رفعت مصر سقف طموحاتها في استضافة البطولات إلى مستويات عالية بعد النجاح الباهر الذي حققته في تنظيم النسخة الثانية والثلاثين من بطولة كأس أمم إفريقيا .

وكشف المهندس هاني &ابو ريدة رئيس الاتحاد المصري عن الطموحات الكبيرة لبلاده في استضافة كبرى البطولات والمسابقات القارية والعالمية ، حيث عبر عن الجاهزية لاستضافة كأس السوبر الأوروبي الذي يجمع بين الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا و الفائز بلقب الدوري الأوروبي ، في حال وافق الاتحاد الاوروبي على نقل هذه المباراة خارج "القارة العجوز" ، إذ يرتقب ان تنافس مصر عددا&من البلدان العربية في هذا السياق كالمغرب والمملكة العربية السعودية.

ويعتبر الطموح المصري متجاوزاً هذا السقف بكثير ، بعدما اعلن ابو ريدة عن احتمالية ترشح بلاده لاستضافة كأس العالم 2030 بمشاركة 48 منتخباً ، وما قد يترتب عن تلك الزيادة من تكاليف وجهود على البلد المنظم.

نجاح باهر

هذا وشعرت مصر بنجاحها في تنظيم كأس أمم إفريقيا بشهادة مسؤولي المنتخبات المشاركة في البطولة وصناع القرار في الاتحاد القاري ، رغم أن البطولة شهدت لأول مرة مشاركة 24 منتخباً بدلا من 16 منتخباً كما كان معمولاً به في الدورات السابقة.

ونجح المصريون في كسب التحدي ليكونوا عند حسن ظن الإفارقة في إستقبال اهم واكبر بطولة في القارة، وبأكبر تمثيل من المنتخبات ، رغم ان الفاصل الزمني بين اختيار مصر من قبل الاتحاد الإفريقي &في شهر يناير الماضي و إنطلاق المنافسات في أواخر شهر يونيو الماضي ، قد بلغ اشهرا قليلة فقط، بعدما أعلنت الكاميرون عجزها عن تنظيم البطولة ومنحها شرف استضافة النسخة القادمة عام 2021.

وفي ظرف اربعة اشهر ، تمكنت مصر من توفير كافة الظروف لاستقبال المنتخبات الإفريقية ، وتجلى نجاحها في استضافة البطولة القارية على اكثر من صعيد:

أولاً : الصعيد الأمني ، وشكل حافزاً للجهات المعنية لتأمين البطولة وسلامة كافة أعضاء الوفود .

ثانياً : الصعيد الفني، حيث نجحت في تسهيل دخول الجماهير بإنسيابية كبيرة للمدرجات، والسيطرة على منافذ بيع التذاكر والحد من ترويجها في السوق السوداء، كما وفرت ستة ملاعب متكاملة لاحتضان مباريات البطولة مع توفير ملاعب تدريبية وضعت تحت تصرف المنتخبات المشاركة.&

ثالثاً : الصعيد الإعلامي والذي حققت خلالها نجاحاً لافتاً ، بعدما اطلقت قناة جديدة تقوم بنقل مباريات البطولة على البث الأرضي لإنهاء حالة الاحتكار التي جعلت جماهير البلد المنظم تحرم من متابعة مباريات بلادها في دورات سابقة.

طموح عالمي

واعطى رئيس الاتحاد المصري في تصريحاته إنطباعاً بأن بلاده تدرس بجدية التقدم بملف الترشح لاحتضان بطولة كأس العالم 2030 ، و ذلك لتدارك الفشل الذي&منيت به، أبان منافساتها لملف جنوب افريقيا و المغرب لاحتضان مونديال 2010 ، بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم منح شرف استضافة البطولة لقارة إفريقيا .

وأدرك المسؤولون في مصر التحول الهام و الكبير الذي عرفته البلاد منذ عام 2004 ، والذي تشهد عليه بطولة كأس أمم إفريقيا في دورتها الحالية بمشاركة 24 منتخباً ، وهو ما جعلها تقطع اشواطا كبيرة لتجهيز بنيتها التحتية سواء من حيث الملاعب او الفنادق، إضافة الى شبكتي الاتصالات والمواصلات اللتين&عرفتا تطوراً هائلاً.

ومن المعلوم بأن ملف ترشح مصر لاحتضان بطولة كأس أمم إفريقيا ، قد حظي باهتمام حكومي سياسي كبير جعل&الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتحدث شخصياً مع رئيس الاتحاد الإفريقي الملغاشي احمد احمد - بحسب ما أكدته الصحافة المصرية - معبراً عن دعمه للملف واستعداده لوضع كافة الإمكانيات تحت تصرف اللجنة المنظمة لإنجاح العرس القاري.

ويؤكد المتابعون بأن ترشيح هاني ابو ريدة لبلاده في إحتضان مباريات السوبر الأوروبية وكأس العالم يدخل ضمن إستراتيجية الدولة لإعادة البلاد لتكون محور المنطقة، ومحط انظار العالم مثلما كانت في الستينات في ظل الإمكانيات الضخمة التي تتمتع بها على كافة المستويات .