تشهد النسخة الجديدة من مسابقة دوري أبطال أوروبا لموسم (2019-2020) غياب أندية عريقة سبق لها ان احرزت اللقب بعدما عجزت عن التأهل إلى دور المجموعات أو الأدوار التمهيدية.

وستعرف هذه النسخة مشاركة 11 بطلاً سابقاً في دور المجموعات مقابل غياب 11 فريقاً من الأبطال السابقين الذين نالوا اللقب القاري بصيغته الحالية التي انطلقت عام 1992 وبالصيغة السابقة تحت اسم &كأس أوروبا للأندية البطلة.

وجاء غياب هذا العدد الهائل من الأبطال السابقين، نتيجة التغيير الكبير الذي طرأ على خريطة الكرة الأوروبية في الألفية الثالثة التي عرفت تأثير المال بشكل كبير على كرة القدم ، مما جعل العديد من الاندية تتراجع رغم تاريخها العريق ، وهو ما جعلها تختفي&عن الساحة ، في مقابل بروز اندية اخرى استفادت من المال لتصنع لنفسها حاضراً رغم تاريخها الحديث مثل مانشستر سيتي و باريس سان جيرمان و توتنهام هوتسبير ، بعدما كانت نتائجها في دورياتها المحلية متواضعة لا تسمح لها بالتأهل للبطولة .

و جاءت استفادة هذه الأندية من المال في ظل سوق انتقالات تحت سيطرة المال منذ منتصف التسعينات تزامنا مع صدور قانون بوسمان، حيث ادى ذلك الى تغيير موازين القوى بين الأندية ، لتصعد اندية تمتلك المال رغم افتقادها للمواهب مقابل أفول اندية تفتقد المال رغم انها ثرية بالمواهب.

ورغم ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) ادخل تعديلات هامة على نظام المشاركة عام 1997 و التي سمحت لغير البطل والوصيف بالمشاركة في المسابقة خاصة في الدوريات الاربعة الكبرى بمنحها اربع بطاقات مؤهلة، إلا ان تلك الأندية لم تستفد من ذلك ، بعدما انتقلت من حالة المنافسة على اللقب إلى الهروب من شبح الهبوط.

إيطاليا

تمتلك الأندية الغائبة عن دوري أبطال أوروبا هذا الموسم رصيداً يبلغ 14 لقباً ، حيث يعتبر أي سي ميلان الإيطالي من ابرز وأكبر الغائبين عن البطولة ، لكونه نال&اللقب سبع مرات ، وهو ثاني أكثر الأندية الأوروبية تتويجاً بلقب "صاحبة الاذنين" ، بعدما فرض نفسه بطلاً خلال فترة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ، ويكفي انه نجح في بلوغ النهائي القاري خمس مرات في ظرف خمسة مواسم في الفترة من عام 1989 وحتى عام 1995 ، نجح خلالها في إحراز ثلاثة ألقاب أعوام 1989 و 1990 و 1994.

وكانت نتائج ميلان قد ساءت في بطولة الدوري الإيطالي منذ تتويجه باللقب القاري عام 2011 ، حيث اصبح ينهي منافسات الموسم خارج المراكز الأربعة الأولى التي تمكنه من التأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا ، إذ دفع الفريق اللومباردي ثمن تراجع مالكه التاريخي سيلفيو برليسكوني عن الاهتمام بالنادي بعدما ارتبطت إنجازاته القارية بهذا الاسم.

إنكلترا

يعتبر نادي مانشستر يونايتد من أبرز الأندية الغائبة عن البطولة ، بالنظر إلى عراقته المحلية والقارية ، فهو ثاني أكثر الأندية الإنكليزية تتويجاً بالألقاب بعد ليفربول ، إذ يمتلك في رصيده ثلاثة ألقاب بمسابقة دوري أبطال أوروبا منها لقبان بصيغتها الحالية مع تحصله على المركز الثاني مرتين.

وإن كان عجز بقية الأبطال عن التأهل لدوري الأبطال ناجما عن ضعف إمكانياتها وقلة مواردها المالية، فإن الامر يختلف مع مانشستر يونايتد الذي قام بتعاقدات كبيرة ، مع إنفاق أموال&طائلة في السنوات الأخيرة إلا ان نتائجه تراجعت منذ اعتزال مدربه الأسطوري الإسكتلندي السير اليكس فيرغسون عام 2013 ، و اصبح قاب قوسين او ادنى من الخروج من دائرة الأربعة الكبار ، بعد تصاعد مستويات مانشستر سيتي و توتنهام هوتسبير و تشيلسي وعودة ليفربول .

ومنذ اعتزال السير فيرغسون مهمة التدريب عام 2013 ، وجد الفريق صعوبة في التأهل لدوري أبطال أوروبا بشكل مباشر (أربع مرات خلال ستة مواسم) .

