ستُحبس الأنفاس على مدى حوالي تسع ثوان في ستاد خليفة الدولي السبت عندما تطلق إشارة انطلاق سباق 100 م الذي سيتوج الفائز بلقب أسرع عداء في العالم وذلك في منافسات اليوم الثاني من بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة.

ولطالما كان سباق 100 م جوهرة بطولات العالم وقد شهد تتويج أبطال اسطوريين امثال الاميركي كارل لويس، والكندي دونوفان بايلي وصولا الى الجامايكي أوساين بولت.

وستكون المرة الاولى التي سيغيب فيها بولت عن السباق الاقصر منذ عام 2007، وسيكون الاميركي كريس كولمان مرشحا قويا لتطويق عنقه بالميدالية الذهبية.

وسجل كولمان صاحب ذهبية النسخة الاخيرة في لندن عام 2017، أفضل توقيت في هذا السباق في كل من السنوات الثلاث الماضية كان اخرها 9.81 ثوان في حزيران/يونيو الماضي.

ولم يخسر كولمان سوى مرة واحدة في الاشهر الـ15 الاخيرة على هذه المسافة، وكانت خسارته الوحيدة امام مواطنه نوا لايلز الذي فضل التركيز على سباق 200 م في هذه البطولة.

وسجل كولمان 9.86 ثوان و9.85 ث و9.81 ث في مطلع الموسم الحالي، قبل ان يحصد المركز الاول في التجارب الاميركية المؤهلة الى الدوحة مسجلا 9.99 ثوان.

لكن كولمان (23 عاما) يخوض غمار السباق الاسرع وسط ظلال من الشكوك حوله بعد الكشف عن فشله في تحديد مكانه ثلاث مرات خلال سنة واحدة لمراقبي الكشف عن المنشطات

ووفقا لقواعد مكافحة المنشطات المعترف بها دوليا، يتعين على الرياضيين تحديد مكانهم بدقة لمراقبي المنشطات قبل 90 يوما من اجل تسهيل اجراء الاختبارات خارج المنافسة.

ويتم التعامل مع الرياضيين الذين يفشلون في الظهور لثلاثة اختبارات للعقاقير على غرار الرياضيين الذين يرسبون في اختبار المنشطات ويواجهون ايقافا تلقائيا.

وكان كولمان يواجه عقوية الايقاف على مدى عامين لكن الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات برأته&من تهمة خرق قوانين المنشطات وبالتالي سمحت له بالمشاركة في بطولة العالم في الدوحة.

وأكدت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات أنها بعدما تلقت توجيهات من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حول كيفية حساب فترة الـ12 شهرا، قررت سحب قضيتها.

وكانت الوكالة الأميركية أوضحت في البداية أن النجم الجديد في سباقات السرعة العالمية انتهك قواعد تحديد الموقع في 6 حزيران/يونيو 2018 و16 كانون الثاني/يناير 2019 و26 نيسان/أبريل 2019، بسبب غيابه عن دعوة مراقب في هذه التواريخ.

وبعد التحقق، لاحظت الوكالة الأميركية أن الفحص الأول الذي غاب عنه كولمان كان مؤرخًا في الأول من نيسان/أبريل 2018 وليس في 6 حزيران/يونيو 2018. ونتيجة لذلك، لم يعد بالإمكان توجيه الاتهام للعداء الأمريكي بفشل تحديد مكانه ثلاث مرات في عام واحد وبالتالي تمت تبرئته.

وبعد تبرئته، اعتبر كولمان بأنه "المحامي الأكبر للدفاع عن رياضة نظيفة"، مشددا على أنه لم يخضع لأي فحص منشطات إيجابي.

وقال كولمان عبر حسابه على انستاغرام "للمرة الأولى والأخيرة أقول أنني لا أتناول أي متممات أو بروتينات أو مسحوق. لم أتناول أي شيء حتى ولو كان مسموحا من أجل تحسين فترة التعافي".

ثم شن هجوما عنيفا على الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات متهما إياها بأنها اساءت الى سمعته، وقال في هذا الصدد عبر شريط فيديو على حسابه الرسمي على انستاغرام "عار على الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات أن تعلن هذه القضية أمام الرأي العام (كشفت صحيفة ديلي تلغراف الإنكليزية القضية) وان يطلبوا من الرياضيين ان يتبعوا قوانين يجهلونها"، مضيفا "واجب هذه المنظمة &حماية الرياضيين لكني أشعر اليوم بأني ضحية".

وكشف "اتصل بي مدير الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات وقال لي انه يريد الاعتذار عما حصل لأن منظمته لم تتصرف بمسؤولية. لكني اعتقد بأني كنت استحق اعتذارات علنية. من الصعب جدا إعادة بناء السمعة".

اما ابرز منافسي كولمان، فهم مواطنه المخضرم جاستين غاتلين (37 عاما) حامل اللقب قبل سنتين.

ونزل غاتلين اربع مرات تحت حاجز العشر ثوان هذا الموسم افضلها 9.87 ثوان في ستانفورد الاميركية اواخر حزيران/يونيو الماضي، لكنه عانى في الفترة الاخيرة من اصابة عضلية وسجل رقما متواضعا جدا في لقاء زغرب مقداره 10.29 ثوان.

ويبرز ايضا الكندي اندري دي غراس والنيجيري ديفاين اودودورو.

هل يسقط رقم باول في الوثب الطويل؟

يدخل الكوبي خوان ميغيل اتشيفيريا منافسات الوثب الطويل ليس فقط مرشحا لاحراز ذهبية هذه المسابقة بل ربما لتحطيم الرقم القياسي المسجل باسم الاميركي مايك باول منذ بطولة العالم في طوكيو عام 1991 (8.95 م).

واعترف باول بقوة اتشيفيريا وامكانية تحطيم رقمه القياسي بقوله على هامش احد لقاءات العاب القوى في السويد في ايار/مايو الماضي بقوله "للأسف، يجب الاعتراف بانه سيحطم رقمي في يوم من الايام. انه قوي، سريع ويقفز بشكل رائع، نعم يستطيع محاولة تحطيم الرقم القياسي".

وسجل اتشيفيريا افضل رقم شخصي له ومقداره 8.68 م عام 2018، ونجح في محاولتين رائعيتن عندما سجل 8.83 م عام 2018 و8.92 م في اذار/مارس الماضي لكنهما لم تحتسبا لان سرعة الرياح تخطت الحدود المسموح بها في المسابقات الرسمية.

وسيكون ابرز منافسيه الجنوب افريقي لوفو مانيونغا حامل اللقب قبل سنتين والذي سجل 8.37 مترا هذا العام.