تاريخها المتواضع وقلة عدد سكانها، فإن الدولة الخليجية، الغنية بالغاز، لديها طموحات عالية واتخذت بضع خطوات مهمة هذا العام.

في شباط/فبراير الماضي في الإمارات العربية المتحدة، تمكنت قطر في غياب جمهورها بسبب انقطاع العلاقة الدبلوماسية مع الإمارات التي تتهمها مع السعودية والبحرين بدعم منظمات متطرفة، من الفوز بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخها، بعد أن فشلت في السابق في تخطي الدور ربع النهائي.

ووضعتها مشاركتها في بطولة كوبا أمريكا - أقدم مسابقة قارية للمنتخبات الوطنية في العالم - في مواجهة مستويات أعلى لم يسبق لها أن واجهتها.

وعلى الرغم من البداية الإيجابية عندما حولت تخلفها صفر-2 إلى تعادل مع البارغواي 2-2، عاشت قطر تجربة مريرة بعد الخسارة أمام كولومبيا (1-0) والأرجنتين (2-0).

لكن مدرب كولومبيا البرتغالي كارلوس كيروش الذي يملك خبرة كبيرة في مواجهة قطر عندما كان مدربا لإيران لمدة ثمانية أعوام، يشعر أن هناك المزيد في المستقبل.

وقال كيروش قبل مباراة كولومبيا أمام القطريين "قطر توجد هنا لتظهر أن هناك كرة قدم في آسيا وإذا لم تحترم خصائصها وفريق عملها ... انظروا الى ما حدث مع البارغواي".

وأضاف "قلبوا تخلفهم بثنائية نظيفة إلى تعادل 2-2 وكان بإمكان قطر الفوز بالمباراة".

- "التحول السريع" -

وعلى الرغم من السيطرة الكولومبية على مجريات المباراة، حافظت قطر على نظافة شباكها لمدة 86 دقيقة وخلقت العديد من الفرص في الهجمات المرتدة قبل أن تستسلم لرأسية دوفان زاباتا.

وقال لاعب وسط كولومبيا غوستافو كويلار عقب المباراة "كانت مباراة صعبة جدا وكان من المهم جدا التحلي بالصبر".

وأضاف "لقد تمكننا من مواجهة تهديدهم الذي كان من خلال التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم".

ووضعت قطر مشروعا طويل الامد استغرق سنوات عديدة من الإعداد. فقد استثمرت مئات ملايين الدولارات، وأنشأت أكاديمية أسباير للتفوق في الدوحة عام 2004 للبحث عن مواهب في قطر وتنميتها. والعديد من لاعبي المنتخب حاليا هم من الذين نشأوا في أسباير.

انضم سانشيز، وهو أحد خريجي مركز لا ماسيا التدريبي الشهير في برشلونة، إلى أكاديمية أسباير في قطر في عام 2006. بعد تدريبه منتخبات قطر لأقل من 19 عاما وتحت 20 عاما وتحت 23 عاما، تولى تدريب المنتخب الأول خلفا للأوروغوياني خورخي فوساتي في تموز/يوليو 2017.

ولم يتأخر سانشيز في جني الثمار بقيادته إلى لقب كأس آسيا على حساب اليابان 3-1.

كان بإمكان قطر تخطي دور المجموعات في كوبا أميركا لولا الأخطاء الساذجة للاعبيها.

استقبلت شباكهم هدفين مبكرين في الدقيقة الرابعة أمام البارغواي والأرجنتين، والأخير كان إثر خطأ فادح للمدافع بسام الراوي عندما مرر كرة بالخطأ إلى المهاجم لاوتارو مارتينيز الذي انفرد وافتتح التسجيل بسهولة.

ضد البارغواي، فشل لاعبان قطريان في ترجمة كرتين عرضيتين لافتتاح التسجيل.

وقال سانشيز "لقد دفعنا ثمن عدم الخبرة، لقد بدأنا مباراتين باستقبال أهداف من أخطاء غير ضرورية".

ويتعين على قطر تفادي مثل هذه الأخطاء في مبارياتها، إن لم يكن في بطولة كوبا أمريكا العام المقبل، ففي كأس العالم على الأقل.

وقال مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني "إنهم فريق جدير بمستقبل عظيم ولاعبين شباب".