كما يغيب أيضاً نادٍ&لا يقل عراقة عن مانشستر يونايتد هو نوتينغهام فوريست الذي يمتلك رصيداً بلقبين نالهما في عامين متتاليين 1979 و 1980 قبل ان يتراجع و يهبط لمصاف الدرجة الأولى (بريميرشيب) ، إذ لم يسبق له ان شارك في البطولة بصيغتها الحالية ، مثله مثل مواطنه استون فيلا بطل أبطال أوروبا عام 1982 و الذي هبط هو الآخر قبل ان يعود إلى دوري الأضواء ، ولكن من اجل تفادي الهبوط مجدداً و ليس من اجل المنافسة على التأهل لدوري الأبطال .

فرنسا&

يغيب الفريق الفرنسي الوحيد الذي نجح في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا وهو اولمبيك مرسيليا العريق الذي &كان اول فريق يتوج باللقب في نسخته الأولى بالصيغة الجديدة بموسم (1992-1993) قبل ان يسقط مباشرة بعد التتويج بسبب تورطه في فضيحة التلاعب بنتائج مبارياته في الدوري المحلي خلال فترة رئيسه التاريخي برنارد تابي.

و رغم عودته إلى الأضواء المحلية إلا انه يبقى غير جاهز لاستعادة بريقه على الصعيد القاري في ظل تفاوت شاسع بينه وبين بقية الأندية ، حيث اكتفى بالمنافسة في المسابقة القارية الثانية التي تناسب امكانياته البشرية و المالية ، إذ وصل الى دورها النهائي ثلاث مرات أعوام 1999 و 2004 و 2018.

ألمانيا&

يغيب هامبورغ الذي اطاح بيوفنتوس عام 1983 و خطف منه اللقب الاوروبي ، بعدما فاز عليه بهدف قاتل ، رغم ان النادي الإيطالي كان يضم حينها افضل الاسماء في العالم بقيادة لاعب الوسط الفرنسي ميشال بلاتيني .

وسجل هامبورغ منذ منتصف الثمانيات تراجعاً في نتائجه ببطولة الدوري المحلي ، مما انعكس سلباً على حضوره في المسابقات القارية لصالح بايرن ميونيخ و بروسيا دورتموند وشالكه.

هولندا

يغيب أعرق انديتها ممثلاً بإيندهوفن وفينورد روتردام ، وكل منهما احرز لقب أوروبا مرة واحدة عامي 1988 و 1970 .

ومما يحز في نفوس الهولنديين ، ان أكبر الأندية الأوروبية تخوض مبارياتها القارية بنجوم نشأوا في الأندية الهولندية ، قبل ان تبيع عقودهم في سوق الانتقالات بسبب عجزها عن تلبية مطالبهم المالية ، كما تضررت ذات الأندية من تصنيف الدوري في بلادها باعتباره ضمن الدوريات الصغرى ، حتى ان بطل الدوري المحلي مجبر على خوض ملحق تصفيات تمهيدي قبل التأهل لدور المجموعات ، وهو تصنيف غير منصف بالنظر إلى عراقة الكرة الهولندية وجمالها.

البرتغال

يغيب بورتو الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1987 و 2004 ، بعدما اقصي من الدور التمهيدي قبل الأخير على يد كراسنودار الروسي المتواضع ، إذ ذهب هو الآخر ضحية تصنيف الاتحاد الأوروبي غير المنصف للدوري البرتغالي ، والذي يمنح البطل تأشيرة واحدة فقط في التأهل المباشر لدور المجموعات ، والتي نالها بنفيكا ، بينما يتعين على وصيفه خوض الأدوار التمهيدية.

ومنذ سنوات طويلة دأب بورتو على المشاركة بانتظام في دور المجموعات بدوري الأبطال ، حتى انه &ينجح في الغالب بتجاوز هذه المحطة ليصل على الأقل للدور الثمن النهائي .

رومانيا

سيغيب أيضاً ستيوا بوخارست بطل دوري أبطال أوروبا عام 1986 ، عندما قهر العملاق برشلونة على ملعب إشبيلية بركلات الترجيح ثم بلغ النهائي عام 1989 والذي خسره امام ميلان ، ليتوارى بعدها عن الانظار نتيجة الهجرة المتواصلة لألمع نجومه &.

اسكتلندا

يغيب عن البطولة في نسختها الحالية النادي العريق سلتيك غلاسكو، الذي كان اول من حقق الثلاثية عام 1967 على الصعيد الأوروبي ، بعدما جمع بين ألقاب الدوري و الكأس المحليتين ، ومعهما لقب دوري أبطال أوروبا .

هذا وتضرر سلتيك هو الآخر بتصنيف دوري بلاده ضمن الدوريات الصغرى ، إذ يتوجب عليه خوض معترك الأدوار التمهيدية رغم انه بطل الدوري المحلي ، مما جعله يخرج من الدور الثاني بخسارته امام سي إف آر كلوج الروماني.
&